سرقت صحيفة "كلكلست" الاقتصادية الإسرائيلية مقالا للخبير الاقتصادى العالمى المصرى محمد العريان نشر بموقع "بروجيكت سينديكات" الأمريكى والذى نشر فى شهر أغسطس الماضى ، وقامت الصحيفة بنشر المقال على موقعها الالكترونى ونسبته لنفسها، وأدعت أنه خاص بالصحيفة وأن الاقتصادى المصرى قام بنشره بها.
وقالت الصحيفة إن العريان كتب يقول فى مقال له نشر بصحيفة "كلكلست" الاقتصادية الإسرائيلية أن موافقة صندوق النقد الدولى على منح قرضا للحكومة المصرية قيمته 12 مليار دولار ربما يعيد ثقة المصريين فى الصندوق، خاصة وأنه يهتم بدفع القطاعات الضعيفة فى الاقتصاد المصرى.
وأضاف فى مقال له نشر اليوم الثلاثاء بالصحيفة حمل عنوان "التجربة الناجحة لمصر" أن توقيع الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولى على الحصول على القرض الذى تبلغ قيمته 12 مليار دولار على أن تكون الوجهة الأولى من المساعدات لمدة ثلاث سنوات يتمثل فى السماح لمصر لتحقيق نموا اقتصاديا وخلق فرص للعمل غير أن الاتفاق يمثل أيضا فرصة مهمة لتحسين العلاقات بين مصر وصندوق النقد الدولى ويكمن فيه أيضا مصالح متبادلة بين الطرفين.
وأكد العريان أن علاقة مصر مع صندوق النقد الدولى به إخفاقات وإنجازات لكن القضية الأبرز كانت فى عام 1977، عندما خفضت مصر الدعم على الغذاء فى مقابل الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولى، ونتيجة لذلك، اندلعت أعمال شغب فى المدن الكبرى بمصر، الأمر الذى أدى إلى وفاة ما يقرب من 80 شخصا وإصابة المئات، فلزم الأمر إلغاء الاتفاق مع صندوق النقد، وإعادة توزيع المساعدات.
وأوضح العريان أنه نظرا لهذه العلاقة المضطربة بين الشعب المصرى وبين صندوق النقد ، فليس مستغربا أن العديد
من المصريين يشعرون بأن "الصندوق" يسعى إلى فرض إرادته عليهم، بغض النظر عن الظروف المحلية التى يمرون بها، ويرى أيضا أخرون أن "الصندوق" بمثابة جهاز لتحكم الغرب فى المصريين.
وقال العريان إن هذه المفاهيم دفعت الحكومات المصرية السابقة إلى تجنب مساعدة صندوق النقد، وكذلك تأجيل المشاورات الاقتصادية السنوية المطلوبة بموجب بروتوكول الصندوق.
وأشار العريان أن الاقتصاد المصرى يعانى من أزمة بعدما تلقى ضربة قوية فى السنوات الأخيرة الماضية خاصة فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر الماضى والذى أدى سقوطها إلى هبوط قطاع السياحة الذى يعد مصدرا للدخل فى مصر، كما أن التحويلات التى يقوم بها المصريين اللذين يعيشون فى دول الخليج تراجعت بسبب انخفاض أسعار النفط.
وأوضح العريان أن عائدات قناة السويس تراجعت بسبب تباطؤ النمو العالمى فى التجارة الدولية، كما انخفضت الاستثمارات الخارجية فى مصر لعدم وضوح الإصلاحات التى تجريها الحكومة المصرية.
وقال العريان إن مثل هذه التحديات الاقتصادية التى تمثل مشكلة لأى بلد، بل أن مصر لم تواجه مثل هذا الوضع منذ عشرات السنوات حيث تواجه الآن عجز الميزانية وارتفاع التضخم وتراجع فى النمو فى ظل الضغوط على احتياطيات النقد الأجنبى وسعر صرف العملة، رغم المساعدات التى تقدمها الدول الغنية مثل الكويت، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وشدد العريان أنه وسط هذه الظروف يأتى صندوق النقد الدولى الذى أنشأ لمساعدة الدول الأعضاء على مواجهة التحديات تماما مثل تلك التى تواجه مصر الآن، حيث يوفر الدعم الفنى المستهدف فى مجالات الإدارة الاقتصادية والمالية، وفى الوقت نفسه يساعد فى صياغة الإطار الاقتصادى المناسب لصناع القرار وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يوفر المساعدات المالية، فى كثير من الأحيان بتشجيع من تدفق تمويل إضافى من القطاعين العام والخاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة