مظهر شاهين فى خطبة الجمعة: سد حوائج الناس أولى من حج النافلة

قال مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، والله جل وعلا جعل للمؤمنين فى بعض المواسم بركات ورحمات، ومنها موسم الحج، فالله جعل أمور الإسلام كلها مبنية على الرحمة والتيسير حيث قال تعالى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد العسر"، كما قال المولى "لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها".

وأضاف مظهر شاهين خلال خطبة الجمعة بعنوان "الحج ما بين التيسير والرحمة"، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يميل إلى التيسير والتخفيف، فالإسلام دين الرحمة فى كل شئ سواء فى العبادات أو المعاملات، وأن الله لم يفرض الحج إلا على المستطيع ولمرة واحده، سواء كانت استطاعة مادية وبدنية وأمن الطريق، وأنه يجوز الإنابة فى الحج شريطة أن يكون قد حج بيت الله الحرام قبلها، وأن عبادات يوم النحر يجوز أن تؤدى على غير ترتيب، وكل ذلك يعد من مظاهر الرحمة فى الحج.

وأشار "شاهين" إلى أن من يعتزم أداء فريضة الحج أن يلتزم بما التزم به النبى صلى الله عليه وسلم، وأن يقف عند آداب الإسلام كما ورد فى العديد من الآيات القرآنية، فهى رحله بدنية روحية فيها يطلب الإنسان المغفرة من الله سبحانه وتعالى، ويتعلم المرء كيف يجالس الناس ويصحابهم ويتحمل الزحام والشدائد وهو متأدب بأدب الإسلام والحبيب المصطفى.

وأوضح "شاهين" أن من يستطيع أن يحج فليحج، وإن أراد أن يعيدها مرة ثانية فعليه النظر إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين إلى تلك الأموال فهم أولى بها من حج النافلة حيث قال المصطفى (ص): "من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله جل وعلى كربة من كرب يوم القيامة"، فإن قضاء مصالح الناس والسعى عليها له فضل كبير عند الله، فمن حج البيت سقطت عنه الفضيلة، وتوافرت له الأموال أن يطعم الفقراء والمساكين وذوى الأرحام. 

وأوصى "شاهين" من ينتوى الحج للمرة الثانية أو الثالثة أن ينفق تلك الأموال على المحتاجين ليعيش المجتمع والغنى إلى جانب الفقير والقوى إلى جانب الضعيف عملا بقول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".