تحل اليوم الذكرى الـ15 للأحداث المعروفة باسم 11 سبتمبر، وهى مجموعة الهجمات الإرهابية التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، واستهدفت برجى مركز التجارة العالمى عن طريق اصطدامها بطيران مدنى، عقب هذا الحادث الاليم بزغ نجم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، كما ظهرت منذ هذا الحدث الجلل ما يسمى الإسلاموفوبيا فى الانتشار على مدى واسع فى أوساط الدول الغربية، وهى الذريعة التى تستخدمها أمريكا والغرب للتدخل فى شئون الدول العربية.
وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية فى تطويع الحركات الإرهابية وأغلب حركات التيار الإسلام السياسى، بهدف التدخل مباشرة فى شئون بعض الدول العربية وكذلك الإسلامية، وتنفيذ مخططها التوسعى بدأته بضرب أفغانستان ثم العراق.
منذ أحداث 11 سبتمبر، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية، تغير من وجهتها فى استغلال الحركات التكفيرية والجهادية كى تكون ذريعة لها لتحقيق هدفها التوسعى فى المنطقة، فبدأت بالإخوان، وأصبحوا قريبين من دوائر صنع القرار الأمريكى، ثم بدأت تمجد فى تنظيم القاعدة، كى تخلف فزاعة الإرهاب وانتهت بتنظيم داعش الذى تعد أمريكا مسئولا مباشرة فى نشأته.
وفى هذا الصدد يؤكد مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت الحركات الإسلامية، والجهادية فى تنفيذ مخططها لتقسيم الشرق الأوسط بدءا من القاعدة فى أحداث 11 سبتمبر، ونهاية بداعش.
ويقول مختار نوح فى تصريح لـ"اليوم السابع" إن واشنطن بدأت تبث نار الفتن الطائفية وتلعب على الصراع المذهبى بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة، سواء بين السنة والشيعة، أو السنة والأكراد، أو المسلمين والأقباط لتسمح لنفسها التدخل فى شئون الشرق الأوسط.
ويشير القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت واقعة حادث 11 سبتمبر الذى يؤكد الكثيرون أنه كان مدبرا فى أن تتدخل فى الشأن العربى، بل وتنفذ مخططها لتقسيم الشرق الأوسط وبدأت بالعراق، وتحاول فعل ذلك الآن فى سوريا، وتستعين بالحركات الإسلامية فى تنفيذ هذا المخطط.
وفى ذات السياق يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن واشنطن استغلت أحداث 11 سبتمبر فى تحقيق خططها فى الشرق الأوسط فشنت حربين على العراق وأفغانستان تحت عنوان الحرب الاستباقية على الارهاب، وهما الحربان اللتان تسببتا فى جميع الكوارث التى تعانى منها المنطقة والعالم اليوم وحتى الولايات المتحدة لم تسلم من ويلاتها نتيجة الأخطاء الفادحة التى ارتكبت خلالهما والتى اعترف بها قادة الغرب أنفسهم.
ويضيف الباحث الإسلامى أن من أكبر وأخطر تداعيات ردود أفعال أمريكا على الحادى عشر من سبتمبر زيادة نفوذ ايران وفتح شهيتها على تنفيذ مخططاتها القديمة فى العمق العربى وهو ما أنتج تطرفاً سنياً مقابلاً ابتداءً بالعراق وانتهاءً بسوريا وإدخال المنطقة فى صراعات مذهبية وأيدلوجية لا تنتهى، ومن هنا يذهب البعض للتشكيك فى عدم معرفة الاستخبارات الامريكية المسبقة بالتفجيرات ومنها تشكيك الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وغيره.
ويقول: "بزعم أن الولايات المتحدة أرادت توظيف الحدث لإحكام سيطرتها على العالم واستهداف النفوذ الروسى والصينى والمحور الشرقى بأكمله تحت دعاوى الحرب على الإرهاب والتى تحولت لاحقاً لخطط توظيف الثورات الملونة وجماعات الإسلام السياسى فى أحداث انقلابات وتغييرات جوهرية فى نسق الدول وإخضاعها تماماً للإرادة الأطلسية والغربية".
فيما انتقد الشيخ نبيل نعيم مسئول تنظيم الجهاد السابق، والذراع اليمنى لأيمن الظواهرى فى التسعينيات، الجماعات الإسلامية، مؤكدا أن قيادات هذه الجماعات مجندون لأمريكا، وقد استغلتهم من أجل التدخل فى شئون الدول العربية بعد أحداث 11 سبتمبر المعروفة.
ويقول "نعيم" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" قيادات الجماعات الإسلامية عملاء ومجندون وأفراد هذه الجماعات مخدوعون ومش عارفين حاجه" مضيفا:" أمريكا تجند قيادات هذه الجماعات سواء تنظيم القاعدة أو داعش، فكان أبو محمد العدنانى وأبو بكر البغدادى يتدربان فى معسكرات تابعة لأمريكا فى تركيا".
وتابع:" استطاعت أمريكا أن تستغل هذه الجماعات فى سوريا مؤخرا، وقد تدخلت سابقا فى افغانستان ولكن تدخلها جاء بكارثة عليها لم تستطيع جنى أى ثمار هناك أو تحقق أى نتائج".
ويضيف: "11 سبتمبر كانت مفاجأة لأمريكا ومن يقول أنها كانت من تخطيط أمريكا، فهذا كلام جهلاء" مضيفًا:" فقدت أمريكا 5 طيارات مدينة بالإضافة لسقوط قتلى، فضلا عن تدمير برجى التجارة العالمى".
ويؤكد "نعيم": "ثابت لدى الجميع أن تنظيم القاعدة هى التى خططت ودبرت ونفذت لأحداث 11 سبتمبر" مضيفا:" أمريكا عرفت فى هذا اليوم أن الطائرات خطفت من المطار عن طريق أهالى الركاب الذين كانوا يستقلون هذه الطائرات" مشيرا إلى أن أحداث 11 سبتمبر تدل على ضعف إمكانيات المخابرات الأمريكية وأنها ليست بالقوة التى تحاول بثها أمريكا لدى الجميع".
ومن جانبه يقول صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، أن كل حدث تحاول أمريكا الاستفادة منه والإسلاميين أكثر من استفادت إمريكا من وراءهم سواء الإخوان أو الجهاديين أو حتى السلفيين، وكافة التيارات التى تضع على أجندتها أمريكا محاولين جذب الانتباه لهم أو الاستفادة من أمريكا.
ويضيف مؤسس الجبهة الوسطية، لـ"اليوم السابع" أن التيارات الإسلامية تذاكت وحاولت تخدع النظام العالمى وحاولوا أن يختطفوا رضا أمريكا فاستغلتهم وفى النهاية القت بهم فى سلة المهملات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة