24 ساعة حاسمة عاشها المرشحان للرئاسة الأمريكية، الديمقراطية هيلارى كلينتون، والجمهورى دونالد ترامب، حيث سعى المعسكرين لتجميع اوراقهما بعدما بعثرتها الهجمات المضادة بين الأثنين، بشكل أثر على وضعيتهما .
ترامب الذى واجه مواقف صعبة اليومين الماضيين حاول ترميم التصدع الذى ألم بحملته الإنتخابية، خاصة بعدما تلقى انتقادات قاسية بسبب هجماته على والدى بطل حرب من اصل باكستانى قتل فى العراق، فقد سعى المرشح الجمهورى الى البيت الابيض بقوة الى وضع حد للخلافات بينه وكبار مسئولى الحزب، وأعلن ترامب تأييده لإعادة انتخاب بول راين رئيسا لمجلس النواب، بعد ان اثار توترات شديدة بإعلانه قبل ايام انه لم يتخذ بعد قرارا بشأن تأييده، وقال ترامب اثناء تجمع انتخابى فى جرين باى بولاية ويسكونسن التى ينحدر منها راين "نحن بحاجة الى الوحدة. علينا ان نفوز بهذه الانتخابات"، مؤكدا ان وحدة صف الجمهوريين هى الطريق الوحيدة للفوز على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون فى الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى الثامن من نوفمبر المقبل .
دونالد ترامب يحاول تصحيح أخطاءه
وفى الايام الاخيرة اثار ترامب زوبعة لدى الجمهوريين بتصريحه لصحيفة واشنطن بوست انه غير مستعد بعد لدعم راين، وهو ما رد عليه رايم بقوله أنه غير مستعد لدعم دونالد ترامب فى سباقه الى البيت الابيض قبل ان يعود عن هذا الموقف ليؤيد الملياردير.
كذلك اعلن ترامب أمس الجمعة تأييده لسيناتور اريزونا، جون ماكين وسيناتورة نيوهامشر، كيلى ايوت، وكلاهما مرشحان لإعادة انتخابهما فى ظروف صعبة، وقال ترامب الذى رفض سابقا تأييد ماكين، "اكن تقديرا كبيرا" له.
مايكل جى. موريل المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" يوجه ضربة قاضية لترامب
لكن الموقف الصعب الذى لازال يواجه ترامب، مايكل جى. موريل المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" الذى وصف ترامب بأنه عميل روسى "من دون ان يدرى"، وكتب مقالة فى صحيفة نيويورك تايمز قال فيها "السيدة كلينتون مؤهلة تماما لتصبح القائدة العامة" فى حين اعتبر ان ترامب "هو ليس غير مؤهل فحسب لهذا المنصب، بل انه يمكن ان يشكل خطرا على امننا القومى"، ووصف موريل ترامب بأنه يعشق تمجيد نفسه ويتميز بحساسية مفرطة ويزدرى بدولة القانون.
وذكر رجل الاستخبارات الأمريكى السابق أن ترامب سبق ان ابدى اعجابه بصفات "الزعامة" لدى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مؤكداً "فى عالم الاستخبارات نستطيع ان نقول ان (فلاديمير) بوتين (الرئيس الروسى) قد جند ترامب كعميل لروسيا الاتحادية من دون ان يدرى الاخير".
هيلارى كلينتون "منتعشة"
وفى المقابل فأن المرشحة الديمقراطية التى خرجت لتوها من أزمة الرسائل الإلكترونية، فأنها تبحث عن منشطات تساعدها فى مواجهة ترامب، وجاءتها المنشطات هذه المرة على يد أدارة باراك اوباما، حيث سجلت الولايات المتحدة زيادة تفوق ربع مليون وظيفة فى يوليو، محققة انتعاشا كبيرا، قالت التقارير الأخبارية الأمريكية أنها سيصب لصالح هيلارى كلينتون، فى تباين مع الصورة المتشائمة التى يرسمها خصمها الجمهورى دونالد ترامب عن الاقتصاد الأمريكى، وترافقت الارقام الجديدة التى نشرت أمس الجمعة وأثارت ارتفاعا كبيرا فى البورصات الامريكية، مع تصحيح لارقام مايو ويونيو لجهة زيادتها، فى مؤشر الى ان قطاع الوظائف فى اكبر قوة اقتصادية فى العالم بحالة افضل مما كان يعتقد.
وقالت وزارة العمل الأمريكية أن الوظائف خارج قطاع الزراعة سجلت زيادة بمقدار 255 الف وظيفة فى يوليو، فيما بقيت نسبة البطالة مستقرة بمستوى 4,9%، بعدما كانت التوقعات تتحدث عن 185 الف وظيفة اضافية، وتم تصحيح الارقام السابقة لتصل الى 292 الف وظيفة اضافية فى القطاع الخاص والوظائف الحكومية فى يونيو عوضا عن 287 الف وظيفة اعلن عنها سابقا، و24 الف وظيفة فى مايو عوضا عن 11 الفا فقط بحسب الارقام السابقة، وقال وزير العمل توماس بيريز "ان تقرير هذا الشهر يؤكد ان الانكماش الكبير بات فعلا خلف هذه الامة.. الاقتصاد استحدث وظائف لسبعين شهرا على التوالى، مسجلا الزيادة لأطول فترة حتى الان".
وفى السباق الى البيت الابيض، عرضت هيلارى كلينتون رؤية متفائلة للوضع الاقتصادى فى الولايات المتحدة، فيما تحدث ترامب عن اقتصاد متدهور. وبالتالى فان الارقام الاخيرة تصب لصالح كلينتون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة