بدأت صقور حركة حماس، فى التحرك لإفشال الجهود العربية، التى تقودها القيادة المصرية، لرأب الصدع الداخلى بين أبناء حركة فتح، عبر أذرعها وأبواقها الإعلامية لترسيخ الانقسام داخل أروقة حركة فتح، وإفشال أى تحركات يمكن أن تنهى الانقسام الداخلى بين أبناء الحركة الوطنية، التى يتميز تاريخها بالنضال والتضحية لخدمة القضية الفلسطينية وتحرير التراب الوطنى.
وأكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى فى قطاع غزة، أن حركة حماس وبعض الأطراف الفتحاوية الرافضة للمصالحة الوطنية بين أبناء فتح، أن تحركات تقودها قيادات وصقور حركة حماس لصالح أطراف إقليمية، رافضة لأى تحرك تقوده القاهرة، لإنهاء الانقسام الفلسطينى، مشيرة إلى أن خروج بعض قيادات فتح للترويج بأن المصالحة الفلسطينية مع حماس هى السبيل الوحيد لخدمة القضية الفلسطينية.
وأوضحت المصادر، أن حالة من القلق تنتاب القيادة السياسية الحمساوية، من توحيد صفوف فتح تحت راية واحدة، وهو ما سيعزز قوة الحركة فى الشارع مقابل تراجع شعبية حركة حماس، التى دفعت بقطاع غزة إلى 4 حروب دمرت البنية التحتية وراح ضحيتها الآلاف.
وبالرغم من وجود بعض القيادات الحمساوية التى ترحب المصالحة الداخلية بين أبناء فتح، مثل القيادى أحمد يوسف، الذى هنأ أبناء حركة فتح بالمصالحة المرتقبة، مرحبا بالتئام الشمل بين الفلسطينيين، واصفا إياها بـ"الخطوة" التى يأمل أن تعقبها خطوات على طريق تعزيز المشروع الوطني الفلسطينى.
فيما سعى موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسى لحركة حماس، والمرشح بقوة لخلافة خالد مشعل، لمحاولة لإفشال المصالحة الداخلية بين أبناء حركة فتح، زاعما أن الرئيس محمود عباس أبو مازن لا يخشى على منصبه من حركة حماس، بل يخشى استبداله بعضو المجلس التشريعى الفلسطينى محمد دحلان، مدعيا أن الرئيس محمود عباس يرفض المصالحة الوطنية بين أبناء حركة فتح، قائلاً أنه لو توفرت الإرادة السياسية لأنجزها "ابو مازن" خلال 24 ساعة، لكنه لا يريد المصالحة، آملاً فى أن تفشل حماس فى القطاع، وتعود غزة إلى حكم السلطة بشكل آلى، ويتم الحاقها فى الضفة دون اتفاق.
وبالرغم من محاولات صقور حماس الخبيثة، لضرب الجهود المصرية العربية، التى تقودها السلطات المصرية لإنهاء الخلاف الفتحاوى، يلتزم أبناء حركة فتح الصمت وعدم الانسياق، لم ترغب فيه حركة حماس من حملات إعلامية بين أبناء فتح، لخدمة مشروعها وتعزيز موقفها فى الانتخابات البلدية، المقرر لها أكتوبر المقبل.
واستشعرت حركة حماس بخطر ما يحدث من جهود لتوحيد فتح، على مشروعها الذى تحمله فى غزة، جراء ما تقوم به الدول العربية بقيادة مصر من العمل بوتيرة أسرع، لإنهاء الخلاف بين أبناء حركة فتح، وغلق صفحة الانقسام الداخلى لتعزيز المشروع الوطنى، عقب زيارة خمسة أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح للقاهرة، والاجتماع مع جهات مصرية وأردنية، لبحث ملف لم شمل حركة فتح.
وبدأت وسائل الإعلام التابعة لحماس، بنشر وثائق مزيفة حول فصل حركة فتح لـ 400 عضو، وذلك لاستهداف الجهود الراهنة، لإنهاء الخلاف والتى وصلت لمراحل متقدمة، واشتدت الهجمة على حركة فتح من قبل حماس مؤخرا، وذلك بالتزامن مع الاستعدادات لخوض الانتخابات المحلية المقرر أجراؤها فى الثامن من شهر أكتوبر المقبل، ودفعت حماس بوسائلها الإعلامية المختلفة فى حرب دعائية مفتوحة لضرب فتح.
واستمرارا للتحركات الجارية لضرب وتعزيز الانقسام داخل أروقة حركة فتح، أكد رفيق النتشة، رئيس هيئة مكافحة الفساد ،أنه أيا من القضايا الموجهة ضد عضو المجلس التشريعى الفلسطينى محمد دحلان، لن تسقط فى حال تمت أى مصالحة بينه وبين الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن واللجنة المركزية لحركة فتح، وهى التصريحات التى تلقفتها وسائل إعلام حماس لتعزيز الانقسام الفلسطينى، وتواصل حماس عبر أبواقها الإعلامية الزعم بأن ضغوطات تمارس على الرئيس أبو مازن، للقبول بالمصالحة داخل فتح، وهو ما فندته اللجنة المركزية لحركة فتح فى اجتماعها الأخير، بالتأكيد على إدراك القيادة الفلسطينية لضرورة إبرام مصالحة داخلية وتوحيد صفوف فتح، لخدمة المشروع الوطنى الفلسطينى.
وكشف موقع دنيا الوطن الفلسطينى النقاب عن تحرك مصرى أردنى سعودى إماراتى، تجاه حل القضايا العالقة فى الداخل الفلسطينى، وصولا لعقد مؤتمر دولى للسلام للضغط على إسرائيل للقبول بمبادرة السلام العربية، التى سيتم تعديلها.
ونقل الموقع عن مصدر عربى رفيع المستوى، أن اجتماعات مكثفة عقدت فى الآونة الأخيرة للدول صاحبة خارطة الطريق وهى مصر - الأردن -الإمارات والمملكة العربية السعودية، مؤكدة أن عقد الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها فى الثامن من أكتوبر المقبل، سيسبقها مصالحة فتحاوية داخلية، تجمع اللجنة المركزية للحركة مع العضو المفصول منها محمد دحلان، مشيرا إلى أن الأخير موافق على اتمام المصالحة المذكورة، دون عودته إلى عضوية اللجنة المركزية، مع توقعات بعودة عضويته فى فتح.
وانفرد "اليوم السابع" منذ أكثر من عام بالتحركات التى تقودها الدولة المصرية، للمصالحة بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن وعضو المجلس التشريعى الفلسطينى، لتوحيد صفوف حركة فتح وإنهاء حالة الانقسام والتشتت التى دبت فى قلب الحركة الوطنية، التى حملت مشروع التحرر الفلسطينى لمدة سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة