أكد المهندس صلاح عز، رئيس قطاع حماية النيل بوزارة الرى، أنه تم تدشين أول مبادرة للحفاظ على نهر النيل من التعديات وإزالة القائم منها بالحوار الشعبى ودون تدخل من قوات الشرطة بمحافظة الأقصر، ومشاركة عدد من الجمعيات تنفيذ حملات للتوعية بالمياه وترشيد استخدامها فى المساجد.
وأضاف عز فى تصريحات صحفية اليوم أن المبادرة الشعبية لحماية نهر النيل قررت تطوير نشاطها ليشمل التوعية بأهمية نهر النيل والحفاظ على المياه من خلال ندوات تثقيفية بكل نجع وقرية، لأن الحكومة لا تستطيع أن تقوم بكل المهام الموكلة منها دون أن يكون المواطن مشاركا فى المسئولية، مطالبًا الحكومة بتطبيق أنظمة الرى المطور فى الحقول لترشيد استخدام المياه.
وقال المهندس صلاح عز إنه منذ إطلاق حملة إنقاذ نهر النيل العام الماضى وإزالة التعديات لم تتوقف يومًا واحدًا حيث قامت الحكومة بكل وزرائها بالتوقيع على وثيقة حماية النيل، كما قام الرئيس بنفسه بالتوقيع عليها، فى إشارة إلى الدعم الذى تم تقديمة للحملة.
ولفت إلى أنه تم إزالة 10 آلاف و546 حالة تعدٍ على النيل من إجمالى 50 ألفا و331 بكل المحافظات، مؤكدًا أن المبادرة الشعبية فى الأقصر تعد تطور نوعى، فى الحملة المنظمة، وأهميتها تكمن فى توفير الوقت والجهد، الذى سينعكس فى تسهيل عمل قوات الشرطة التى تشرف على تنفيذ الحملات.
من جانبه قال الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى، إنه ليس غريبًا أن تقوم محافظة الأقصر بمثل تلك المبادرات وأجدادهم من قدسوا النيل، واعتبروه مصدرًا للرخاء والحياة فى مصر، لافتا إلى أن النيل ملك للمواطنين جميعًا، ووعى المواطن بعدم التعدى على النيل نموذج جيد لابد منتشجيعة ودعمه، ولابد أن يحتذى به الجميع.
وأوضح أنه تلاحظ فى الفترة الأخيرة ارتفاع الوعى الشعبى بأهمية الحفاظ على المياه والإبلاغ عن التعديات على النيل، وهو جانب إيجابى افتقدناه خلال الأعوام الماضية، ومن غير المواطن لن تتمكن الدولة بمفردها من الحفاظ على النيل، لافتا إلى ان شبكات المياه من ترع ومصارف أخذت مئات السنين جهد وأموال، ومن غير المقبول أن يقوم مواطن بالتعدى عليها ليستفيد بمفرده ويخسر المجتمع والاجيال المقبلة.
وأكد الوزير أن الدولة المصرية لن تترك حالة تعدٍ واحدة على النيل وسيتم إزالة كل التعديات، والأمثلة عديدة حيث تم إزالة مبانى ترتفع إلى أكثر من 10 طوابق، مشددًا أن من يعتدى على النيل سيندم وستتم ملاحقته مهما كان موقعة.
وأكد أنه يتم إزالة 1000 حالة أسبوعيًا بالتعاون مع الداخلية، حيث تقوم الوزارة بتنفيذ مشروعات ذات نفع عام على المساحات المزالة ومن بينها مشروع يطلق عليه، مشروع ممشى أهل مصر، وهو مشروع حضارى يهدف إلى تحويل النيل لمتنفس للمواطنين، وتشارك فيه العديد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات الحكومية والخاصة، وسيتم تنفيذه فى العديد من المواقع فى المحافظات.
فى السياق ذاته أكد المهندس أحمد حارس، مفتش حماية النيل بالأقصر، أنه لم يتوقع نجاح الفكرة، مشيرًا إلى أنه تم عرضها على الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى، الذى طالب بدعمها وتعميمها، مؤكدًا أن وزارة الرى لا تستطيع ان تقوم بحماية النيل بمفردها، والجهود الشعبية توفر الكثير من الجهد والوقت الذى تحتاجه ازالة حالات التعدى التى تحتاج ازالتها دراسات امنية تأخذ وقت طويل.
ولفت إلى أن نجاح المبادرة ساعد تغيير ثقافة المواطن تجاه المياه حيث تم طرح مبادرات أخرى، حيث تم تنظيم مبادرة اخرى فى مركز ارمنت بإشراف عدد من الجمعيات، لتوفير المياه فى المساجد، وتركيب "كومبروسر" فى كل مسجد يضخ الهواء فى مواسير المياه المستخدمة فى الوضوء، حيث ثبت توفيرها لـ70% من المياه، وسيتم تعميم الفكرة فى كافة مساجد الاقصر، مشيرًا إلى أن سعر الكومبروسر 500 جنيه، وتكلفته لا تقدر بالمياه التى يوفرها.
وقال المهندس هانى أبو الحجاج مفتش النيل بالأقصر إنه تم التنسيق مع رؤساء المدن فى كافة مراكز الاقصر لوضع اكياس قمامة فى المناطق المزدحمة على النيل لعدم القائها فى المجرى المائى، لافتا إلى أن ثلثى المراسى النيلية فى الأقصر اقتنعت بضرورة الحفاظ على النيل وقامت بتركيب خزنات صرف صحى، لأن النيل ملك للجميع والأجيال المقبلة، بالتزامن مع التفتيش الدورى والمفاجئ على المراسى للتأكد من عدم القائها فى النيل، مؤكدًا أنه لا يمكن لوزارة الرى بمفردها الحفاظ على نهر النيل، دون أى مشاركة شعبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة