واشنطن بوست: شفاء أول حالة لمرض زهايمر الأطفال فى أمريكا

الجمعة، 19 أغسطس 2016 06:07 م
واشنطن بوست: شفاء أول حالة لمرض زهايمر الأطفال فى أمريكا الطفلة إليزا
كتبت سمر سمير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الزهايمر مرض لا علاج له وعادة ما يصيب كبار السن، ولكن فى حالات نادرة قد يصيب الأطفال ليفضى بهم إلى الموت، بيد أن استطاعت طفلة فى السادسة من عمرها أن تستجيب لعلاج من هذا المرض المميت.

فنشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قصة لطفلة تدعى إليزا أونيل أصيبت بالزهايمر منذ 2013، بيد أن والديها كرسا حياتهما بحثا عن علاج لهذا المرض. فمنذ عامين لاحظ الوالدان (كارا وجلين أونيل) أن ابنتهما مع كل يوم ينمو فيه جسدها يتأخر فكرها وعقلها، إذ إنها لم تعد تولى اهتماما لبعض الأشياء، كما أنها لم تستطع تذكر الحروف الأبجدية، لدرجة أنها فى بعض الأحيان كانت تمر بجانب والديها وكأنها لا تعرفهما. من هنا كانت بداية محو ذاكرة إليزا.

ففى عام 2013 اكتشف الأطباء أن إليزا - عندما كانت تناهز ثلاثة أعوام ونصف العام - تعانى من متلازمة سانفيليبو والمعروفة باسم "زهايمز الأطفال"، وقالت الصحيفة إن عادة ما يشخص بعض الأطباء زهايمر الأطفال فى مراحله الأولى على أنه "توحد"، كما حدث مع إليزا.

ومتلازمة سانفيليبو هو مرض ينتج عن داء فى عملية التمثيل الغذائى للطفل ينتج عنه نقصان فى جين "سانفيليو" - نسبة إلى مكتشفه - وعدم وجود هذا الجين لا يمكن تكسير جزيئات السكر فى المخ، مما يسبب تدمى فى خلاياه ويؤثر على ذاكرة الطفل.

وسرعان ما شك والداها أن ما تعانيه إليزا لم يكن مرض التوحد نظرا لسوء حالتها وكبر حكم رأسها، وعُرض عظام رقبتها، وعند عرضها على طبيب متخصص فى علم الوراثة تم تأكيد أنها تعانى من زهايمر الأطفال بعد إجراء تحليل بول.

ونظرا لكونها طبيبة أطفال،  كانت كارا الأم على دراية بأعراض المرض ونتيجة مراحله المتأخرة والذى يبدأ بفقد الكلام ثم فقد المشى وقد يصيب الطفل بعدم القدرة على إطعام نفسه، ثم محو ذاكرته ثم الإصابة بنوبات تشنجية وعدم النوم فى الليل، ومنها إلى إلى الوفاة.

وعلى الرغم من هذه الأعراض والنتيجة التى قد تؤول إليها ابنتهما، لم يهدأ للوالدين بال وبدآ بالتواصل مع أحد الباحثين فى مستشفى أطفال بولاية أوهايو التى تبعد بعدة ولايات عن ولايتهما ثاوث كالفورنيا، حيث كان يعمل هذا الباحث على علاج للشفاء من هذا المرض لمدة 15 عاما، وبالفعل نحج هذا العلاج على الفئران فقط، حيث قام بحقن الفأر بفيروس (AAV9) فى الدم على أن يكون هذا الفيروس حاملا بداخله جين سانفيليبو المسئول عن حماية المخ من تراكم جزيئات السكر المسببة للتدمير العقل.

حينها شعرت عائلة أونيل بنوع من الأمل، لكن كان التمويل مشكلة وقفت أمامهما حجر عثرة لإجراء هذه التجربة على إليزا. وبالفعل أنشآ جمعية لعلاج السانفيليبو واستطاعا جمع حوالى 200 ألف دولار من التبرعات، وبعد عام استطاعت العائلة أن تجمع حوالى 2 مليون دولار وهو مبلغ كاف لإجراء الاختبار على إليزا.

ولكن على مدى عام قام الأطباء بملاحظة إليزا وحوالى 25 طفلا يعانون من نفس المرض، قبل أن يتم إجراء التجربة عليها، ووقتها لم يكن هناك ما يضمن تماثلها للشفاء.

وفى لحظة ما قرر الوالدان أن يعزلا إليزا وأطفالهما الثلاثة الآخرين فى مكان بعيد للتركيز أكثر على ابنتهما وإعدادها لإجراء التجربة، وكان يذهب الأطباء لحقنها فى هذا المكان المنعزل بالفيروس.

وظلا فى هذا المكان المنعزل لـ762 يوما حتى جاءت مكالمة هاتفية من أحد الأطباء المعالجين فى 10 مايو 2016، ليخبر العائلة بأن إليزا هى أول فتاة تستجيب لعلاج الزهايمر الجديد، ومنذ ذلك الحين عكف الآباء على جمع الكثير من التبرعات لإيجاد فرص شفاء لغير إليزا ممن يعانون الزهايمر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة