أكرم القصاص - علا الشافعي

"ديلى بيست" تنشر وثائق مسربة لتنظيم داعش.. الوثائق تكشف فشل التنظيم فى مواجهة أنشطة التجسس.. تسلط الضوء على بيروقراطية التنظيم وافتقاره لمرتبات المقاتلين.. وتحكمات القادة للسيطرة على كل كبيرة وصغيرة

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 12:00 ص
"ديلى بيست" تنشر وثائق مسربة لتنظيم داعش.. الوثائق تكشف فشل التنظيم فى مواجهة أنشطة التجسس.. تسلط الضوء على بيروقراطية التنظيم وافتقاره لمرتبات المقاتلين.. وتحكمات القادة للسيطرة على كل كبيرة وصغيرة مليشيات تنظيم داعش - صورة أرشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة الديلى بيست وثائق مسربة من داخل إدارة التنظيم المسلح داعش، تكشف عن المتاعب التى يعانى منها التنظيم مع الاختلاس المالى، وتسلل جواسيس معادين له داخل منظومته الإرهابية، والاقتتال الداخلى بين أجهزته البيروقراطية.
 
 
الوثائق التى استحوذت عليها فى الأصل مليشيات متمردة سورية بالقرب من دمشق كانت مختومة من قبل "وزراء" الدولة المزعومة للتنظيم، بينها ما يكشف عن المرتبات التى دفعها التنظيم بعملة الدولار الأمريكية لمقاتليه وأسرهم خلال العام الماضى.
 
 
وتكشف الوثائق عن كم الروتين والبيروقراطية اللذان يجتاحان التنظيم المسلح، حيث يحاول قادة التنظيم السيطرة وإدارة كل كبيرة وصغيرة فى التنظيم، بداية من طلب الأسلحة والذخائر، وانتهاء بالموافقة على الإجازات.
 
                                       
وكان قد نشر الوثائق شخص يدعى "ماهر الحمدان" الذى يشغل منصب المتحدث الإعلامى لكتيبة "أحمد عبده"، وهى مليشيات متمردة تتلقى دعمها المالى من الأردن، مما يعنى دعمها أيضا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية أخرى مشاركة فى تحالف "أصدقاء سوريا".
 
 
وقال الحمدان للديلى بيست إن تنظيمه عثر على تلك الوثائق مع جثة القائد الداعشى "أبو على العراقى"، الذى قتل فى معركة جمعت بين مليشيات "أحمد عبده" وتنظيم داعش بالقرب من الحدود السورية – الأردنية فى شهر يونيو المنصرم.
 

إحدى الوثائق المسربة

 
وأضاف الحمدان للصحيفة الأمريكية أن المعركة شهدت مقتل 19 من صفوف تنظيم داعش، ومقتل واحد وإصابة 4 من صفوف كتيبة "أحمد عبده".
 
 
وتقول الديلى بيست أن الوثائق عبارة عن مجموعة من المراسلات بين قادة ومسؤولى التنظيم المسلح داعش، وتحمل قدرا كبيرا من الإحراج للتنظيم الذى يدعى القوة وتوسعه فى مزيد من المناطق والأراضى، رغم حرب الاستنزاف التى يتعرض لها منذ 3 سنوات، وخسائره فى العديد من المعارك فى كل من سوريا والعراق.
 
 
فى إحدى الرسائل التى يعود تاريخها إلى 3 شعبان 1437- أى 10 مايو 2016 بالتقويم الميلادى- إلى والى أو حاكم التنظيم فى ولاية دمشق، تشكو فشل التنظيم فى مواجهة التجسس داخل مدينة الضمير الواقعة على بعد 40 كلم شمال شرق العاصمة السورية دمشق.
 
 

وثيقة مسربة لتنظيم داعش

 
الرسالة تروى كواليس عملية عسكرية ضد كتيبة "أحمد عبده" المذكورة باسم الـ"صحوة" فى داخل متن الرسالة، كان من المنتظر أن يقودها أمير فى التنظيم يدعى "أبو حذيفة الغوطانى"، لكن تبين أن الغوطانى عميل مزدودج.
 
 
الرسالة تصف الغوطانى بالمرتد بعد محاولته جمع كل قادة التنظيم العسكريين بمدينة ضمير فى إحدى المناطق بحجة شن عملية عسكرية ضد تنظيم الصحوة، لكن انكشف تواصله مع تنظيم الصحوة فى نفس الوقت، حيث كان يخطط لاغتيال كافة قادة تنظيم داعش العسكريين فى المدين بزراعة ألغام وقنابل مفخخة بمكان تجمعهم.
 
 
وتروى الرسالة أن العملية فشلت "بمشيئة الله"، لكن الغوطانى تمكن من الهرب وفى حوزته مبلغ قدر بـ6500 دولار (ما يقارب 65 ألف جنيه مصرى)، وكاميرا ومتفجرات بلاستيكية ودوائر كهربائية، و مسدس 8.5 ملم وبندقيتين روسيتين، و1500 رصاصة روسية و7 قنابل يدوية، لينتقل إلى معسكر الصحوة.
 
 
بعد أن علم "أبو اليمن" وهو قائد الأمن العام داخل تنظيم داعش بولاية دمشق بالاختراق الذى تعرضت له صفوف التنظيم، قام بتعطيل الدعم المالى واللوجيستى لقادة التنظيم العسكريين فى المنطقة، وفقا لما روته الرسالة.
 
 
وذكرت الرسالة مجموعة من الهجمات التى شنها التنظيم ضد تنظيم الصحوة أو كتيبة "أحمد عبده"  انتقاما من الاختراق الأخير، ليتمكنوا من اغتيال 2 من السلاح الهندسى للكتيبة، ومقاتل أخر يتبع للتنظيم.
 
 
وترى صحيفة الديلى بيست أن فشل تنظيم داعش فى مواجهة اختراق أمنى وأنشطة تجسس أمر جدير بالملاحظة، خاصة أن اعتماد التنظيم على الأنشطة الاستخبارية والتجسس على غرار أساليب جهاز الاستخبارات الروسى "كى جى بى"، ساهم بشكل كبير فى سيطرة التنظيم على العديد من المناطق والمدن خلال وقت قصير بين عامى 2013 و2014.
 
 
ويقول الباحث السورى "أيمن جواد التميمى" الذى يجمع وثائق داعش ويحللها بأن الوثائق المسربة توفر نظرة متعمقة داخل مشاكل التنظيم فى توزيع الرتب العسكرية والقيادية، وتفضح عيوب التنظيم الأمنية الذى يستخف بمنافسيه فى الجنوب.
 
 
وقد تذيلت الرسالة الغير موقعة ملاحظة تشى بعدم رضا مقاتلى التنظيم عن المرتبات التى تقدم لهم، خاصة بالمقارنة للمرتبات التى كانوا يحصلون عليها خلال العامين الماضيين اللذان شهدا ازدهار اقتصادى للتنظيم الإرهابى.
 
 
رسالة أخرى بتاريخ 25 أغسطس الجارى كشفت عن مرتب لإحدى مقاتلى تنظيم داعش فى صفوف كتيبة "فتح القريتين" ويدعى "أبو مسلم المهاجر"، وتكشف الرسالة عن تلقى المقاتل لمبلغ وقدره 50 دولار شهريا، إلى جانب 50 دولار أخرى لزوجته، وتعرض الرسالة جدول لمرتب المقاتل، يضم خانات للمبالغ النثرية، ونفقات المحظيات أو السبايا، وعلاوة العيد.
 
 
وهناك رسالة أخرى لمقاتل يدعى "أبو سليمان المهاجر" يطالب فيها قيادة التنظيم بعطلة لمدة أسبوع يقضيها فى مدينتى دير الزور والرقة، وقد منح الموافقة التى اهتمت بوضع ملحوظة تحث المقاتلين على الدقة فى المواعيد، وإلا سيتم محاسبتهم وفقا لمواد الشريعة الإسلامية.
 
 
وأشارت صحيفة الديلى بيست الأمريكية إلى رسالة أخرى من مقاتل يدعى "أبو حمزة الكردى" وهو وفقا للرسالة مدير عام "لجنة الحرب"، فى الرسالة المبعوثة إلى ديوان حرب التنظيم يطالب الكردى بمرتبات متأخرة لمدة 3 شهور لزملائه فى اللجنة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة