وقد هدفت الدراسة إلى رصد الإجراءات التى قامت بها وزارتا الدفاع والداخلية فى الاستعداد التنظيمى للأزمات الإرهابية، والكشف عن الاستراتيجيات والأساليب الاتصالية التى تستخدمها المنظمتان محل الدراسة فى إدارة الأزمات من خلال موقعها الإلكترونى والوسائل التفاعلية الأخرى، وتقييم درجة تفاعلية المنظمات محل الدراسة مع فئات الجماهير الأساسية، ومعرفة الأهمية النسبية للأساليب الاتصالية الإلكترونية المستخدمة فى إدارة الأزمة.
واعتمدت الباحثة على منهج دراسة الحالة، بهدف تقديم رؤية قد تكون شاملة لكل جوانب الأزمة محل الدراسة، واستخدمت الباحثة دليل المقابلة المتعمقة كأداة لجمع البيانات الخاصة بالدراسة الميدانية، وتمثل مجتمع الدراسة فى وزارتى الدفاع والداخلية باعتبارهما الجهات المسئولة عن التصدى لأزمة الإرهاب وذلك من خلال تحليل قنواتهما الاتصالية الإلكترونية فى إدارة أزمة الإرهاب.
وتم استخدام العينة العمدية فى اختيار القيادات المسئولة عن إدارة الأزمة للدراسة الميدانية، نظرًا لطبيعة موضوع الدراسة المعنى بأزمة الإرهاب حيث الحرص الشديد من جانب المسئولين فى الحديث عن الأزمة وما اتخذته الوزارات المعنية فى إداراتها، وتم الاعتماد على الرصد التحليلى الشامل لمحتويات الموقعين الإلكترونيين ومواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك- تويتر – يوتيوب" لوزارتى الدفاع والداخلية فيما يخص الأزمات الإرهابية خلال النصف الثانى من 2015 .
خلصت الدراسة إلى تميز ووضوح إجراءات الاستعداد لإدارة الأزمة فى وزارة الدفاع، مقارنة بهذه الإجراءات لدى وزارة الداخلية، بالإضافة إلى جودة الأداء الاتصالى للوزارتين إلا أنه يفتقد إلى التفاعلية مع الجمهور، التى تعد السمة المميزة لوسائل الاتصال التفاعلية.
وتركزت النتائج فى نقاط محددة كالتالى: 1) تفوق موقع وزارة الدفاع على موقع وزارة الداخلية فى الاهتمام بجودة تصميم الموقع فى حين تساوى موقعا الوزارتين فى حرص كلٍ منهما على توظيف عناصر جودة التنظيم داخل الموقع. 2) تزايدت نسبة اهتمام موقع وزارة الدفاع بتوظيف عناصر جودة المحتوى فى حين لم يتم توظيف تلك العناصر على موقع وزارة الداخلية. 3) حرص كلا الموقعان على توظيف العناصر التى تحقق سهولة استخدام الموقع، ما يسهل على المستخدم الحصول على المعلومات التى تلبى احتياجاته المعرفية. 4) تزايد اهتمام موقع وزارة الدفاع بتقديم المعلومات المفيدة لمستخدميه، أكثر من الاهتمام بتقديم معلومات عن الوزارة، فى حين تزايد اهتمام موقع وزارة الداخلية بتقديم معلومات عن الوزارة أكثر من اهتمامه بتقديم معلومات مفيدة لمستخدميه. 5) انخفاض اهتمام الوزارتين محل الدراسة بأساليب الاتصال بوسائل الإعلام عبر الموقع الإلكترونى لهما، والذى يعد أحد العناصر المهمة فى الإجراءات الاتصالية للمنظمة. 6) اعتماد الوزارتين على الاستراتيجيات الاتصالية نفسها فى إدارة أزمة الإرهاب، وهى استراتيجية الصمت، واستراتيجية الدفاع الهجومى، واستراتيجية الأفعال التصحيحية . 7) تفوق موقع وزارة الدفاع على موقع وزارة الداخلية فى الاهتمام بتعدد الأشكال الاتصالية لتقديم معلومات الأزمة كما تفوق فى عرض المزيد من التفاصيل حول الأزمات الإرهابية. 8) تميزت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على الفيسبوك عن الموقع الإلكترونى الخاص بها فى تغطية الأزمة، من حيث تعدد الأشكال الاتصالية لتقديم معلومات الأزمة، وتحديث المعلومات بشكل مستمر، بالإضافة إلى التفاعل مع الجمهور. ولم تتوافر خاصية الرد على تعليقات الجمهور من خلال الصفحات الرسمية للوزارتين على الفيسبوك. 9) يمثل ممارسو العلاقات العامة فى وزارة الداخلية طرفاً فى إدارة اتصالات الأزمة. أما فى وزارة الدفاع فيتم استبعاد إداراة العلاقات العامة من المشاركة فى إدارة اتصالات الأزمة.
وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بتطوير منظومة إدارة الأزمات بوزارتى الدفاع والداخلية وإنشاء كيان تنظيمى يختص بالتعامل مع الأزمات يكون له الصفة التنظيمية والقانونية والاتصالية، ويعمل من خلال فريق عمل مدرب على مواجهة تلك النوعية من الأزمات.
تكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتورعلى عجوة أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، والدكتور عبدالجواد سعيد رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية، والدكتورة كاريمان فريد أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة. وقررت اللجنة منح الباحثة أمنية عبد الرحمن الديب، المعيدة بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة المنوفية، درجة الماجستير بتقدير ممتاز، فى رسالتها بعنوان "تقييم فاعلية توظيف تكنولوجيا الاتصال التفاعلى فى إدارة الأزمات التى تواجه المنظمات العاملة فى مصر".
موضوعات متعلقة..
- انعقاد مؤتمر قسم الأمراض الصدرية بطب المنوفية 24 أغسطس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة