ذات يوم.. اختفاء الإمام الشيعى موسى الصدر فى ليبيا.. واتهام القذافى

الخميس، 25 أغسطس 2016 10:00 ص
ذات يوم.. اختفاء الإمام الشيعى موسى الصدر فى ليبيا.. واتهام القذافى الإمام الشيعى موسى الصدر
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جهز الفنان سمير صبرى الكاميرا وجلس أمام رجل يرتدى عباءة سوداء وعمامة سوداء، لكنه فى غاية التواضع والبساطة دائم الابتسام وسعيد جدا بزيارته إلى الإسكندرية.
 
كان صاحب الزى الأسود هو الإمام الشيعى موسى الصدر، المولود فى إيران عام 1928، والقادم إلى لبنان عام 1955 ثم استقر نهائيا فيها عام 1959، ومن مدينة صور انطلقت مسيرته الدينية والسياسية والاجتماعية».
 
يؤكد سمير صبرى أن اللقاء كان بالصدفة فى الإسكندرية أثناء تسجيله مع فرقة فنية شبابية لبرنامجه «النادى الدولى»، وتم بنصيحة من صديقه الصحفى اللبنانى محمد بديع سربيه صاحب مجلة الموعد لـ«أهمية صاحب الزى الأسود» فذهب «سمير» إليه وتعارفا وتبادلا الكلام، وتحدث «الإمام» عن عشقه للشعر العربى القديم، وغناء محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، وسفره إلى ليبيا من الإسكندرية ثم العودة إليها، واتفقا على اللقاء لإجراء الحوار التليفزيونى بعد العودة.
 
ذهب «الصدر» إلى ليبيا للقاء رئيسها معمر القذافى، وحسب موقعه على الإنترنت وطبقاً لتقرير موسع بعنوان «خلاصة قضية إخفاء الإمام وأخويه فى ليبيا»، فإن هذه الزيارة تمت ضمن جولة له على دول عربية للدعوة إلى مؤتمر قمة عربى محدود بعد اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان، وحصلت الزيارة بناء على إشارة خاصة من الرئيس الجزائرى هوارى بومدين أثناء اجتماع الصدر به، حيث إن لـ«القذافى» تأثيرا على مجريات الوضع العسكرى فى لبنان من واقع علاقاته مع جماعات لبنانية وفلسطينية داخلها.
 
 وصل «الصدر»  فى مثل هذا اليوم «25 أغسطس 1978» وبصحبته الشيخ محمد يعقوب والصحفى عباس بدر الدين، ونزل فى فندق «الشاطئ» بمدينة طرابلس، وانقطعت اتصالاته بالعالم الخارجى على خلاف عادته فى أسفاره، حيث كان يكثر من الاتصالات بأسرته وبالمجلس الإسلامى الشيعى الأعلى فى لبنان.
 
فى وقائع الزيارة، أنه كان هناك موعد للاجتماع مع القذافى «ليل 29 /30 أغسطس» لكن القذافى ألغاه خلال اجتماعه مع لبنانيين آخرين كانوا يجتمعون به وهم، بشارة مرهج، طلال سليمان، أسعد المقدم، منح الصلح، بلال الحسن، محمد القبانى، وثبت من التحقيقات أن «الصدر» شوهد وهو يغادر الفندق مع أخويه بالسيارات الليبية الرسمية الموضوعة تحت تصرفهم يوم 31 أغسطس متجهين للاجتماع بالقذافى بدلا من الموعد الملغى.
 
اعترف القذافى بأن موعد هذا الاجتماع تحدد فعلا فى ظهر يوم 31 أغسطس الساعة الواحدة والنصف، لكنه لم يتم، وكما قال فى اجتماعه مع وفد من العلماء اجتمعوا به فى دمشق يوم 21 سبتمبر، بأنه فوجئ بمغادرة «الصدر» ومن معه ليبيا، غير أن تقرير «خلاصة قضية إخفاء الإمام وأخويه فى ليبيا» يذكر: «مصادر  عدة أكدت حصول الاجتماع ووقوع نقاش حاد خلاله وتباين شديد فى وجهات النظر بمسألة محنة لبنان والدور الليبى، وتأييد ذلك بشكل خاص فى حديث للعاهل السعودى الملك خالد وولى العهد الملك فهد فى حديثهما للوفد الذى زار السعودية لمناقشة هذا الموضوع، وأقوال صرح بها سرا وزير الخارجية الليبى «التريكى» تفيد بأن الإمام وأخويه احتجزوا بعد الاجتماع مع القذافى واستمروا محتجزين، وكانت أمكنة احتجازهم معروفة حتى فبراير 1979.
 
تجاهلت السلطات الليبية القضية فى البداية واكتفت بالقول أن «الصدر» غادر ليبيا، ولا تعرف مصيره بعد ذلك، وبعد اجتماع بين القذافى وياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقتئذ، صدر بيان ليبى رسمى يوم 17 سبتمبر يقول: «غادر الإمام الصدر ليبيا وأخويه دون إعلام السلطات الليبية مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة إيطالية»، وعلى أثر ذلك أوفدت السلطات اللبنانية وفدا أمنيا إلى إيطاليا للتحقق، وأثبتت التحقيقات أنهم لم يصلوا إلى روما، ولم يغادروا ليبيا فى الموعد والطائرة، التى حددتهما السلطات الليبية.
 
توالت الأحداث بعد ذلك، وبالرغم من اغتيال القذافى وتغيير نظام الحكم فى ليبيا، إلا أنه وحتى الآن لم تخرج رواية رسمية قاطعة حول الحدث، وبين رواية عبدالمنعم الهونى شريك القذافى فى ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 بأن الصدر قتل ودفن فى منطقة شبها جنوب ليبيا، وبين تأكيد عائلة الصدر بأنه مازال حيا، يبقى لغز القضية قائماً.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة