أكرم القصاص - علا الشافعي

مقاتل فى حكومة الوفاق الليبى: الضربات الأمريكية رفعت معنويات المقاتلين

الخميس، 04 أغسطس 2016 03:47 م
مقاتل فى حكومة الوفاق الليبى: الضربات الأمريكية رفعت معنويات المقاتلين القتال فى ليبيا
سرت (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلف سور اسمنتى يحميه من قناصة تنظيم داعش فى مدينة سرت، يعبر محمد الاحجل ومقاتلون موالون لحكومة الوفاق الليبية عن حماستهم للضربات الاميركية التى رفعت من معنوياتهم بعد الخسائر الكبيرة فى صفوفهم.

ويقول محمد الذى يرتدى سترة عسكرية واقية من الرصاص فوق قميص اسود من دون اكمام ويعتمر قبعة رعاة البقر بنية اللون لوكالة فرانس برس "التدخل الاميركى الاخير جيد جدا، والضربات جيدة جدا، وقد استهدفت مواقع حساسة لتنظيم داعش".

ويضيف "نتمنى أن تتكثف الضربات فى الايام المقبلة حتى نتمكن من تحقيق التقدم الميدانى الذى نتطلع اليه".

فى باحة منزل مهجور يبعد، بحسب ما يقول المقاتلون، اقل من 250 مترا عن "اقرب نقطة لداعش"، يستريح حوالى عشرة مقاتلين من سرية "صقور مصراتة"، على أن يعودوا إلى الجبهة عندما تنتهى فترة خدمة زملاء لهم فى السرية ويأتى دورهم فى الاستراحة.

ويمكن رؤية آثار رصاص فى جدران المنزل الخارجية وآثار قذيفة هدمت جزءا صغيرا من المنزل.
ويقف خالد الغوش بين مجموعة من زملائه خلف سور اسمنتى آخر كتبت عليه عبارة "الله اكبر". ويؤكد المقاتل الليبى أن "المعنويات ارتفعت خصوصا بعد القصف الاخير لاصدقائنا الاميركيين".

ويتابع "ما شاء الله، كانت ضربات ممتازة. فى المستقبل، أن زادت هذه الضربات، فلن يتأخر النصر".

شاطئ وسواتر
وبدأت الولايات المتحدة الاثنين تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع واليات لتنظيم الدولة الاسلامية فى سرت (450 كلم شرق طرابلس) بطلب من حكومة الوفاق الوطنى المدعومة من المجتمع الدولى والامم المتحدة.

وجاءت الضربات الاميركية لتساند القوات الحكومية فى عمليتها العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت من ايدى التنظيم الجهادى والتى قتل فيها منذ انطلاقها فى مايو اكثر من 300 من مقاتلى هذه القوات المؤلفة من جماعات مسلحة ووحدات من الجيش المفكك.

وتخوض القوات الحكومية المجهزة بسيارات رباعية الدفع محملة باسلحة رشاشة ومضادة للطائرات، وبعدد محدود من الدبابات، حرب شوارع فى سرت فى مواجهة تنظيم داعش الذى يعتمد على القناصة والسيارات المفخخة والالغام التى زرعها بين المنازل.

وقال المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" (الاسم الذى اطلق على معركة سرت) العميد محمد الغصرى الاربعاء أن اعداد قتلى القوات الحكومية تعتبر "كبيرة جدا جدا"، مضيفا "طلبنا المساعدة (الاميركية) لتخفيف الاضرار". وأشار إلى أن "هناك اكثر من مئة مقاتل باطراف مبتورة، وهناك حالات موت سريرى عديدة وجرحى فى حالات خطيرة" نتيجة المعارك.

وتخسر القوات الحكومية العديد من مقاتليها كلما حاولت التقدم بين المنازل المفخخة.

على الشاطئ فى غرب سرت، يجلس مقاتل مرتديا بزته العسكرية قبالة البحر بالقرب من نقطة مراقبة صغيرة مؤلفة من سجادة تتكئ على عصى خشبية فى ما يشكل خيمة صغيرة، إلى جانب سواتر ترابية ومجموعة من الفرش الملونة.

تحت السجادة البنية، يحتمى مقاتلان آخران من الشمس الحارقة وقربهما علب من سمك التونة، يحمل احدهما منظارا زيتى اللون يستخدمه بين وقت وآخر، بينما يحمل الآخر رشاشا.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من الوصول إلى الخطوط الامامية للجبهة فى سرت، لكن الاحياء التى تسيطر عليها قوات حكومة الوفاق الوطنى والخالية من السكان كانت تشهد الاربعاء هدوءا.

رغم الهدوء الذى ياتى بعد معارك عنيفة فى نهاية الاسبوع الماضى ومطلع الاسبوع الحالى، يلتزم المقاتلون الحذر، ويحاولون الاحتماء من رصاص القنص فى الاماكن التى يعتبرونها مكشوفة.

ويرى المقاتل عبد الرحمن القط أن الغارات الاميركية ستساعد على اعطاء زخم جديد للعملية العسكرية.
ويقول "كل يوم أفضل من الذى قبله. ما شاء الله، الطائرات الاميركية دخلت الاجواء وساعدتنا فى ضرب بعض المواقع. هذا كله بفضل الله وبفضل قادتنا. كنا ننتظرها، ونحن متاكدون انها ستكون سندا لنا".

"دمك حياة لغيرك"

عند مدخل سرت الغربى، اقامت القوات الحكومية مستشفى ميدانيا يستقبل الجرحى ويقدم لهم الاسعافات الاولية قبل نقلهم إلى المستشفى المركزى فى مدينة مصراتة، مركز قيادة العملية العسكرية.

ويتألف المستشفى من غرفة عمليات وغرفة اسعافات اولية تتوزع فى ارجائها عشرات الاسرة وانابيب الاوكسيجين البيضاء الضخمة وطاولات مغطاة بقطع من القماش الابيض وقد وضعت عليها مقصات طبية ومعدات جراحية.

وينشر المستشفى الميدانى على صفحته فى موقع "فيسبوك" اسماء وصور جرحى وقتلى القوات الحكومية.

كما يروج المستشفى لحملة تطالب عناصر القوات الحكومية بارتداء الخوذات والسترات الواقية من الرصاص. وكتب تحت صورة لسترة وخوذة "نظرا لما يحصل من اصابات مباشرة فى الرأس والصدر والبطن وساهم معنا فى توعية مقاتلينا حول ارتداء الخوذة وواقى الرصاص".

فى موازاة هذه الحملة، تروج الصفحة لحملة اخرى تطالب المواطنين بالتبرع بالدم لصالح جرحى القوات الحكومية تحت شعار "دمك حياة لغيرك. تبرع بالدم لخدمة ابناء وطنك الغالي".

فى طرابلس، تنتشر على الطرق الرئيسية لوحات اعلانية ضخمة تدعو إلى التبرع بالمال لصالح المقاتلين الليبيين تحت عنوان "حملة جاهد لمحاربة التطرف والارهاب: زكاتك جهاد فى سبيل الله لدحر الخوارج البغاة".

فى هذا الوقت فى مصراتة، المعنويات إلى ارتفاع.

ويقول عضو فى المجلس البلدى لسرت فضل عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس "الضربات الاميركية ستسرع العملية، لكن المقاتلين على الارض هم من سياتون بالنصر".

ويضيف "جثث عناصر تنظيم داعش تنتشر فى الطرق، وكذلك القمامة ومخلفات الحرب. نحن ننتظر بفارغ الصبر حتى نعود إلى سرت وننظفها من كل ذلك".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة