محـمد شـوارب يكتب: ألا تتوب هذه القلوب السوداء العمياء؟

الثلاثاء، 09 أغسطس 2016 02:52 ص
محـمد شـوارب يكتب: ألا تتوب هذه القلوب السوداء العمياء؟ شخص حزين - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما قررت أن أخرج من عالم الكتب إلى عالم الناس، رأيت ناس لهم قلوب وليست كالقلوب، ورأيت ناس لهم نفوس وليست كالنفوس، فقد ألمت فى نفسى وعانيت من بعض ناس قلوبهم لا تشعر بما تشعر به القلوب، فلا تحس لون الجمال المتصل بمظاهر الحياة الاجتماعية والخلق، ولا تتأثر بضروب الأحداث التى تختلف فى هذا الوجود ولا تخفق لآيات الله فى السموات والأرض، ولا لآياته المطوية فى كر العصور وعبر الدهور.

قد أشعر بغبطة عندما كنت أتعامل مع هؤلاء الناس وربما بعض الأهل، فكنت أحس فى طوايا نفسى ما كان يصرفنى عن الاهتمام بشئونهم فأتعجب لهم ولتصرفاتهم وأفعالهم وأمورهم، وقد أحس فى نفسى بأنهم شركاء لى فى الحياة، ولكن يخجلنى البقاء معهم، كنت أؤمن بطهارة العلاقات النظيفة التى لا تحمل مصالح معينة وخصوصاً من جانبي، لكنى فوجئت بتعاسة وخيبة أمل وحقد وكراهية عمياء، فصدمت بصدمة بالغة حيث رأيتهم وسمعتهم يسيرون على خلاف ما كنت أظن.

.. أف.. أف.. لقد أفسدوا هؤلاء جو الحياة الاجتماعية فأصبحت نفوسهم كالرماد لا تتنفس إلا الشر والضيق والضجر، فأننى أعتقد أن صدورهم لم ينفث عنهم الطهر والسموم. أصبحوا متهدمين الأركان، متخلخلين ومتبعثرين فى أبشع صور توصف بهم، فقد أصموا آذانهم، فهم ليسوا على استعداد للاستماع إلى الحق وكلام الحق، لا يروا إلا أنفسهم فقط كالمتوحدين تماماً مما جعل ألسنتهم أخرست وليسوا على استعداد للنقاش فعموا أبصارهم فلا يرون الحق ولا العدل فأصبحوا وراء سجون من السواد.

يدهشنى ويجيش فى نفسى هؤلاء الناس الذين كلما راقبت تصرفاتهم وأفعالهم السيئة والرديئة فى الحياة قد تموت غماً، هؤلاء الناس يسببون متاعب للآخرين وهذا سببه الجهل والحقد والغباء والكراهية التى نهى عنها الله (سبحانه وتعالى).

إن الإنسان الذى لا يعى مشاعر وأحاسيس الآخرين من الناس فى معاملتهم فهو مخالف للواقع الاجتماعي، وهذا سببه طيش، مما يجعل تصرفاتهم فى عدم تدبر بنتائج أفعالهم فهل نحن فى غابة يفترس فيها الكبير - الصغير؟ لقد أصبحت الدنيا سوق كبير تجد فيه الخير والشر، صاحب الخلق الدامس والردئ، الحقير والنبيل، النصاب وصاحب الحق، والكل يقع فى مستنقع الحياة، الكل يرى الحياة بما تروق له نفسه، ولا يعرف أن الله هناك رقيب يسمع ويرى وأن هناك حساب ينتظر ومنتظر كل شخص أخطأ فى حق غيره دون سبب، وعما فعله ويفعله فى دنياه، ألا يتعظ هؤلاء أصحاب النفوس السيئة عما فعلوه ويفعلوه. ألا يتعظ هؤلاء من ذاك اليوم الذى يأتى إما قريب أو بعيد فلا محال فهو فى الطريق إلينا، ألا تتوب هذه القلوب السوداء العمياء وترجع إلى الله عما أساءت للآخرين.

... نقول لهؤلاء إن أبرز ما يمتاز به الإنسان هو عقله الذى يبحث به وشخصيته الضاربة فى ضروب الحياة التى تمتد فروعها وغصونها للمآل. لكن حقد وكراهية الناس يعطل عمل العقل والقلب والنفس، ويكبل نزعات الشخصية والكراهية بين أفراد العائلة الواحدة مما تمتد هذا الكراهية إلى خارج المجتمع متصلاً بالآخرين فى معاملاتهم وأفعالهم، فأصبحوا هؤلاء يعيشون فى جلالة وإنحطاط وتغلغل طبائعهم بالاستبداد وعدم الفهم والإدراك ونطلق فى هذه الحالة عليهم أصحاب شر وأذى وسوء، لعلهم يعلموا أن الله لا يحب الفاسدين والمفسدين والفساد.

... ألا يرى الإنسان أن الحياة هى سهم إما طاش وأصاب أو أخطأ، وأن الحياة هى وسيلة وسعادة وهاك الآخرة أيضاً فربما تكون سعادة على البعض وربما تكون تعاسة للبعض، فلماذا التخبط العشوائى فى العلاقات والألفاظ والأفعال.

... فقررت أن يكون أصدقائى هم عالم كتابى تاركاً النفوس السيئة وراء سجون من السواد.

 







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هزينب السعدني

قلوب مريضه خاويه

هذه قلوب مريضه خاويه لاتعرف معني الحب وتعيش تعيسه دنيا وآخره فلا تعرف الإخلاص لله فالإخلاص لله ينقي القلوب ويطهرها ويزكيها وقلماوجدت مثل هذه القلوب المخلصه ولذلك اذاتواجدت مثل هذه القلوب المريضه فالبعدعنها غنيمه اهنيك علي هذا المقال جميل جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة