أكرم القصاص - علا الشافعي

ذات يوم.. شامبليون يكشف غموض اللغة الهيروغليفية ويفك أسرار حضارة مصر القديمة

الأربعاء، 14 سبتمبر 2016 10:09 ص
ذات يوم.. شامبليون يكشف غموض اللغة الهيروغليفية ويفك أسرار حضارة مصر القديمة شامبليون
يكتبها: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمسك «جان فرانسو شامبليون» بأوراقه فى يده، وهبط مسرعاً على سلالم المنزل رقم 28 بشارع «مازارين» فى العاصمة الفرنسية باريس، وجرى نحو «أكاديمية الكتابات المنقوشة والآداب القديمة»، حيث يعمل شقيقه «جاك جوزيف»، وحين دخل مكتب شقيقه صاح: «المسألة فى حوزتى»،ثم سقط مغشياً عليه،حدث ذلك فى مثل هذا اليوم «14 سبتمبر 1822»، وكان شامبليون قد تمكن على التو من كشف غموض اللغة الهيروغليفية».
 
هكذا  يصف «روبير سوليه» اللحظة التى ستبدأ الإنسانية معها معرفة أسرار حضارة مصر القديمة، ويقدم  فى كتابه «مصر ولع فرنسى» ترجمة «لطيف فرج – الهيئة العامة لقصور الثقافة – القاهرة». سيرة مختصرة عن هذا العبقرى واكتشافه المذهل: «كان شامبليون فى الواحد والثلاثين من العمر، لكنه قضى حوالى عقدين من الزمان فى دراسة اللغات القديمة، بدأ هذا العبقرى أبحاثه فى السن الذى يلعب فيه آخرون بالطوق، وذلك فى ظل رعاية واهتمام شقيقه الأكبر الذى يقوم بدور كفيله وأستاذه وأبيه وأمه،كانا لا يفترقان إلى حد أن الناس كانوا يتحدثون عن«شامبليون الصغير» و«شامبليون– فيجاك»، وكان الفارق بينهما 12 عاما.
 
يضيف«سوليه»: «بدأ جان فرنسوا شامبليون وهو فى سن الثالثة عشرة اهتمامه باللغات العربية والكلدانية والسريانية بعد أن درس اللاتينية والعبرية، وسرعان ما انكب على دراسة اللغة القبطية فى انتظار اكتشافه اللغتين الفارسية والصينية.
اجتذبته اللغة القبطية، وسرعان ما سيطرت عليه، هى من بقايا اللغة الشعبية للمصريين القدامى، ولم تعد تستخدم إلا فى الطقوس الدينية،كما أنها تكتب بحروف يونانية ممزوجة ببعض العلامات التى تعبر عن حروف صوامت غير منطوقة، ولا توجد علاقة بينها وبين الخط الهيروغليفى، فمنذ القرن الرابع لم يتم نقش كتابة واحدة بالخط الهيروغليفى فى مصر، ولا يستطيع أحد فك طلاسمها التى ذهب سرها مع آخر كهنة العصور القديمة».
 
استسلم «شامبليون الصغير» تماماً لدراسة اللغة القبطية، وينقل«سوليه»عنه:«كنت منغمساً فى هذه اللغة لدرجة أننى كنت ألهو بترجمة كل ما يخطر على ذهنى إلى القبطية،كنت أتحدث مع نفسى بالقبطية،ولفرط ما تفحصت هذه اللغة كنت أشعر أننى قادر على تعليم أحدهم قواعدها النحوية فى يوم واحد، ولا جدال أن هذه الدراسة الكاملة للغة المصرية تمنح مفتاح المنظومة الهيروغليفية،وقد عثرت عليه».
 
لم يحبس نفسه داخل إطار واحد، وإنما تنوعت اهتماماته بصورة مدهشة،كما كانت قدرته على العمل عجيبة: ”قام بالتوازى مع قواعد النحو القبطى بكتابة نبذة عن الموسيقى الأثيوبية، وبتحرير مذكرة عن المسكوكات العبرية، ودراسة«وصف جغرافى لمصر قبل غزو قمبيز»، يضيف«سوليه»: «كان شقيقه الأكبر يتابعه خطوة خطوة،ينصحه ويؤنبه ويعجب به ويمول مشترياته من الكتب،لا يمكن لأحدهما أن يعيش بدون الآخر،كانا يفعلان سويا كل شىء حتى التصرفات الخاطئة،كانت ميزة جان فرانسوا «شامبليون الصغير»عن منافسيه أنه كان مؤرخاً وعالماً باللغات الأجنبية وأخصائياً فى الجماليات فى وقت واحد،لم يكن مولعاً بالقراءة فحسب،ولكنه واسع الخيال ويستمتع بحاسة استبصارية،وكان من جنس المخترعين».
 
استوعب وهضم كل ما سبق اكتشافه أو تخمينه فيما يتعلق بالتوصل إلى فك أسرار اللغة المصرية القديمة، ومن ضمنها بعض التقدم الذى حصل بفضل حجر رشيد الذى اكتشفته الحملة الفرنسية على مصر «1798-1801»، وتم نقله إلى بريطانيا عام 1801 بعد توقيع معاهدة خروج الفرنسيين من مصر، يقول«سوليه»: «نعرف منذ القرن الثامن عشر أن أطر النقوش الموجودة فى المعابد المصرية تشتمل على أسماء الملوك، وتحقق بعض التقدم بفضل حجر رشيد المشتمل على ثلاث نسخ، إحداها باللغة اليونانية،والأخريان بكتابتين مصريتين هما الديموطية والهيروغليفية»، وتوصل«شامبليون» إلى أن الكتابة المصرية بخطوطها الثلاثة «الهيروغليفى – الكهنوتى – الديموطى» تنتمى إلى منظومة واحدة ولغة واحدة، فهناك خط مقدس للكهنوت، وخط عادى مكتوب باليد، وخط شعبى يستخدمه المصريون فى حياتهم اليومية، وعلى هذا الأساس شرع شامبليون فى معاينة نسخ حجر رشيد ليكتشف مبدأ الكتابة المصرية «ترسم تارة الأفكار،وطورا أصوات اللغة».
 
فى يوم 27 سبتمبر 1822 قرأ رسالته أمام «أكاديمية الكتابات المنقوشة والآداب القديمة» عن جزء من اكتشافه،وبعد عامين أعلن عن اكتشافه العلمى كاملاً فى دراسته «موجز المنظومة الهيروغليفية لدى قدامى المصريين».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد زيادة

الترجمة الأشهر والأعظم في تاريخ العالم الحديث....والحضارة الرائعة لقدماء المصريين.

أقصد بالترجمة الأشهر في التاريخ الحديث....عملية الترجمة التي قام بها العالم الفرنس " جان فرانسوا شامبليون" للنص الهيروغليفي علي "حجر رشيد" والذي فتح باب التعرف علي أعظم حضارات البشرية وهي الحضارة المصرية القديمة أيام الفراعنة ... والقصة معروفة للعلماء وللكافة وخاصة في العالم الغربي وبالذات فرنسا ولقد قرأت من أيام وأنا أحاول أن أعرف كيف قام هذا العالم الفرنسي الشاب بالترجمة الصعبة وهي في الحقيقة ليست ترجمة عادية وإنما هي فك طلاسم اللغهة الهيروغليفية إعتمادا علي كلمات قليلة تكررت في الثلاث نصوص التي علي الجر بثلاث لغات مختلفة مثل"كليوبتر" و"الإسكندرية"و "بطليموس" تكررت تلك الكلمات في النص اليوناني والنص "الديموطيقي" الذ ي تتقارب لغته مع اللغة القبطية القديمة التي أتقنها شامبليون تماما ...المهم انه أدي المهمة في حوالي عشر سنوات بدافع حبه للغات التي أجادها وحبه لكشف غموض لغة أحس أن وراءها الكثير وهي اللغة الهيروغليفية....والأهم انه أحب عمله ولم ينتظر أي عائد أو مقابل مادي أو معنوي من أي أحد سوي أن يتقن عمله.....ولقد رفعت رأسي عاليا بفخر في أمريكا يوما ما وأنا أدرس في معهد اللغات الأمريكي في سان أنطونيو تكساس عندما لفت نظري قائد المدرسة أن شعار معهد اللغات الأمريكي للترجمة هو "حجر رشيد" المصري لأنه رمز أعظم ترجمة في التاريخ.... ولعلنا المصريين نعلم ونفتخر ولو "بالسيط ولا الغني" عندما نعلم أن مركبة الفضاء التي أطلقت منذ عشر سنوات لدراسة أحد المذنبات لمعرفة أصل الحياة وأصل نشأة الكون...هذة المركبة أطلقت عليها وكالة ناسا الأمريكية إسم "روزيتا" وهو إسم "رشيد" بالعربية تيمنا بترجمة حجر رشيد الذي فتح باب الحضارة المصرية القديمة لعل المركبة "رشيد" تفتح أيضا للبشرية باب أصل نشأة الكون لنزداد معرفة بقوة خالق الكون...كل ما سبق كان مقدمة للأهم الذي أود أن أنوه به وهو أنني أثناء البحث عما قام به شامبليون قرأت أن أصداء أكتشاف الحضارة المصرية القديمة كانت مفرحة جدا لفرنسا لأن بريطانيا هزمتها في أبو قير وأستولت من الفرنسيين علي حجر رشيد ونقلته إلي لندن...فلما أطلت الحضارة المصرية علي العالم ٌقال الفرنسيون أن المصريين ألذين تعاملهم بريطانيا معاملة متدنية علي أنهم متخلفون عنها شاء الله أن تعلم الدنيا كلها أن حضارة المصريين لا تدانيها حضارة أخري ولا حتي حضارة بريطانيا العظمي المتعالية علي المصريين والفرنسيين بل وجميع دول العالم آنذاك.....أخيرا أرجوا أن تعلموا أبناءكم كيف كان أجدهم عظماء العالم بفكرهم المصري غير المستورد... والشواهد باقية عندنا حتي اليوم في آثارهم ولا تظنوا أنني من علماء الآثار التي أحبها إلا أنني مهندس طيران ولكني أحب التفكير والإبداع... وقدماء المصريون كانوا قمة في الإبداع... والله قادر أن يجعل أحفادهم مبدعين و سادة العالم كما كان أجداهم....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة