فى سنة 1991م توجه إلى الأردن ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبيل حرب الخليج الثانية بسبب وفاة ابنته ناديه التى تسكن فى كاليفورنيا حيث أقام فيه 3 أشهر أو أكثر بعدها توجه للسكن فى عمان الأردن ثم غادرها إلى دمشق وأقام فيها حتى وفاته عام 1999.
وبعد حرب الخليج وحصار بغداد كتب كتاب المراثى 1995، الحريق 1996، خمسون قصيدة حب 1997، البحر بعيد اسمعه يتنهد 1998، ينابيع الشمس - السيرة الشعرية 1999
فى كتاب المراثى يقول "مولاى جلال الدين جسدى فى "تبريز" وروحى هائمة فى بحر الروم، شمسك أخفتها عنى كتب اللاهوت، ها أنذا أرقص وحدى، ناى الريح يئن جريحاً ولسانى مقطوع، بدمى أسبح لكنى ومريدوك حضور، أخفى وجعى القاتل فى "تبريز" فبماذا أداوى قلبى المجنون. لعالم معنى فى اللامعنى والفكر مرايا وجهك فيها مطبوع. أجسادٌ ونيازك تسقط من أعلى ذهب مصهور.جمجمة باضت فى داخلها أفعى رأس امرأة يظهر من بين الأجساد يُتَوِّجه النور. أمذنب "هالي" هذا أم وجه مسيح مصلوب؟ بدمى أسبح مذ جئت لهذى الدنيا فلماذا أخفت شمسك عنى كتب اللاهوت؟ عشقى عدمٌ ووجود، وغيابى مولاي، حضور الناى المسحور يئن جريحاً وأنا ارقص مذبوحاً فى الريح".
فى شعره ثقافة، فكر، فلسفة وألحان. فعبد الوهاب البياتى عندما ينظم قصائده، يكون وكأنه فتح كتب التاريخ والجغرافيا، وذهب بعيداً فى عالم الأساطير، وران بنظره إلى عالمه، ساكباً ذاك كله فى قالب موسيقى مفاتيحه الموسيقية كلمات وعبارات تستأنس بها النفس، ويرنو إليها الفكر، ويقف عند عتباتها العقل متأملاً بذاك الإبداع الإنسانى الذى لا يقف عند الإبداع النظمي؛ بل هو يتخطاه إلى إبداع ذاك الإنسان بكل ما لديه من طاقات أدبية وفكرية وإنسانية راقية.
وفى سنة 1999 كتب متغزلا فى دمشق التى كان يعيش فيها:
دمشق صارت وطناً للذي
أحبها في القرب والبعد
حبي لها قصيدة في دمي
كتبتها وجداً على وجد
ويقول فى قصيدة الطريد:
حلمت
أني هارب طريد
في غابة
في وطن بعيد
تتبعني الذئاب
عبر البراري السود والهضاب
حلمت
والفراق يا حبيبتي عذاب
أني بلا وطن
أموت في مدينة مجهولة
أموت
يا حبيبتي
وحدي بلا وطن
موضوعات متعلقة..
كتاب جديد عن الخطاب الشعرى عند عبد الوهاب البياتى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة