تكثف الأحزاب السياسية استعداداتها خلال الفترة الحالية لانتخابات المحليات، من خلال بدء فرز المرشحين وتلقى استمارات الترشح من أمانات الأحزاب بالمحافظات، إضافة إلى تنظيم جولات وندوات للتواصل مع القواعد الشعبية قبل الانطلاق الرسمى لانتخابات المجالس المحلية.
وفى هذا الإطار، تأتى تحذيرات بعض السياسيين من أن تكون انتخابات المحليات بابًا خلفيًا لتسرب مرشحين ينتمون لجماعة الإخوان، أو الحزب الوطنى المنحل، مقدمين عدداً من التوصيات لكافة الأحزاب السياسية، لتجنب تسرب أى عناصر شاركت فى إفساد الحياة السياسية، من خلال قوائمهم فى الانتخابات المقبلة.
"حماة الوطن" يحذر من تسرب الإخوان للمحليات.. ويوصى بالتفتيش فى تاريخ المرشحين
قال اللواء محمد الغباشى، المتحدث الرسمى لحزب حماة الوطن، إنه مع اقتراب إجراء انتخابات المحليات، يتزايد التخوف من تسرب الجيل الثانى والثالث من الإخوان للمجالس المحلية، مؤكدًا ضرورة أن تتوخى الأحزاب الحرص والتدقيق فى اختيار مرشحيها والتفتيش فى تاريخ كل مرشح على مستوى جميع الوحدات المحلية.
وأضاف "الغباشى"، لـ"اليوم السابع"، أن فرز المرشحين لا يتوقف على الأحزاب فقط، بل يتحمله المواطنون أيضًا الذين يجب أن يراعوا ضمائرهم ويجتهدوا لمعرفة تاريخ النواب واختيارهم بشكل دقيق، لأنهم سيكونون همزة الوصل وعصب التعامل اليومى مع الأجهزة التنفيذية، واختيارهم أصعب بكثير من اختيار نواب البرلمان.
وأشار المتحدث الرسمى لـ"حماة الوطن" إلى أن الحزب سيختار مرشحيه من الكوادر ولن يعتمد على أى عناصر خارجة، موضحاً أنه سبق واكتشف بعض العناصر التى تحمل أفكارا لا تتوافق مع أفكار الحزب، إضافة إلى بعض عناصر الإخوان التى حاولت الاندساس داخل الحزب وتم فصلهم.
وأضاف "الغباشى"، "الحزب يعتمد فى اختيار مرشحيه على شروط ومعايير أساسية، تتضمن السمعة الطيبة، وفحص السيرة الذاتية، وأن يكون المرشح مقبولاً وليس له اتصال بأى جهة غير مقبولة أو يشوب تاريخه أى شىء، إضافة إلى قدرته على التواصل الجماهيرى والشعبى ليتمكن من معرفة هموم ومشاكل المواطن، إلى جانب قدرة المرشح على التواصل مع الأجهزة التنفيذية، وما يملكه من قوة لتقديم الخدمات وحل مشاكل المواطن مع الأجهزة التنفيذية".
"التجمع": أحزاب فتحت بابها لمرشحى المحليات كأنها تعلن عن "وظائف خالية"
وفى السياق ذاته، قال عاطف مغاورى، نائب رئيس حزب التجمع، إن إمكانية تسرب بعض المرشحين المنتمين لجماعة الإخوان، أو الحزب الوطنى المنحل، فى المجالس المحلية، ستكون واردة، فى ظل استمرار حالة غياب وعى الأحزاب، وسعيها للهيمنة والسيطرة والحصول على أكبر عدد من المقاعد، مؤكداً أن الضمانة الوحيدة لعدم تسرب تلك العناصر هو التكاتف بين الأحزاب والعمل فى تشكيلها لقوائمها تحت شعار "مشاركة لا مغالبة".
وأضاف نائب رئيس حزب التجمع، لـ"اليوم السابع"، أن هناك بعض الأحزاب تعلن عن فتح أبوابها لتلقى طلبات المرشحين للمحليات، وكأنها تعلن عن "وظائف خالية"، مشيراً إلى ضرورة اعتماد الأحزاب على كوادرها التى اختبرتها وتضمن ولاءها وانتماءها السياسى، وعدم فتح الباب على مصراعيه لمرشحين من خارج صفوف الأحزاب.
وأشار "مغاورى" إلى ضرورة وجود التكامل بين الأحزاب وعدم سعى أحد لكسب النصيب الأكبر من الكعكة، ما يعرض بعض الأحزاب لانضمام عناصر إلى قوائمها غير مضمون ولائها أو انتمائها السياسى، مؤكدًا أهمية الموضوعية والشفافية فى التنسيق بين الأحزاب دون وجود طموح للهيمنة.
"مستقبل وطن": فرز مرشحينا للمحليات عن طريق "الفحص والمتابعة"
من جهته قال المهندس محمد على الضبع، المتحدث الرسمى لحزب مستقبل وطن، إن الحزب يعتمد فى اختيار مرشحيه لانتخابات المحليات على الفحص والمتابعة للمرشحين، بدءاً من مرحلة استلام طلبات الترشح، وحتى الاستقرار على القائمة النهائية للمرشحين، مؤكدًا أن السمعة الحسنة عنصر اختيار المرشحين، وهو بند يندرج تحته فحص كل ما يتعلق بممارسة المرشح للعمل العام والسياسى للتأكد من عدم مشاركته فى أى أعمال أضرت بالمواطنين.
وأضاف المتحدث الرسمى لحزب مستقبل وطن، لـ"اليوم السابع"، أن المواطنين لن يقبلوا أى مرشح كان له دور سياسى وأضر بهم وبالوطن قبل ذلك، مشيرًا إلى تركيز الحزب فى اختياره لمرشحيه على شعبيتهم فى الشارع، وخبرتهم الانتخابية، موضحًا أنه تم تشكيل لجنة فى كل محافظة لفرز طلبات الترشح المقدمة للحزب، إضافة إلى تشكيل لجنة عامة لفرز جميع الطلبات مرة أخرى بعد استلامها من أمانات المحافظات، لتدقيق عملية اختيار المرشحين.
وأشار "الضبع" إلى الحزب سيقوم بعد ذلك بتأهيل الشباب من خلال دورات تأهيلية، ليتم الاستقرار على العناصر النهائية التى ستخوض الانتخابات تحت مظلة الحزب، على أن تكون هناك متابعة لكافة المرشحين.