كشف مقاتل فى تنظيم داعش المسلح فى حوار مع صحيفة الإندبندنت البريطانية عن خطة التنظيم للانتشار بعد سلسلة من الهزائم التى منى بها مؤخرا فى كل من سوريا والعراق، مؤكدا أن داعش تتوسع فى مناطق أخرى.
وقال المقاتل الذى يدعى "فرج" (30 عاما) إن التنظيم يهدف إلى تعزيز وتوسيع قوته، لافتا إلى أن التنظيم يمتلك العديد من الخلايا النائمة فى شتى بلدان العالم، وأعدادها فى تزايد.
وكشف فى سياق حديثه للصحيفة البريطانية الذى أجراه عبر تطبيق الواتساب عن التعاون الذى جمع بين التنظيم وتركيا، التى كانت نقطة تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام للتنظيم، مشيرا إلى هؤلاء المقاتلين الوافدين سببوا حالة من الاغتراب بين زملائهم المحليين بسبب كثرة أوامرهم وتدخلهم فى حياتهم.
وأضاف فرج أن قادة التنظيم كان على علم باحتمالية التفوق عليهم عسكريا، منذ إعلانهم دولة الخلافة فى عام 2014 بعد سقوط مناطق بشمال العراق تحت سيطرتهم، لافتا إلى أن قادة التنظيم اعتادوا على ترديد أن تفوق داعش أمر حتمى، حتى فى خضم الهزائم التى تلاحق التنظيم فى كل من سوريا والعراق.
وقال فرج إنه كان يعتقد أن مقولات قادة التنظيم ليست سوى دعاية لبث الروح وتشجيع المقاتلين، لكن تبين له لاحقا أن نفس هؤلاء القادة يتخذون قرارات ويتبنون خطط عملية من أجل تعزيز وجود التنظيم فى مناطق أخرى، كاشفا عن سفر أحد قيادات التنظيم إلى ليبيا فى مهمة تصب فى صالح هذا الاتجاه.
وأكد فرج أن التنظيم كان يتخذ خطوات تحضيرية لهزيمته العسكرية منذ أغسطس 2015، وهى الفترة التى شهدت ذروة توسع التنظيم فى كل من سوريا والعراق، بعد سقوط كل من تدمر فى الأولى ومدينة الرمادى فى الثانية.
وينحدر فرج من قرية سنية بين مدينتى الحسكا والقامشلى، فى شمال شرق سوريا ذو الأغلبية الكردية، وكان يقاتل فى صفوف جبهة النصرة قبل التحاقه بتنظيم داعش الذى يعتبره الأداة الأمثل فى التظاهر ضد ظلم الأنظمة الاستبدادية فى المنطقة.
وكشف فرج فى معرض حديثه مع الصحيفة البريطانية عن عمق التعاون بين التنظيم المسلح وتركيا، مستشهدا بمعركة مدينة تل الأبيض على الحدود السورية – التركية فى صيف 2015.
يقول فرج الذى كان من ضمن المقاتلين الذين دافعوا عن المدينة أمام زحف المليشيات الكردية وقصف طائرات التحالف الدولى، أن التنظيم تلقى أسلحة وذخائر دون أى عوائق من جنود حرس الحدود التركى لمنع سقوط المدينة.
وعلقت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن شهادة "فرج" عن التعاون العسكرى بين تركيا وداعش هى الأولى من نوعها، فهو إذ لم يكن مقاتلا فى صفوف التنظيم فى الوقت الحالى، لكنه لا يزال يساند التنظيم ويروج لنظرياته، وشهادته كعضو فى التنظيم تؤكد المزاعم والاتهامات التى واظب الأكراد على توجيهها لتركيا، بمساندة التنظيم ودعمه.
وأضاف فرج أن مقاتلى التنظيم لا يزالوا يتواجدوا داخل المدينة الحدودية "جرابلس" وكانت القوات التركية قد اقتحمت المدينة فى 24 أغسطس الماضى- مؤكدا أن المقاتلين حلقوا ذقونهم فقط، لكنهم لم يتركوا المدينة التى تسيطر عليها القوات التركية.
وترى صحيفة الإندبندنت البريطانية أن شهادة فرج قد تكون صحيحة، متوقفة أمام انسحاب مليشيات التنظيم من جرابلس دون قتال، فى تناقض واضح لموقف التنظيم عند دفاعه عن مدينة "منبج"، حيث فقد التنظيم 1000 من مقاتليه فى معاركه للدفاع عن المدينة أمام زحف المليشيات التى يشكل الأكراد أغلبها.
وأعرب فرج عن تحفظه على بعض قرارات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وزعم أن الأخير أفضل من العديد من رؤساء الدول العربية.
وترى صحيفة الإندبندنت أنه على الرغم من تعرض تركيا إلى هجمات انتحارية نفذها التنظيم المسلح أبرزها تفجير مطار اسطنبول، إلا أن انسحاب مليشيات داعش أمام زحف القوات التركية دون قتال فى أغسطس الماضى يشى بأن التفاهم بين التنظيم وتركيا لم يخمد بشكل نهائى بعد.
ووجه فرج فى ختام حديثه للإندبندنت انتقاد شديد للمقاتلين الأجانب الذين انضموا للتنظيم، محملا إياهم المسئولية فى عزوف العديد من المحليين عن دعم داعش، فهم حسب رأيه على جهل عظيم بالإسلام، كما أنهم تعاملوا فى الكثير من المواقف بقدر كبير من التسلط مع سكان المدن والقرى التى يسيطر عليها التنظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة