"أمس ولى وغدا لم يولد" عبارة قصيرة كحياته هكذا عاش سنوات عمره طائرا يهوى الحياة، يسعى إلى البراح، لا يقيده قيد أو يعرقله عائق، ومع هذا قرر أن يقضى فترة خدمته الشرطية فى سيناء مدافعا عن موطنه، فى سبيل الحفاظ على أرضه، رافضا أن يسلب ولو شبرا واحدا منها، فى شدة الهجمات الإرهابية على رجال الشرطة، رفض الهروب وقبل المواجهة، لم يطلب نقله بالرغم من انتهاء فترة خدمته القانونية فى سيناء، بل تقدم بطلب للاستمرار حتى فاضت روحه إلى بارئها وانضم إلى كتائب الشهداء، موصيا من خلفه باستكمال المسيرة.
استشهد النقيب محمد أنور نتيجة انفجار لغم زرعته عناصر إرهابية استهدف سيارة الشرطة التى كان يستقلها، فى منتصف شهر يونيو الماضى، تتحدث والدته السيدة عفاف شاش للمرة الأولى عن حياته واستشهاده لليوم السابع قائلة "محمد ابنى الأصغر، حيث إنه الوحيد فى الذكور، ويكبره 3 بنات، كان مثالا للابن البار، دائما ما كان يجتهد لإشعار من حوله بالسعادة، يحب الجميع والجميع يبادله نفس الشعور، فور تخرجه من أكاديمية الشرطة بدأ عمله بقسم شرطة الوراق بمديرية أمن الجيزة، ثم نقل إلى قسم شرطة الحسنة بوسط سيناء، واستمر عمله هناك حتى قضى 5 سنوات، وبالرغم من اشتداد الهجمات الإرهابية التى تستهدف رجال الشرطة، والتى أسفرت عن استشهاد العديد منهم، إلا أنه لم يطلب يوما نقله إلى محافظة أخرى، بل دائما ما كان يخبرها أن الرب واحد والعمر واحد، وأن الموت يأتى فى أى مكان دون أسباب.
وأضافت والدة الشهيد "عقب انتهاء الفترة القانونية التى يحق لمحمد انتقاله إلى مديرية أمن أخرى، خارج سيناء قرر أن يستكمل عمله فى تلك المحافظة، وألا يغادر حتى يكون بجانب زملائه للتصدى للجماعات الإرهابية، وأن يكون فى الصفوف الأولى للمواجهة، وهو ما دفعه للتقدم بطلب لقياداته للاستمرار فى العمل بسيناء، وكأنه كان يرغب فى الشهادة وينتظر دوره حتى يلحق بمن سبقوه من زملائه حتى تحققت رغبته.
وتابعت والدة الشهيد حديثها قائلة "قبل استشهاده بأيام، كان قد حضر للقاهرة للحصول على فرقة تابعة لعمله، وعقب وصوله أخبرها أن الفرقة تم إلغاؤها وأنه سيعود إلى سيناء فى اليوم التالى، وبالرغم من أنه كان يودعها قبل سفره إلى سيناء، إلا أن تلك المرة حاول المغادرة دون أن يوقظها من النوم، إلا أنها شعرت به فأسرعت إليه وودعته وكأنها كانت تشعر أنها المرة الأخيرة التى ستودعه فيها، وبعد مرور أيام كان من المقرر أن يعود إلى القاهرة فى إجازته الشهرية، حيث كان من المقرر أن يصل فجرا، وعقب استيقاظها من النوم الساعة السابعة صباحا فوجئت أنه لم يصل، سارعت إلى الهاتف تتصل عليه للاطمئنان على سبب تأخره، إلا أنها فوجئت بصوت شخص آخر يجيبها، سألته عن "محمد" فكان جوابه "احتسبيه عند الله شهيدا.. محمد مات"، حينها شعرت أن روحها تكاد تنخلع منها، قلبها فى طريقه للتوقف، حبيبها وسبب بقائها على قيد الحياة كما تصفه دائما لن يكون بجانبها مرة أخرى، لن يلتقيا أبدا.
واستكملت والدة الشهيد قائلة "محمد كان يحب الغروب، يعشق مشهد رحيل الشمس واختفائها فى نهاية اليوم، كنت أشعر أن حياته ستغرب أيضا قريبا، وأنه كما يقال "ابن موت"، دائما ما كان يردد مقولة "أمس ولى وغدا لم يولد"، يحب أن يعيش يومه دون تفكير فى المستقبل، حتى شقته التى تم شراؤها للزواج فيها، رفض الإقامة بها، وكان دائما ما يخبرها أنها ليست من نصيبه وأنه لن يتزوج بها.
عقب استشهاده وردنى اتصال من سائق السيارة التى كان يستقلها محمد والتى استهدفتها العناصر الإرهابية، كان يرغب فى عزائى، فطلبت منه أن يحكى لى اللحظات الأخيرة فى حياة "محمد"، فحدثنى قائلا إن ضابط آخر كانت مهمته الخروج فى تلك المأمورية لنقل المتهمين بسيراة الترحيلات، إلا أن الشهيد محمد طلب منه أن يرافق القوة الأمنية بدلا منه، وعقب استقلاله السيارة بجوار السائق ذكر بعض الأدعية، ثم فتح مشغل الهاتف المحمول على إحدى سور القرآن الكريم، ووضع السماعة فى أذنه، وعقب انطلاق السيارة وسلوكها الطريق بدقائق وقع الانفجار، تطايرت شظايا اللغم فأصابت الشهيد برأسه ففاضت روحه إلى بارئها ليحصل على الشهادة فى سبيل الله.
وأنهت والدة الشهيد حديثها قائلة محمد كان يتمنى أن تصبح مصر متقدمة مثل الدول الأوروبية، قبل شهور من استشهاده حصل على إجازة وسافر إلى روسيا، وعاد يحلم أن تتحول مصر إلى دولة حديثه، ووطن يحبه أبناؤه، وأن يؤدى كل مسئول عمله بإخلاص، وأن يبذل كل مواطن جهده من أجل رفعة وطنه، وأضافت قائلة "أطلب من زملائه بالشرطة والقوات المسلحة، أن يستكملوا مسيرته، وأن يبذلوا الغالى والنفيس من أجل الوطن، حتى لا تذهب تضحية نجلها وزملائه هدرا".
والدة الشهيد تحكى عن وداعه
الشهيد النقيب محمد أنور
لحظات الغروب التى كان يحب مشاهدتها
الشهيد محمد أنور قضى 5 سنوات فى سيناء
الشهيد تقدم بطلب للبقاء فى عمله بسيناء
الشهيد تمنى أن تصبح مصر كالدول المتقدمة
والدة الشهيد تحتفل بعيد ميلاده
الشهيد أثناء زيارته لروسيا
الشهيد كان يحلم بمصر دولة حديثة مثل الدول الأوروبية
الشهيد محمد أنور استشهد نتيجة تفجير نفتذه عناصر إرهابية بسيناء
والدة الشهيد: كنت أشعر أن حياة ابنى قصيرة
الشهيد ولحظات الغروب بسيناء قبل أن ينال الشهادة
عدد الردود 0
بواسطة:
Haiam alazezy
تحيه لكاتب المقال
اللهم ارحمه وارضي عنه ونحتسبه عندك ياالله من الشهداء المقربين يارب وبارك الله في كاتب هذا المقال الاستاذ بهجت ابو ضيف وجزاه عن الشهيد خير الجزاء حفظك الله وراعاك ووفقك لخير الدعاء والصلاح يارب
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
ربنا يرحمه ويعفو عنه ويدخله فسيح جناته
اللهم الهم اهله الصبر والسلوان
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو مبارك
الله يرجمه
الله يرجمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم عبد الحميد
الشهيد حى
ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون صدق الله العظيم الامان له ثمن وانشاء الله سناء سوف تكون ارض امان دفع ثمنها هؤلاء الشهداء من ايناء الوطن المخلصين دعيا المولى عز وجل ان يتغمدة برحمة واسعة