ترامب يمس بالمحرمات المتعلقة بالمؤسسة العسكرى

الأحد، 07 أغسطس 2016 04:00 م
ترامب يمس بالمحرمات المتعلقة بالمؤسسة العسكرى دونالد ترامب
نيويورك (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تخص الولايات المتحدة ابناء المؤسسة العسكرية بمكانة فريدة، فان كنت تصعد إلى طائرة، تبقى الأولوية للعسكريين الذين هم فى الخدمة، وان كنت تشاهد حدثا رياضيا، من واجبك الوقوف والتصفيق لمجموعة من المحاربين القدامى اثناء استراحة فى وقت من الاوقات.

وعندما هاجم دونالد ترامب والدى جندى قتل فى العراق، فهو مس بأحد المحرمات الاميركية لان القوات والمحاربين القدامى، وخصوصا الاهل الثكالى، خط احمر.

الاختلاف فى الاراء السياسية جائز معهم لكن لا بد من احترام تضحياتهم.

ويروى الكسندر ماكوى (28 عاما) العنصر السابق فى مشاة البحرية الاميركية (المارينز) الذى يدرس العلوم السياسية فى جامعة كولومبيا بنيويورك، أنه تمت ترقيته خلال رحلات إلى درجة الاعمال أو حتى الدرجة الاولى، وان اشخاصا لا يعرفهم قدموا له الجعة أو حتى دفعوا ثمن وجبات طعام له، وانه تلقى حسومات لعروض سينمائية أو بطاقات لدخول منتزهات لمجرد كونه محاربا سابقا.

وقال ماكوى لفرانس برس "اعتقد أن الثقافة الاميركية تقدر الخدمة العسكرية. أن الشعب الاميركى نسج اسطورة حول الحرب لان خبرته محدودة فى هذا المجال فى اميركا".

وعلى خلاف عدة دول بما فيها المانيا حيث كان يتمركز ماكوى، لم تشهد الولايات المتحدة حربا على اراضيها منذ الحرب الاهلية فى 1861-1865.

فالهجوم اليابانى على بيرل هاربور فى 1941 وقع على مسافة الاف الكيلومترات من الاراضى الاميركية، واعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 كانت اكبر خطر واجهه هذا البلد منذ ذلك الحين.

وساهمت هذه الاعتداءات التى ذهب ضحيتها ثلاثة الاف شخص فى نيويورك وواشنطن وبنسيلفانيا، فى اضعاف الاحساس بالامان وعززت الدعم للجيش المدافع عن اميركا.

ثم ارسل الرئيس جورج بوش الابن قوات إلى افغانستان وقام بغزو العراق. ودعم الاميركيون المؤسسة العسكرية وابقوها بمنأى عن الانتقادات التى تناولت السياسة الخارجية خلف الحروب.

- "مؤسسة عائلية" -

ويقول مايكل آلن استاذ التاريخ فى جامعة نورث ويسترن أن "ادارة بوش والحكومة الفدرالية عموما نمت قومية شعبية بعد اعتداءات ايلول/سبتمبر لاسباب مختلفة".

ويضيف "اعتمد بوش على حدسه وعلى كيفية تسويق الحرب على الإرهاب وابدع فى ذلك لانه كان امرا فطريا بالنسبة له".

لكن المؤسسة العسكرية لم تكن على الدوام فى الماضى موضع تقدير كما هى عليه اليوم. فكانت المعارضة لحرب فيتنام شديدة لدرجة أن المحاربين القدامى عوملوا معاملة سيئة رغم مقتل اكثر من 58200 جندى اميركى فذ هذا النزاع.

لكن أن كان الوضع تبدل الان، الا أن المؤسسة العسكرية تبقى بعيدة جدا عن المدنيين. فقد تم تجميع القواعد العسكرية الاميركية التى كانت منتشرة فى كافة انحاء البلاد، كما أن الكثير من الجنود يتحدرون من اسر عسكرية، ويعتقد ماكوى أن ذلك يخلق "مؤسسة عائلية".

وتقول ديبورا غام وهى محاسبة من فينيكس خدم زوجها فى صفوف الجيش الاميركى لاكثر من 20 عاما بما فى ذلك فى الصومال والعراق وافغانستان أن "الناس يحترمون المحاربين القدامى".

وتضيف "لكن اعتقد أن درجة الاحترام ليست كبيرة انها سطحية جدا".

كما لم يتم الاستثمار بشكل كاف فى البرامج التى تساعد الجنود على العودة إلى الحياة المدنية. ويدرس الكونغرس اقتطاعات كبيرة فى الاموال المخصصة لتعليم المحاربين القدامى واسكانهم.

وتقول غام "عندما نقطع وعودا لاشخاص يبرمون عقودا قد تدفعهم إلى الموت علينا احترامها. هناك اشخاص يقولون انهم يدعمون العسكريين لكن فى الواقع لا يفعلون".

 افكار نمطية مضرة 

وتقول غام انها قلقة للطريقة التى تصور فيها هوليوود المحاربين العائدين من ساحات حرب كاشخاص عنيفين أو يعانون من اضطرابات نفسية شديدة جراء ذلك وترى أن الرأى العام غالبا ما يصورهم على انهم ضحايا.

واوضحت لفرانس برس "اعتقد أن هناك افكارا نمطية مضرة حقا" مضيفة "نادرا ما يرتكب المحاربون القدامى المصابون باضطرابات نفسية شديدة اعمالا عنيفة".

عندما كان زوجها فى العراق ذهبت إلى مطعم مع ابنتها وكانت نساء جالسات إلى طاولة مجاورة يتهمن الجنود بارتكاب جرائم قتل. وطلبت نقلها إلى طاولة بعيدة لكى لا تصغى ابنتها إلى هذه التعلقيات.

ويرى آلن أن جذور تمجيد المحاربين القادمى اليوم تعود إلى محاولات ريتشارد نيكسون تهميش الحركة المعادية لحرب فيتنام من خلال استخدام الرياضة للقيام بذلك.

وقال آلن أنه كان يصر بانتظام على مشاهدة مباريات كرة القدم ويصطحب سجناء حرب سابقين لحضور احداث رياضية. ومنح سجناء حرب سابقين بطاقة مجانية مدى الحياة لحضور مباريات بطولة البيسبول الاميركية.

وبعد تقييم الاضرار الناجمة عن المشاعر المعادية لحرب فيتنام على المحاربين القدامى، انضم الديموقراطيون إلى الجمهوريين لتقديم دعم ثابت للمؤسسة العسكرية.

وقال آلن "الدروس التى تعلمها اليسار تقضى بعدم انتقاد العسكريين أو المحاربين القدامى اطلاقا فهذا امر ممنوع بتاتا".

وتقول غام تعليقا على انتقاد ترامب والدى خان الجندى المسلم الذى قتل فى العراق فى هجوم انتحارى "لا يجوز على الاطلاق انتقاد اسرة بطل. هذا من المحرمات".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة