التحالف الداعى لرحيل الأسد يتفكك تدريجيا.. تركيا تتراجع وتعلن الحوار مع الرئيس السورى.. الموقف الأمريكى معلق وينتظر انتخابات الرئاسة.. روسيا والأكراد وراء تغيير المشهد

الأحد، 21 أغسطس 2016 02:30 ص
التحالف الداعى لرحيل الأسد يتفكك تدريجيا.. تركيا تتراجع وتعلن الحوار مع الرئيس السورى.. الموقف الأمريكى معلق وينتظر انتخابات الرئاسة.. روسيا والأكراد وراء تغيير المشهد بشار الأسد والرئيس الروسى فلاديمير بوتين
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تغيير مفاجئ فى الموقف التركى من رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، يدفع بالتساؤل عن مصير التحالف الذى يدفع بإصرار نحو رحيل الرئيس الأسد بعد خمس سنوات. من الحرب الأهلية التى دمرت واحدة من أقدم الحضارات فى الشرق الأوسط وشردت ملايين السوريين.

بين عشية وضحاها وبعد كثير من الإصرار والتشبث بضرورة رحيل الأسد قبل أى مفاوضات حول مستقبل سوريا، طالعنا رئيس وزراء تركيا بن على يلديريم، اليوم السبت، بالقول: "شئنا أم أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم فى النزاع فى هذا البلد ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية"، معتبرًا أن الرئيس الأسد هو أحد الفاعلين فى النزاع.

ربما يعتقد البعض أن تغير الموقف التركى يرتبط بحالة الإرتباك التى تجتاح المشهد فى أنقرة منذ محاولة الجيش التركى الفاشلة للإطاحة برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، يوليو الماضى، غير أن المتابع للشأن الدولى يدرك هذا التحول يعود إلى ما قبل ذلك بأسابيع.

فبعد أن وجدت تركيا نفسها فى عزلة جراء التوترات مع روسيا من جانب وإسرائيل من جانب أخر، سعت للتصالح معهم مرة أخرى. وتقدم الرئيس التركى باعتذار، لأول مرة، لروسيا عن إسقاط طائرة حربية روسية انحرفت إلى الأجواء التركية من الجانب السورى نوفمبر الماضى. كما سعى للتقارب مع إسرائيل والتصالح بعد سنوات من التوتر فى أعقاب حادث السفينة مافى مرمرة فى مايو 2011.

برزت نتائج مساعى أردوغان فى رد فعل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حيث أدان محاولة الإطاحة بأردوغان وعرض عليه المساعدة، وفى وقت سابق من الشهر الجارى التقى الرئيسين فى موسكو، فى لقاء بدا نقطة التحول بالنسبة للرئيس الأسد، الحليف الوثيق لروسيا، الذى لم يتخل عنه بوتين أمام الضغوط الدولية الكبيرة.

تغير الموقف التركى أيضا من الأسد يتعلق بشكل كبير بالأكراد فى سوريا وتركيا، الذين يسعون للاستقلال وتكوين دولتهم الخاصة، لذا فكلا النظامين فى سوريا وتركيا يرون أن الأكراد يشكل تهديدا مشترك لهما يحتاج التعاون بينهما، لاسيما فى ظل الدعم الأمريكى والدولى للقوات الكردية التى حققت نجاحا فى مواجهة تنظيم داعش.

لكن بشكل عام يدفع تغير الموقف التركى بالتساؤل عن مصير التحالف الداعم لرحيل الأسد والذى تشكله القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة من جانب ودول الخليج من جانب آخر.

فتغير الموقف التركى قد يعنى تفكك هذا التحالف لأسباب عدة، فأولا هناك قناعة أممية بأن الأسد يمثل مؤسسات الدولة السورية التى لاتزال قائمة. وطالما أكد ستيفان دو ميستورا، المبعوث الأممى الخاص لسوريا، أن الرئيس الأسد جزء حاسم من الحل لإنهاء الحرب فى بلاده ودحر العنف.

وهو الموقف الذى بدا أن وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيرى، نفسه مقتنع به. فقبل عام  قال كيرى أن على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع الرئيس الأسد لإنهاء الحرب فى سوريا. وهى التصريحات التى سرعان ما تبرأت منها الإدارة الأمريكية.

لكن ربما هناك قناعة من جانب كيرى بأن مشاركة الأسد، بعد سنوات من فشل المفاوضات مع المعارضة، أكثر واقعية من السياسة الخارجية لإدارة أوباما التى اثبتت عدم كفاءة واضحة، خاصة وأن ألمانيا، الدولة الأكثر تأثيرا فى سياسات الاتحاد الأوروبى، قد أقرت أيضا باحتمال ضرورة إجراء محادثات مع الرئيس الأسد لإيجاد مخرج للأزمة التى تسير فى عامها الخامس.

ويبقى الموقف الأمريكى من الأسد معلقا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية ورحيل إدارة الرئيس باراك أوباما، خاصة فى حال وصول المرشح الجمهورى دونالد ترامب للبيت الأبيض. وقد أكد ترامب مرارا أن قضية الولايات المتحدة ليست  الأسد وإنما مواجهة تنظيم داعش الإرهابى.

ويبقى الموقف الغامض حاليا هو ما يتعلق بدول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية التى تدعم فصائل المعارضة السورية، لكنها من جانب آخر حليف تربطها علاقات تعاون وثيقة مع النظام فى تركيا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة