أحمد أيوب

الإحساس نعمة..

الجمعة، 05 أغسطس 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نسمع دائما مقولة "الإحساس نعمة" ولا نتوقف عند معناها ولا ندرك قيمتها إلا عندما نتعرض لموقف أو تصرف غير مسئول، أو نواجه شخص قليل الإحساس بمن حوله أو بالظروف التى تحيط به، والصراحة تقتضى الاعتراف بأن بعض المسئولين الحاليين يذكروننا دائما بمقولة "الإحساس نعمة" لأنهم كما يبدو من تصريحاتهم وقراراتهم وأفعالهم لا يشعرون بالمواطن ويفتقدون نعمة الإحساس بمعاناته، فيتحدثون وكأنهم مسئولون فى سويسرا أو فنلندا، لا يهتمون بالخدمة التى من المفترض أن يقدمونها للمواطن ربع اهتمامهم بجمع الأموال والرسوم، وكأن المواطن أمين خزينة ولديه فوائض مالية ومفروض عليه أن يدفع فقط، نجد مسئول يطالب بزيادة رسوم النظافة لتصبح 25 جنيها، وفى الوقت نفسه مشروع قانون يمرر فى مجلس النواب يفرض رسوم جديدة على كل المحررات التى تخرج من إحدى الوزارات لتخصص لصالح رعاية العاملين بتلك الوزارة، فتسارع وزارة أخرى لتقديم مشروع مشابه لتحصل على رسوم إضافية هى الأخرى لتخصص لرعاية العاملين بها، وكله طبعا من جيب المواطن الذى لم يتمكن حتى الأن من تدبير الزيادة التى سيدفعها على فاتورة الكهرباء، ويعانى من أجل تجهيز نفسه وتدبير أموره استعداد للموسم الدراسى الجديد، ويعيد حساباته وأولويات مصروفاته ليكون مستعدا للزيادة التى بشر بها الجزارون من الأن على اللحوم، ويتوقع مثلها فى كل السلع الغذائية.

مثل هذه التصريحات المستفزة من بعض المسئولين حتى وإن كانت تخرج منهم على سبيل التمنى إلا أنها تزيد غضب المواطن وتحمل القيادة السياسية فوق طاقتها، فالواقع أن كل ما يرتكبه المسئولون، سواء وزراء ومحافظون أو قيادات مختلفة، من كوارث وأخطاء تقع على رأس الرئيس السيسى الذى يتعلق برقبته كل المصريين، فلا يرون أى مسئول فى البلد غيره، بل كى أكون صادقا أن أغلبية المصريين لا يثقون فى أغلب المسئولين التنفيذيين بالبلد ولا يطمئنون سوى للرئيس، والسبب كما نعلم جميعا أن المسئولين لم يفعلوا ما يجعل المواطن يثق فيهم أو حتى يقبل منهم أى قرار باطمئنان وبحسن نية ودون خوف.

هؤلاء المسئولين لابد أن يتعلموا قيمة الإحساس وأهمية أن يراعوا ظروف المواطن، حتى ولو وصل الأمر إلى منح كل مرشح لمنصب كبير فى البلد دوره فى اتيكيت التصريحات والإحساس السياسى فى التعامل مع الناس، أو أن يجبر على معايشة الفقراء لبعض الوقت حتى يذوق طعم الحياة المرة، وعيشة الخبز الحاف والجبنة القريش وقرص الطعمية، والغرف العائلية ودورات المياه المشتركة.

وإذا كان هذا صعبا فيمكن لهؤلاء المسئولين أن يزوروا جهاز التعبئة العامة والإحصاء ليشرح لهم بالأرقام أن نحو 28% من المصريين لا يستطيعون توفير احتياجاتهم الأساسية، ولا يتحملون مليما إضافيا، وهؤلاء هم من ينشغل بهم الرئيس ولا يفوت اجتماعا حكوميا الا ويشدد على مراعاتهم قولا وفعلا، ولا يترك فرصة إلا ويبحث لهم عن طاقة أمل تنقلهم من مربع الفقر والعشوائية إلى الاستقرار الإقتصادى، هؤلاء هم من اذا تحدث عنهم الرئيس لمعت عيناه غضبا لحالهم وشعورا بالمسئولية تجاههم، لكن بعض المسئولين تشعر من كلامهم أنهم لا يرون هذه الفئة أصلا ولا يعتدون بها، وهذه هى الكارثة التى يجب أن تلتفت لها الحكومة كلها لأن أسوأ ما يمكن أن يفجر غضب الفقير أن يشعر بتجاهل المسئول لفقره.

بالتأكيد نعلم جميعا أن ظروف البلد صعبة، والموارد ضعيفة، لكن المؤكد أيضا أن ظروف غالبية المصريين أصعب ومواردهم أقل، ولا يمكن تحميلهم فوق طاقتهم حتى ولو بمجرد تصريحات مستفزة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة