قال رئيس تيار الغد السورى المعارض أحمد الجربا، إن سوريا منذ أكثر من 5 سنوات لأحداث جسام بدأت فى ٢٠١١ بانتفاضة شعبية سلمية ضد النظام، قبل أن تتحول إلى حرب بصراعات إقليمية ودولية، مشيرًا إلى أن الأمر وصل فى نهاية المطاف لخروج الثورة عن مسارها، تتقاسمها محاور طائفية، نأت بمطالب السوريين عن تطلعاتهم بدولة مدنية.
وأكد الجربا فى كلمة تليفزيونية أن رحى الحرب السورية أصبحت حربًا عالمية ثالثة تدور رحاها على الأرض السورية، ويدفع ثمنها السوريون وحدهم، وأصبحت شأنًا يكاد فيه السوريون آخر من يقرر فيه، فى حرب أصبحت تدار بالوكالة عن دول وجماعات عابرة للقارات.
وأضاف: سوريا الديمقراطية الموحدة القوية بتنوعها الإثنى الدينى –وما زالت– حلمًا ومسعى لأبناء شعبنا، بالرغم من بعض التشوهات التى أصابت البلاد جراء عقود من الظلم، التى ما زالت ميقنة بقدراتها على جر الزمن إلى الوراء، حيث الأحادية والظلامية، وشعارات الحزب الواحد، والشعار الواحد، والحكم المطلق الواحد، فى بلد تعج ألوانه بالتعددية والإثنية والدينية، لذلك يصبح من الوهم إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، لقد أصبح الاستئثار بالرأى والسلطة والثروة أمرًا من ماضٍ أسود.
ودعا الجربا فى كلمته -خلال توقيع اتفاق بين تيار الغد السورى وحركة المجتمع الديمقراطى الكردي- السوريين بأن يطووا صفحته، مناشدًا كل القوى الوطنية للالتفاف حول مشروع وطنى ديمقراطى، قائم على التنوع والتعدد، وعلى أرضية التكافؤ العادل بالحقوق والواجبات لكل السوريين على مختلف انتماءاتهم وآرائهم فى مواجهة الظلم، والظلامية والتبعية لقوى خارجية، والتى لا تخفى مطامعها فى سوريا، من خلال تصفية حساباتها وتصدير أزماتها على حساب السوريين، وبما يحقق مصالحها الذاتية على أرضنا.
واتفق تيار الغد السورى والإدارة الذاتية الديمقراطية للاتفاق مجددًا على بنود ترسى الإستراتيجيات السياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة، استكمالاً لتفاهمات سابقة جرت بيننا على أرضية تقاسم الهموم والرؤى بين أبناء شعبنا السورى، عربًا وكردًا وسريان وآشور وتركمان وقوميات وطوائف أخرى. آخيين بعين الاعتبار شجرى الآن فى سوريا هو صراع على السلطة، فالأطراف المقاتلة فى سوريا –شئنا أم أبينا– هم أطراف سورية، وهذا لا يلغى مشاركة ميليشيات طائفية مسيسة، دفعت –ومن خلفها– نحو إفراز هذه الحالة المقيتة، لتتحول سوريا إلى بؤرة جذب جميع مرتزقة العالم، الذين وجدوا فى سورية معبرًا لتصفية صراعاتهم ونزاعاتهم، إن استباحة دم السورى لأخيه السورى، يدفعنا للاعتراف بواقع الحال، وتوصيف ما يجرى بأنه تحريف للثورة السورية، تستقضى من الجميع إيجاد المخرجات العقلانية، لدفع تداعيات ما هو أخطر وأدهى، فقد أصبحت البلاد مفتوحة على جميع الاحتمالات الأسوأ، التى تنذر بتقاسم الخسائر دون غيرها.
وتابع الجربا: عليه نقف اليوم أمام لحظة تاريخية من عمر سوريا، تحتم على الجميع بديهية مفادها، أنه لا حل فى سوريا إلا بالحوار السورى السورى، تحت مظلة المنظمة الدولية (منظمة الأمم المتحدة)، وفروعها الإقليمية، وقواها الفاعلة وفى مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوروبى، والجامعة العربية،
ثانيًا:
يتفق الطرفان أن هناك تغيبا متعمدا لكل الأطراف السياسية التى تمثل المكونات الأساسية للشعب السورى العرب منهم والكرد، وتهميشهم فى حسابات الأطراف المتخاصمة، بسبب وقوف قوى إقليمية لا تخفى مطامعها فى سورية المستقبل، فكانت وما زالت جزءًا من الحرب على المجتمع السورى، منذ اشتغالها على حرف مسار ثورته، ومن ثورة من أجل الحرية إلى حرب طائفية، لا ناقة للسوريين فيها ولا جمل، وهو ما يدفعنا لأخذ زمام المبادرة، لاستقراء الواقع، وإيجاد الحلول المناسبة له، وبحكم موقع سوريا الاستراتيجي.
ودعا تيار الغد السورى والإدارة الذاتية الديمقراطية ندعو الدول العربية ذات الثقل وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، للإشراف المباشر على العملية السياسية وتهيئة الظروف لإنضاج الاتفاق السياسى بين السوريين، أصحاب المصلحة فى إيقاف الحرب، والانتقال بسورية إلى بر الأمان،
ثالثًا:
يتفق الطرفان، على تغيير النظام بكل رموزه ومرتكزاته، وبناء نظام ديمقراطى برلمانى تعددى لا مركزى، على أساس احترام الحقوق الديمقراطية لكل المكونات السورية، وفق ما تنص عليه القوانين والأعراف الدولية بضمانات دستورية.
وأكد الجربا ضرورة تبنى مشروع واحد للحل السياسى، يحقق أهداف الشعب السورى لبناء سوريا المستقبل، ويكون مرجعًا للتفاوض بوفد تمثل فيه جميع مكونات الشعب السورى، وقواه الوطنية الديمقراطية، ويؤكدان أن النجاحات التى حققتها الإدارة الذاتية الديمقراطية، تشجع القوى السورية الأخرى على الاستفادة من التجربة، وتطبيقها بالمناطق التى سيتم تحريرها، واعتبارها قاعدة ارتكاز وطنية تحقق مبدأ العيش الحر الكريم، للتوجه نحو الفضاء السوري،
فإن الدولة السورية المقبلة ونظام الحكم فيها، يجب أن يضمن مشاركة كل مكونات المجتمع السوري، على أساس المواطنة الحرة، بعيدًا عن المحاصصات الطائفية والدينية والعرقية والعشائرية، والاعتراف بالحقوق القومية والثقافية والدينية .
رابعاً:
إن التحالف بين الطرفين لا يقتصر على المبادئ النظرية، والاستراتيجيات البعيدة المدى.
وتعهد الطرفان (الإدارة الذاتية الديمقراطية وتيار الغد السوري)، بوضع كل إمكاناتهما السياسية والاقتصادية، والإعلامية، فى سبيل تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق كل ما يخدم توافقات الطرفين، للوصول بسورية إلى حل سياسي، يفضى إلى دولة ديمقراطية مدنية تعددية لا مركزية، تضمن حق المواطنة الحرة، والمساواة فى الحقوق والواجبات لكافة أبناء الشعب السوري، عرباً، كرداً، سرياناً، آشوراً، تركماناً وباقى مكونات المجتمع السوري، وتنوعه الدينبي.
خامساً:
يؤكد الطرفان الإدارة الذاتية الديمقراطية وتيار الغد السوري، أن ما يجمعهم هو الاتفاق على المشاركة فى صناعة حاضر سورية وغدها، كما فعل أجدادنا حين تشاركوا فى بناء تاريخ المنطقة، لا يمكن للاختلاف فى الرأى أن يشكل عائقاً أمام الهدف الأسمى، ألا وهو المشاركة فى بناء مستقبل زاهر لأجيالنا القادمة، يفتخر به العربى والكردى بهويتهما الوطنية، وموقع سورية، وما قدمته للتاريخ الإنساني، كنموذج فى التعايش بين جميع ألوان الطيف المجتمعي.
سادساً:
يتعهد الطرفان أن يكون الهدف الاساسى الذى يجمع السوريين، هو التخلص من النظام ومحاربة الارهاب المتمثل بداعش واخواتها عبر كل الوسائل اللازمة لذلك، ومنها الاستمرار فى الجهود الدولية الرامية للقضاء عليه، والسير بخطى حثيثة إلى حل سياسي، يضع حداً لنزيف الدم السوري، والتدخلات الخارجية على الارض السورية، للإنتقال إلى وطن يتشارك فيه الجميع فى صياغة قوانينه، ودعائمه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
سابعًا
العمل على تطوير تحالف القوى السياسية الديمقراطية، آخذين بعين الاعتبار أن المعضلات الكبيرة هى الفرصة الأنسب للحلول الكبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة