علقت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة الثلاثاء، على أول غارة جوية تنفذها الولايات المتحدة ضد معاقل تنظيم داعش الإرهابى فى مدينة سرت الليبية، قائلة: "إن حملة سرت من شأنها أن تستهل فصلا جديدا فى حرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما ضد داعش ومخططه فى إقامة إمارة له فى شمال أفريقيا".
وأضافت الصحيفة أنه بينما تستمر الولايات المتحدة وطائرات التحالف الدولى فى شن الغارات على داعش فى سوريا والعراق لمدة سنتين حتى الآن، ظلت عملياتها ضد معاقل داعش فى سرت –والتى وصفها المسئولون بأنها المعاقل الأقوى لدى التنظيم الإرهابى- قاصرة على عدد قليل من الأهداف منذ العام الماضى، بينها الهجوم الذى استهدف زعيم التنظيم فى شهر نوفمبر من العام الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن غارات واشنطن فى سرت جاءت ضمن الجهود المبذولة لاستعادة السيطرة على سرت – التى سقطت فى أيدى المسلحين مطلع العام الماضى وسعوا إلى تحويلها لإمارة من إمارات ما يسمونها بـ"الخلافة الإسلامية"، بينما نجحت القوات الموالية للحكومة الليبية منذ شهر مايو الماضى، وبالتعاون مع الميليشيات المسلحة فى مدينة مصراته، فى استهداف المسلحين من 3 جوانب فى المدينة، كذلك فى فرض حصار بحرى لمنع تدفق المقاتلين، وفى غضون أسابيع، أعلنت الميليشيات تحرير أجزاء كبيرة من المدينة المحاصرة.
مع ذلك، واصل مقاتلو داعش الحفاظ على المقاومة الشرسة، من خلال نشر القناصة والقنابل على جوانب الطريق ونصب الفخاخ المتفجرة لاستهداف القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطنى، مما أدى إلى تباطؤ تقدم هذه القوات ومنعها من بسط سيطرتها على المدينة بالكامل.
واليوم- حسبما ذكرت الصحيفة- لجأ بضع مئات من المسلحين إلى الاختباء فى أماكن محدودة من المدينة، ويُعتقد أنهم مختبئون داخل المجمع الذى يقع على أطراف سرت وكان مشيدا فى عهد الزعيم الراحل معمر القذافى لاستضافة زعماء الاتحاد الأفريقى وغيرهم.
كما لفتت (واشنطن بوست) إلى أن المسلحين استخدموا سرت كقاعدة لتنفيذ عملياتهم للاستيلاء على مزيد من الأراضى ولشن هجمات على البنية التحتية للنفط فى ليبيا.
وتقع سرت- وهى مسقط رأس القذافي- استراتيجيا على الهلال النفطى للبلاد؛ حيث تقع فيها معظم مصانع البتروكيماويات فى البلاد، لذلك فإن تحرير سرت قد يسمح لليبيا، التى تعانى من أزمات مالية حادة- بتصدير وضخ المزيد من براميل النفط واستعادة قدر من الاستقرار الاقتصادى.
من جانبه، قال محمد الجرح، الباحث فى المجلس الأطلسى وهو معهد للأبحاث فى واشنطن، أن الطلب الذى تقدم به رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية فايز السراج إلى واشنطن لمساعدته فى محاربة داعش جاء نتيجة استماتة التنظيم الإرهابى فى الدفاع عن سرت، فوفقا لحكومة السراج، فإن عملية تحرير سرت التى تخوضها القوات الليبية أسفرت عن مقتل 250 مقاتلا وهى حصيلة كبيرة بالنسبة لقوات صغيرة الحجم.
فى السياق ذاته، قال مسئولون ليبيون أن التباطؤ فى إتمام عملية سرت يرجع للافتقار إلى الخبرة والعتاد المطلوبين فى التعامل مع المتفجرات المتقدمة التى يزرعها المسلحون فى المدينة.
واشنطن بوست: الغارات على سرت تستهل فصلا جديدا فى حرب أوباما ضد داعش
الثلاثاء، 02 أغسطس 2016 01:00 م
أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة