تستضيف العاصمة الكازاخستانية أستانا، بعد غدٍ الاثنين، مؤتمراً دولياً تحت عنوان "من أجل عالم خالٍ من السلاح النووى"، بدعوة من الرئيس نور سلطان نزار باييف .
ومن المتوقع أن يشارك فى المؤتمر رؤساء دول وممثلون عن الأمم المتحدة وبرلمانيون من العالم ومن الدول العربية، بالتعاون مع شبكة "برلمانيون من أجل عدم انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح" الدولية التى سبق وأطلقت مبادرة "شرق أوسط من دون نووى"، بالإضافة إلى مشاركة خبراء فى منع التسلح وقيادات دينية وجمعيات أهلية دولية.
ويشهد المؤتمر عرض تقارير دولية عن خطورة انتشار السلاح النووى والتشاور حول كيفية الحد منه، كما سيزور المشاركون مواقع التجارب النووية فى سيميبالاتينسك والمتحف هناك .
وتحتفل كازاخستان مع العالم بذكرى مرور ربع قرن على تخليها عن الترسانة النووية السوفيتية، لتتذكر أيضاً آلاف الضحايا الذين سقطوا جراء التجارب النووية التى كان يجريها الاتحاد السوفيتى على مدى قرابة نصف قرن على أراضيها، فى مقاطعة سيميبالاتينسك، حيث كانت مخازن الأسلحة النووية فى كازاخستان تحتوى على 104 صواريخ من طراز إس إس-18 ذاتية الإطلاق وتحمل 1216 من الرؤوس النووية، إلى جانب قاعدة ضخمة لإنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
ويصف نزار باييف، فى كتابه "قلب العالم"، مرحلة كان يتنازع فيها تياران، أحدهما يبرر الاحتفاظ بالسلاح النووى لأنه يضع كازاخستان فى صف الدول العظمى، ويشكل ضماناً للأمن ورادعاً لمطامع الخصوم فى ظل الثغرات بالأسلحة التقليدية، إضافة إلى أهميته العلمية والتقنية المتطورة، وتيار معاكس يدعو إلى التخلى عن النووى لأسباب عدة، منها النفقات المادية الضخمة التى كانت ستتحملها كازاخستان، إضافة إلى التبعات الجيو سياسية المعقدة فى محيط آسيا المركزية ومنظومة الأمن الشامل، إلا أن احتفاظ كازاخستان بمخزونها الذرى كان من شأنه أن ينسف نظام حظر انتشار الأسلحة النووية التى تشكل على مدار عقود طويلة وأن يرتب على الدولة عواقب سياسية خطيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة