https://www.youtube.com/watch?v=r41foRA-QvE
غبار وبراءة أظهرتا قبح العالم، إنها صدمة صورة الطفل الحلبى "عمران" الذى تتشابه مع الصدمة التى أحدثتها صورة الطفل "إيلان الكردى" ذو الثلاث سنوات، الذى توفى غرقا وقذفته الأمواج إلى إحدى الشواطئ التركية، لم يتغير شيئا تقريبًا بعد "الصدمة الأولى" سوى تغيير السياسة الأوروبية تجاه استقبال اللاجئين، فقد هزت الصورة الضمير الأوروبى وشعرت بالذنب تجاه هذا الطفل لأنها لم تستقبل العدد الكافى من اللاجئين، واستطاع هذا الطفل أن يفتح أبواب أوروبا أمام مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، فهل يمكن أن تأتى الصدمة الثانية بجديد؟.
"عمران" شأنه شأن الآلاف من الأطفال السوريين الذين وقعوا ضحايا الغارات الدامية المتواصلة على مختلف المدن السورية ولا يمكن لقصته إلا أن تنعى الإنسانية فى هذا العالم الذى يقف متفرجًا على مأساة السوريين منذ سنوات، ففى براءة تغطيها حيرة وصدمة جلس الطفل عمران غير مدرك لما يحدث حوله، هكذا نقلت الكاميرات التى أمامه صورته إلى العالم، فقد شاءت الأقدار أن يبعث عمران حيًا مرة أخرى من تحت أنقاض صنعتها الطائرات الروسية.
وفى لفتة إنسانية، لم تستطع مذيعة أمريكية أن تسيطر على مشاعرها بعد أن رأت صورة "عمران"، الذى يختصر وجه مدينته حلب، صورة تختزل الحكاية السورية بكل معنى الكلمة، فى المذيعة فى قناة "CNN" الأمريكية "كاتى بولدوان" غلبتها كلماتها حتى خنقتها وفاضت معها مشاعر إنسانية لم تتمكن معها من ضبط مشاعر يفترض فى مقدم النشرة الإخبارية أن يتحكم فيها، لكن صورة الطفل السورى عمران كانت أكبر من قدراتها، بكت المذيعة معلقة على مشهد "عمران" لم يبك ولو لمرة واحدة، أنه فى صدمة.. خسر عائلته فى سلسلة من الحروب والفوضى".. وتابعت "هذا هو عمران.. مازال على قيد الحياة..أردنا منكم أن تعرفوا".
"لله دركم يا عرب" فمن يدير الملف السورى الآن، روسيا وايران، والعرب أصبحوا خارج المعادلة، ويبدو أن تركيا اكتفت بحملة التطهير التى تقوم بها بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضى، هناك تفاهمات أوروبية روسية أمريكية فى الملف السورى، ليظل الحديث هنا عن هدنة فى "حلب"، وسينسى العالم بعد فترة هذه الصورة لنكون فى انتظار صورة أخرى أكثر ألمًا، بيد أن العالم "المتحضر" لم يكن ليقف متفرجا على مثل تلك المشاهد المآساوية التى نراها فى سوريا لو حدثت فى الضفة الغربية من "المتوسط".
كما تدرك القوى الفاعلة فى الملف السورى أن أمريكا معطلة الآن عن العمل السياسى بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة، والقيادة الآن لروسيا فى الملف السورى، ليظل العرب أصحاب المشهد خارج التاريخ إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة