ذات يوم .. أول لقاء بين عبدالناصر وفؤاد سراج الدين بعد 27 يوما من الثورة

السبت، 20 أغسطس 2016 10:21 ص
ذات يوم .. أول لقاء بين عبدالناصر وفؤاد سراج الدين بعد 27 يوما من الثورة فؤاد سراج الدين
يكتبها - سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة السادسة مساء حين بدأ أول لقاء بين جمال عبدالناصر وفؤاد باشا سراج الدين، كان مع عبدالناصر ثلاثة آخرون هم عبدالحكيم عامر وصلاح سالم وأحمد شوقى، وكان أحمد أبوالفتح وإبراهيم طلعت مع «فؤاد باشا».
 
تم اللقاء فى منزل اليوزباشى عيسى سراج الدين «السفير فيما بعد» فى مثل هذا اليوم «20 أغسطس 1952» أى بعد 27 يوما من ثورة 23 يوليو، وكشف «إبراهيم طلعت» تفاصيله فى مذكراته «الأيام الأخيرة للوفد» المنشورة على حلقات فى مجلة «روز اليوسف»، بما يعنى أنه يتحمل مسؤولية روايته، وفى حلقة 13 سبتمبر 1976، يذكر أنهم كانوا فى غرفة الاستقبال، وبدأ صلاح سالم الحديث، فوجه حديثه إلى فؤاد سراج الدين عن الإقطاع واعتزام ضباط «حركة يوليو» القضاء عليه، ثم سأله بحدة عن «كيف يمتلك 20 ألف فدان فى بلدته كفر الجرايدة».
 
كاد الجو أن يتكهرب، وخشى «طلعت» من فض الاجتماع دون تحقيق نتائجه فتدخل طالبا من عبدالناصر أن يترأسه ووافق الجميع، وبدأ «جمال» كلامه: «الأخ صلاح أثار موضوعين، الأول هو موقف الوفد من مشروع قانون تحديد الملكية الزراعية، والثانى مقدار ما يمتلك فؤاد باشا، ففؤاد باشا يتكرم أولا يجاوب على الموضوع الثانى علشان نخلص منه، وهنا قال فؤاد باشا: إنه يمتلك هو وأسرته حوالى 300 فدان، جزء منها يمتلكها بالميراث والجزء الآخر  من الأراضى البور، التى استصلحها، ومستعد للتنازل للدولة عن أى قدر من الأراضى تزيد على ذلك، وتستطيعون التأكد من واقع الملكيات الزراعية».
 
وحسب «طلعت»، رد عبدالناصر: «أنا متأكد من ذلك، واعتبر هذا الموضوع منتهيا، ونظر إلى صلاح سالم ضاحكا: «معلهش يا أبوصلاح: إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، ثم جاء الحديث عن قانون تحديد الملكية الزراعية، ورد فؤاد باشا: «شوفوا يا اخونا، أنا أولا بصفتى الشخصية، وثانيا بصفتى سكرتير الوفد، أوافق من ناحية المبدأ على هذا القانون»، وانتقل حديث عبدالناصر بعد ذلك إلى أن بعض الأشخاص من الأعضاء البارزين فى الأحزاب السياسية لم يكونوا فى الماضى على مستوى المسؤولية فى النزاهة والسلوك الوطنى، وعلى الأحزاب أن تتخلص من هؤلاء، وخصوصا حزب الوفد، لأن المفروض أنه سيتولى الحكم بعد إجراء الانتخابات فيجب أن يكون قادته فوق كل الشبهات، وهنا تدخل عبدالحكيم عامر قائلا: أحب أقول لإخواننا المدنيين إن إحنا جادين فى تسليم البلد لأصحابها، وليس لنا مطمع فى الحكم».
 
شكر  «سراج الدين» الضباط على حسن نواياهم بالنسبة للحياة الدستورية وغيرتهم على مستقبل البلاد، وطبقاً لـ«طلعت»، أضاف بأنه من الطبيعى أن تفرض الظروف بعض الشخصيات على الأحزاب خصوصا إذا كانت تتولى الحكم، لكنه اعتذر عن عدم استطاعته أن يعد الموجودين بشىء فى هذا الأمر إلا بعد الرجوع إلى مصطفى النحاس باشا رئيس حزب الوفد.
 
وقدم «عبدالناصر» تحليلاً سياسياً طويلاً حول مسألة «تطهير الأحزاب» يعلق طلعت عليه: «انصت إليه الجميع باهتمام، لأنه كان يرسم صورة تفصيلية لتفكيره وقتها، وللوضع السياسى كما يراه»، وطرح ثلاثة تحديات، أولها: «على ماهر يحاول الانفراد بالسلطة، كما يحاول تأجيل عودة الحياة الدستورية، وثانيها: أن كل ضابط فى الجيش أصبح يعتبر نفسه مسؤولا ويعتقد أن له حق التدخل فى حكم البلد لأنه بطريقة أو بأخرى ساهم فى نجاحنا»، وثالثها: «فيه الإخوان المسلمين بيشيعوا فى البلد أن همه اللى قاموا بالحركة وأن أعضاء مجلس القيادة منهم، ويمكن صحيح فيه واحد واتنين فى المجلس آراؤهم الدينية تتفق معاهم، لكن مش أعضاء فى الجماعة، وأصل إشاعة أن الإخوان هم اللى عملوا الحركة ده تكتيك خبيث وخطير، لأن ناس كتير بتصدق الكلام ده، احنا شعب طيب والدين عنده حساس، وفيه فى الجيش ناس كتير متدينين بالفطرة، وممكن فى ظل الكلام ده يكونوا خلايا تبقى خطر على البلد نفسها، يعنى إذا ماوجدوش بعد شويه إن الإخوان همه اللى بيحكموا ممكن يعملوا انقلاب».
 
وعن مصطفى النحاس، قال: «أؤكد أننا جميعا فى مجلس القيادة بنحب النحاس باشا وبنعتبره زعيما كبيرا ووالدا للجميع، وكمان أحب أقول مش لأن فؤاد باشا موجود، إن نزاهته ووطنيته فوق كل شبهة، وأن له فضلا كبيرا على حركة الكفاح ضد الإنجليز بعد إلغاء معاهدة 1936».
 
 

العدد اليوم

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة