ماجدة إبراهيم

الجامعة ليست نهاية المطاف

السبت، 06 أغسطس 2016 10:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى ماراثوان الثانوية العامة وتقريبا عرف كل الطلاب إلى أين ستأخذهم درجاتهم، فمنهم من حمد الله حمدا كثيرا على تفوقه المتوقع، ومنهم من وقف موقف المظلوم يبكى كمدا على تقديراته التى ذهبت هباء، فلا هم حصلوا على المجموع المتوقع ولا هم استطاعوا أن يلتحقوا بالكلية التى مادام راودتهم فى حلم المستقبل.
 
هذه الشريحة من الطلاب تشعر أن الدنيا قد أسودت فى عينيها فلا هم طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن، وكان الحل بالنسبة لهم الجامعات الخاصة التى تصل مصروفاتها لأرقام فلكية.
 
وقليل منهم من يستطيع أن يلتحق بهذا النوع من الجامعات فجودة الجامعة الخاصة يرتبط بمستوى ما يدفعه الطالب من مصاريف.
وكان لى حوار مطول مع أحد طلاب الثانوية العامة الذين لم يحالفهم الحظ فى دخول الكلية التى حلم بها، وفرقت معه على نصف درجة وكان يبدو عليه علامات الانهيار والإحساس بالظلم البين، خاصة هذا العام الذى عانى منه الطلبة من تسريب الامتحانات وشعر الطلاب المتفوقين أمثال هذا الطالب أن الظلم يحاصره من كل ناحية.. وقرر أن يمتنع عن دخول أى كليه خاصة أو حتى كتابة الرغبات على الموقع الإلكترونى كنوع من التمرد.
 
حاولت بالمنطق تارة وبالفكاهة تارة أخرى أن أثنيه عن هذا التصرف الذى سيدفع ثمنه هو وحده، فالمستقبل مستقبله، والحياة مازالت تفتح ذراعيها له، فالدنيا لن تتوقف ولا تعتبر الثانوية العامة هى نهاية المطاف وبصراحة أشد المجموع الذى نحصل عليه فى الثانوية العامة لا يعبر من قريب أو من بعيد عن رؤية المستقبل، أو نبوغنا فى عملنا أو تميزنا فى مجال من المجالات، وذكرت له أمثلة نبغت ووصلت وهى فى كليات لا تصنف على أنها كليات القمة مثل كلية العلوم أو كلية التجارة أو الحقوق، فعندنا العالم الجليل الراحل الدكتور أحمد زويل الذى لم يكن يعرف أن مستقبله سيوصله إلى نوبل، ولا التحاقه بكلية العلوم ستجعله من صفوة العلماء.
 
فالعزيمة والإرداة تصنعان المستحيل وتحقق الخيال، هذا ما آمن به «جون كوم» 35 عاما مؤسس «واتس آب» لخدمات الرسائل النصية عبر الهواتف الذى تحول فى أيام قليلة إلى واحد من أغنى ملياراديرات العالم.
 
هاجر «جان» من أوكرانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كان فى السادسة عشرة من عمره، وعاش فقط على نقل الطوابع، وفكر بعذ لك فى طريقة إلكترونية سهلة لنقل الرسائل دون جهد أو تكلفة حتى تمكن من تأسيس شركة «واتس آب» التى حولته بين عشية وضحاها إلى ملياردير بعد أن عرضت شركة «فيس بوك» 19 مليار دولار لشراء «واتس آب» التى تمتلك نحو 450 مليون مستخدم حول العالم.
 
ووفقا لمجلة «فوربس الأمريكية» فإن «كوم» يمتلك %45 من أسهم «واتس آب»، مما يجعل نصيبه وصافى ثروته من عملية البيع إلى 6.8 مليار دولار
و»لارى إليسون» الذى لم يكمل دراساته الجامعيه بعد وفاة عمته التى كانت تنفق الأموال عليه، عمل إليسون لأكثر من ثمانى سنوات فى وظائف بسيطة مختلفة، وفكر بعدها فى إنشاء شركة «أوراكل»، لتطوير البرمجيات التى باتت الآن واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا فى العالم. ووفقا لفوربس، بلغ صافى ثروة «إليسون» حوالى 41 مليار دولار أمريكى.
 
بينما أصبح الصينى «دو وون تشانغ» مؤسس شركة «Forever 21» العالمية للملابس واحدا من أغنى أغنياء العالم بعد أن عمل كعامل فى محطة للوقود وفى مقهى، ولكنه أنشأ هذه الإمبراطورية التى تمتلك نحو 480 حول العالم ويحقق نحو 3 مليارات دولار مبيعات سنويا. ووفقا لفوربس، بلغت صافى ثروة «تشانغ» حوالى 5 مليارات دولار أمريكية.
 
بينما أصبح الباكستانى رجل الأعمال وغاسل الأطباق يوما «شهيد خان» واحدا من أغنى أغنياء العالم بثروة تبلغ 3,8 مليار دولار. انتقل من باكستان إلى أمريكا ليعمل غاسل أطباق وصحون، لكنه الآن يمتلك شركات وأندية داخل أمريكا وبريطانيا، هذه عينة من نماذج لم يكن التحاقهم بالجامعة، تعبيرا عن تفوقهم فى عملهم أو ذات تأثير فى مستقبلهم.
 
نحتاج أن توعية شبابنا أن المجموع الذى تحصل عليه فى الثانوية العامة هو مجرد بوابة خروج إلى مرحلة كبيرة، ومستقبل ينتظر المجتهدين ومقياسه فقط العمل والإصرار.









مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

moh

عندك حق

لكن كل الشباب يبحث عن الوظيفة وليس العمل الحر واذكر قصة لصديق تعرفت عليه من العمل وكان يعمل بعد العمل فى تعلم الكمبيوتر ثم تجميع الاجهزة وبيعها للموظفين ثم اصبح المتخصص لجهة عمله فى عمل اى شى يخص اعمال الكمبيوتر وترك العمل وتفرغ فقط فى هذا المجال وقد ندم لانه عمل موظف وليس عمل حر لحسابه

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

الجامعه ليست مقياس للمهاره والنجاح. مجرد بداية طريق

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة