رغم كثافة الإنتاج الدرامى التليفزيونى، وضخامته كل عام، والمليارات التى ترصد له من قبل المنتجين، والتى بدأت بالتربيطات والتعاقدات مع النجوم وكتاب السيناريو على المسلسلات القادمة التى ستعرض فى موسم دراما رمضان 2017، إلا أن الجميع لا يلتفت لمسلسلات دخلت "الثلاجة" منذ سنوات، وتؤجل من عام بعد آخر، ولا أحد يعرف السبب، فهل تخلت الدولة عن تلك المسلسلات فتخلى عنها نجومها، واعتذروا وانسحب مخرجوها، وفقد الأمل كتابها فى خروجها للنور؟ .
أكثر من 40 سيناريو انتهى كتابها منها وحصلوا على "عرابين"، ولم تنفذ فى القطاعات الإنتاجية الحكومية، ويتم تأجيلها عاما بعد عام، الأمر الذى أصبح مستفزا لصناعها لدرجة أن بعض أبطالها ينسحبون ويرشح غيرهم فينسحبون، وأصبحت هذه السيناريوهات برغم جديتها وأهميتها سيناريوهات منفرة للنجوم، برغم أنها جيدة الصنع، وتعيد المسلسل التاريخى والدينى والسيرة الذاتية للظهور مرة أخرى فى دراما رمضان.
أول هذه المسلسلات مسلسل "طلعت حرب" للمخرجة أنعام محمد على الذى دخل ضمن خطة مدينة الإنتاج الإعلامى منذ أكثر من 7 سنوات، ومازال يؤجل عاما بعد عام، ويرشح لبطولته نجوم عدة كان آخرهم كمال أبو رية.
ومن المسلسلات المجمدة أيضا فى "ثلاجة" مدينة الإنتاج الإعلامى، التى توقفت على الإنتاج برغم مكاسبها الكبيرة من تأجير الاستديوهات وأماكن التصوير للمسلسلات الأخرى، مسلسل "مداح القمر" الذى مر على بداية التفكير فى خروجه للنور أكثر من 10 سنوات، فقد كان هذا المشروع حلم المخرج مجدى أحمد على، لكنه تبخر وانسحب منه، وانسحب جميع الأبطال الذين رشحهم، وكان منهم محمد نجاتى، وهانى سلامة، والراحل ممدوح عبد العليم، إضافة لترشيح أبطال آخرين لدور وردة وعبد الحليم.
ومن ضمن المسلسلات الأخرى التى تم تجميدها مسلسل " شجرة الدر " فهذا المسلسل كان حلما لإلهام شاهين، ثم رشحت له الفنانة نادية الجندى، ومر على الفنانة وفاء عامر، ثم غادة عادل، وفى النهاية من المفترض أن تقوم ببطولته سلاف فواخرجى، وهو من تأليف الكاتب الكبير يسرى الجندى، الذى حصل على عربون من أجره، ولم ينفذ العمل من قبل قطاع الإنتاج الذى أصبح جهة منتجة اسما فقط، ولا ينتج فعليا أى عمل.
أما مسلسل الملك النمرود، فقد تم تجهيزه وبناء ديكوراته ولكنه تجمد هو الآخر، ودخل ثلاجة التليفزيون المصرى، ويقال إن المسلسل قد تم تصوير جزء منه ولكنه توقف تصويره، بسبب حجز الضرائب على 12 مليون جنيه من أموال المنتج عادل حسنى، وهو المبلغ الذى كان حسنى قد خصصه كميزانية مبدئية للعمل بمشاركة قطاع الإنتاج الذى تخلى هو الآخر عن المسلسل، وبلغت ميزانية ديكوراته 3 ملايين جنيه .
ومن المسلسلات المؤجلة أيضا مسلسل «عصر الحريم» الذى كانت مرشحة لإخراجه إيناس الدغيدى، وكتب السيناريو والحوار له مصطفى محرم، وتدور أحداثه حول كواليس عالم الجوارى داخل قصر الخديو إسماعيل، وهذا المسلسل مؤجل منذ سنوات أيضا، وكانت مرشحة لبطولته نيللى كريم، كما تم تأجيل مسلسل الأميرة ذات الهمة، بطولة وفاء عامر، ويدور حول حياة إحدى أميرات التاريخ الإسلامى القديم التى تحمل اسم (الأميرة ذات الهمة) وكتبه السيد محمد عيد نفس مؤلف مسلسل طلعت حرب، وويواجه مصير مسلسلات كثيرة فى طور التجميد، مثل محمد على، مشروع الكاتبة لميس جابر، ومسلسل مصطفى محمود حلم النجم خالد النبوى، ومسلسلات أخرى كثيرة، فكل هذه الأعمال وغيرها تقدم سيرا شعبية وتاريخية، تأتى أهميتها فى إظهار الدور التنموى لمصر، فالدراما التاريخية مهمة لأنها توثق لتاريخنا وأبطالنا القوميين، وتسهم فى بناء الثقافة القومية والانتماء، والمشاهد المصرى والعربى دائماً فى حاجة إلى الأعمال التاريخية خاصة الشباب حتى يتعرفوا على تاريخهم بشكل جيد، وتزيد قيمة تلك الأعمال فى هذه الأوقات المتوترة التى تعيشها مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة