أحمد إبراهيم الشريف

«شارلى إبدو».. إعلام صناعة الكراهية

السبت، 27 أغسطس 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الواضح أن «شارلى إبدو» الفرنسية تعرف معنى مختلفاً للإعلام ولفن الكاريكاتير، غير الذى يعرفه الجميع، فهى لا تقوم بالنقد والسخرية أو الإعلام أو الإعلان أو الإخبار أو التحقيق أو التحليل أو الرصد أو غير ذلك من فنون تقديم الحقيقة وعرضها، لكنها تعرف ققط كيفية صناعة الكراهية.
 
الذين يتابعون الأحداث فى الفترات الأخيرة يعرفون أن هذه الـ«شارلى إبدو» تسببت فى كثير من الكوارث فى فرنسا التى أصابتها هى على المستوى الشخصى بعد التفجير الذى راح ضحيته عدد من فنانيها الرئيسيين، يومها تعاطف الناس معها وضد من قاموا بهذه التفجيرات وأدانوها، لكن ظل ما تقدمه مثيرا للجدل ولم يتعاطف معه الكثيرون.
 
فالمجلة لا تقصد مما تفعله شيئا إيجابيا، هى فقط وضعت فرنسا أمام «بندقية الإرهاب» بلا داع، لأن المتطرفين للأسف لا يعرفون الفارق بين الكل والجزء، فاعتبروا تطاول «شارلى إبدو» هو تطاول الفرنسيين جميعا، لذا وجدنا الكثير من الحوادث الإرهابية فى الفترة الأخيرة تحدث فى فرنسا، ولعل آخرها ما حدث فى مدينة «نيس».
 
وعلى الرغم من كون القائمين على المجلة قد قرروا فى فترة سابقة بعد الحادث المرفوض الذى أصابهم بأنهم سوف يبتعدون عن الذى يستفز المسلمين، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك ولعل آخر ما فعلوه هو الصورة المرسومة لرجل ملتحٍ وامرأة منتقبة، لكنهما عاريان تماما على شواطئ فرنسا، مما دفع الناس للحديث مرة أخرى عن استفزاز المجلة وتعمدها التقليل من المسلمين والتشهير بدينهم، وللأسف لو حاولت أن تشرح للناس أن هذه المجلة مستفزة للجميع وليس المسلمين فقط وأنها تتعرض للأديان جميعها والمعتقدات عامة والأفكار بأنواعها المختلفة، فلن يصدقك أحد، وسيصرون على كون الدين الإسلامى فقط هو المضطهد فى أوروبا خاصة فى فرنسا.
 
علينا أن نعترف أننا منحنا هذه المجلة قدرا أكبر مما تستحقه، عندما جعلنا منها مرصدا لفهم كيف يتعامل الغرب مع الإسلام، وعندما منحناها مساحة كبيرة من الصحافة الغربية، وهى فى حقيقتها تشبه كثيرا من المجلات والصحف المبثوثة فى العالم التى تقوم على صناعة شهرتها بتبنى الفكر المثير للجدل أكثر من كونه مفيدا أو ممتعا أو حقيقا، ولا أعتقد أن الغرب يتابع شارلى إبدو كما نتخيل نحن ولا يتخطف الناس أعدادها عند صدورها، فما هى إلا واحدة من التشوهات التى تعكس ما وصل إليه العالم، وهذا لا يعنى التحريض ضدها، فإن اختفت سيظهر غيرها ممن يتبعون الطريق نفسه، لكن، فقط، علينا ألا نعطيها مساحة كبيرة من حياتنا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة