بعد ثانى عملية قتل ينفذها مراهق مسلم فى شوارع أوروبا خلال شهر.. الانتقام هو السبب والإسلام برئ.. العنف بين الشباب يقتل 15 ألف أوربياً كل عام.. والتعرض للمضايقات المنهجية سمة مشتركة

السبت، 06 أغسطس 2016 08:03 م
بعد ثانى عملية قتل ينفذها مراهق مسلم فى شوارع أوروبا خلال شهر.. الانتقام هو السبب والإسلام برئ.. العنف بين الشباب يقتل 15 ألف أوربياً كل عام.. والتعرض للمضايقات المنهجية سمة مشتركة لحظة القبض على زكريا بولهان حيًا
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فقدت سيدة ستينية فى لندن حياتها على يد مراهق نرويجى من أصل صومالى يعانى من مشاكل نفسية، تعرض للمضايقات فى المدرسة فنزل فى الشارع ليطعن من تصل إليه السكين،أياً كان المجنى عليه، ومن قبله راح 9 أشخاص ضحية لمراهق أخر فى ميونيخ أيضًا عانى من اضطهاد زملائه له، وفى الحالتين تم إلقاء اللائمة على هويتهما الإسلامية قبل أن تنتشر الأخبار بأنه لم يكن للجناة صلة بتنظيمات إرهابية. 

جريتما لندن وميونيخ ألقيتا بالضوء على أثر المضايقات التى يتعرض لها بعض صغار السن فى أوروبا بغض النظر عن انتماءاتهم، والتى قد تتحول إلى إيذاء للنفس أو للغير ولو بعد سنوات طويلة لدوافع مختلفة، ووفقاً للأرقام فإن العنف بين الشباب يزهق أرواح 15 ألف شاب سنويًا فى أوروبا، وكان هو السبب الثالث للوفيات بين الشباب من عمر 15 إلى 29 فى القارة الأوروبية عام 2004 بوفيات بلغت 14 ألف و899، كما إن الانتحار كان السبب الثانى بوفيات بلغت 29 ألف و548، بحسب "التقرير الأوروبى عن منع العنف وجرائم السكين بين الشباب" الصادر عن منظمة الصحة العالمية عام 2010.

أما فى الأعمار بين 5 و14، فكان العنف بين الشباب هو السبب التاسع بوفيات بلغت 638 حالة، وفى عام 2005-2006 تعرض نحو 18% ممن عمرهم بين 12 و16 عاماً، فى ألمانيا للمضايقات، ونحو 6% للاعتداء، طبقًا لنفس التقرير.

وكان مراهق ألمانى فى التاسعة عشرة من عمره قد قتل 16 شخصاً فى مدرسة فى مدينة "إرفورت"، وفى 2009 قام أخر عمره 17 عاماً بقتل 15 شخصاً خارج مدرسة فى مدينة "فينندن"، وأنهى الاثنان إطلاقهما للنيران بالانتحار، وبحسب "الاستطلاع السنوى للمضايقات ببريطانيا" لعام 2016 والذى تصدره منظمة "ديتش ذا ليبول"، العاملة بمجال مكافحة المضايقات المنهجية بين الأطفال والشباب، قال مليون ونصف بريطانى بين الأعمار 12 و20 إنهم تعرضوا للمضايقات العام الماضى، منهم 19% قالوا إنهم تعرضوا للمضايقات يوميًا.

القاتل الصامت زكريا بولهان

صحيفة "ديلى ميل" قالت إن المراهق النرويجى-الصومالى الذى قام بعملية طعن فى لندن الخميس الماضى تعرض للمضايقات من زملائه فى مدرسته الثانوية، كما وصفته بالتلميذ "الهادئ والخجول"، مشيرة إلى أن زكريا بولهان، 19 عاماً، الذى قتل سائحة أمريكية ستينية طعنًا فى ميدان "راسِل سكوير"، انتقل إلى بريطانيا من النرويج فى 2002، ونقلت الصحيفة البريطانية عن بعض زملائه قولهم إنه كان لديه بعض الأصدقاء رغم هدوءه وإنه لم تبد عليه علامات التدين وكان يتعرض للمضايقات ولكن ليس بشكل فظيع.

وبينما كان يتوقع البعض أن يقول شهود عيان أن بولهان صرخ بعبارات تشير لتشدده الدينى وهو يحاول طعن من حوله، فإن الديلى ميل قالت إن بولهان كان يعانى من مشاكل نفسية عندما قام بعملية الطعن فى صمت تام فى الميدان الذى يعج بالسائحين.


صورة مدرسية لزكريا بولهان – الديلى ميل

وبحسب شاهدة عيان لم تشأ نشر اسمها فى الصحيفة، فإن بولهان كان يسير فى خط متعرج وكان يبدو "مشوشًا للغاية"، قبل أن تصعقه الشرطة وتلقى القبض عليه حيًا، وقالت الشرطة البريطانية إنه لا دليل على أن دافع الجريمة كان الإرهاب ولا على أن بولهان كان إسلاميًا متشددًا.

ومن جانبه، قال "مارك راولى"، المسئول الأول فى إدارة مكافحة الإرهاب فى اسكوتلاند يارد، إن التحقيقات حتى الآن تدل على أن مشاكل نفسية تقف وراء الجريمة وأن بولهان اختار ضحاياه بشكل عشوائى، وإن أصول بولهان الصومالية لا علاقة لها بفعلته، بحسب صحيفة الإندبندنت.


لحظة القبض على زكريا بولهان حيًا

ومن لندن إلى مدينة ميونيخ الألمانية، حيث قتل على سنبلى، وهو ألمانى من أصل إيرانى يبلغ من العمر 18 عام، 9 أشخاص فى ميونيخ بألمانيا قبل أن يطلق النار على نفسه يوم 22 يوليو الماضى بمسدس اشتراه من خلال الإنترنت.

كان سنبلى مهووسًا بالنازى أدولف هيتلر وكان فخورًا بأنهما ولدا فى نفس اليوم، 20 أبريل، فكان يعتبر نفسه من الجنس الآرى وكان كارهًا للعرب والترك، حيث انتشرت مزاعم بأن طلبة من هذه الأصول ضايقوه فى المدرسة، بحسب تقرير لصحيفة ديلى ميل البريطانية، التى نقلت عن زميلتها الألمانية "فرانكفورتر الجماين" إن المراهق كانت له أراء "يمينية متطرفة" بخصوص الأجانب والأقليات، وكان معظم من قتلهم سنبلى من أصول أجنبية ومن الشباب، والكثير منهم مسلمون؛ فلقت فتاتين من كوسوفو فى الرابعة عشرة من عمرهما  مصرعهما، بالإضافة إلى اثنين من تركيا فى الرابعة والخامسة عشرة وشاب من أصل يونانى يدعى "حسين دايتزيك"، 17 عام، قُتل بينما كان يحاول حماية أخته، وأخر فى الثامنة عشرة قال أحد أصدقاءه لصحيفة التليجراف البريطانية إنه من أصل رومانى. وقتل سنبلى كذلك شخص عمره 21 عام من أصل كوسوفى-ألبانى، وأخر يدعى "سيفدا داج"، 45 عام، والضحية الأخيرة يدعى "روبرتو رافاييل".


على سنبلى

ولكن لازالت الشرطة الألمانية تحاول التأكد مما إذا كان سنبلى قد اختار ضحاياه بشكل عشوائى أم مقصود، بينما استبعد المحققون احتمال صلته بداعش، وقالت الشرطة إنه كان مهووسًا بعمليات القتل الجماعى فى أوروبا والولايات المتحدة والألعاب الإلكترونية العنيفة.

وفى مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى، قال سنبلى لأحد الأشخاص فى شرفة قريبة بعدما قام بمعظم عمليات القتل فى مركز تجارى بميونيخ: "لقد تعرضت للمضايقات لسبع سنوات بسببكم.. والآن كان على أن أشترى سلاح لإطلاق النار عليكم"، بينما سبه الرجل بلفظ خارج ناعتًا إياه بالأجنبى، ولكن سنبلى قال له إنه ألمانى وولد فى ألمانيا، بحسب ترجمة صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وكان سنبلى هدفًا لظاهرة المضايقات المنهجية بمدرسته وهدد بالانتقام من معذبيه وخضع مسبقًا لعلاج نفسى بسبب الاكتئاب الحاد وليس له سوابق إجرامية، بل كان ضحية سرقة فى 2010 وضرب فى 2012، طبقًا للصحيفة، وتم العثور على جثة المراهق بعد ساعتين ونصف من الحادث فى شارع جانبى على بعد نصف ميل من مسرح الجريمة، وتبين أنه أطلق النار على نفسه.


خرج رواد المركز التجارى بميونيخ وأيديهم فوق رؤوسهم

ويبدو أن سنبلى قد خطط لجريمته لعام على الأقل، فقد ذهب سنبلى إلى إيران ليتدرب على استعمال الأسلحة فى ديسمبر الماضى، كما نقلت الديلى ميل عن مجلة "فوكاس" الإخبارية الألمانية، ولكن رفضت النيابة فى ميونيخ التعليق على الخبر لأن التحقيقات لازالت جارية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة