الفيلسوف السلوفينى"جيجيك": 11 سبتمبر بدأت تراجيدية وانتهت هزلية

الجمعة، 19 أغسطس 2016 06:00 ص
الفيلسوف السلوفينى"جيجيك": 11 سبتمبر بدأت تراجيدية وانتهت هزلية غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هذا الكتاب يتعامل مع أمرين مختلفين كلية، وهما التراجيديا والهزلية، ويربط بينهما وبين الحدثين اللذين يعدان علامة على بداية ونهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين: أى هجوم 11 سبتمبر  عام 2001 والأزمة العالمية فى 2008"، هكذا يصدر سلافوى جيجيك كتابه (تراجيدية فى البداية.. هزلية فى النهاية" ترجمة غادة الإمام مراجعة محمد مدين.
 
والكتاب الصادر بالتعاون بين المركز القومى للترجمة ومركز المحروسة يعد بانوروما للعالم بأحداثه المختلفة وثوراته التي غيرت مجرى التاريخ، إذ ينخرط فى قلب الأحداث الثورية التحررية، ويعنى معناها الحقيقي، فلا ينبغي أن تقاس أي ثورة بما أتاحته من لحظات الروعة والسمو فى فترة استعارتها المذهلة، وإنما تقاس بالتغييرات التى يتركها هذا الحدث الكبير على مستوى الحياة اليومية وينطبع تأثيره عليها، أي تقاس بالعهد الجديد بعد التمرد والثورة.
 
ويأتى الكتاب فى مقدمة بعنوان (دروس العقد الأول) بينما الفصل الأول (إنها إيديولوجيا.. أيها الأحمق) فيشمل (هل هي اشتراكية رأسمالية؟، الأزمة بوصفها علاجا بالصدمة، بنية دعاية العدو، إنسانى مفرط في الإنسانية، الروح الجديدة للرأسمالية، فيما بين الفيتشيتين، الشيوعية مرة أخرى)، بينما يشمل الفصل الثانى (الفرض الشيوعى) المشتملات والتضمنات الجديدة العامة، هل هى الاشتراكية أم الشيوعية، الاستخدام الشائع للعقل، في هاييتى، الاستثناء الرأسمالى، الرأسمالية بالقيم الآسيوية في أوروبا، من الربح إلى التأجير، نحن من كنا ننتظر قدومهم.
 
وفى الكتاب يقدم "جيجك" نافذة على العالم الاقتصادى والسياسي والاجتماعى، كما يكشف عن وجهين للتاريخ ، وجه تراجيدى والآخر هزلى، فمع أحداث 11 سبتمبر ماتت الليبرالية مرتين، مرة بوصفها مبدأ سياسيا والأخرى بوصفها نظرية اقتصادية.
 
يضرب الكتاب مثالا بالرئيس الأمريكى جورج بوش فيقول "علينا أن نلاحظ التماثل بين لغة الرئيس بوش، في خطابه إلى الشعب الأمريكى بعد أحداث 11 سبتمبر وخطابه بعد الانهيار المالي: فما سمعه الأمريكان يبدو إلى حدٍ بعيد وكأنه نسختان للخطاب نفسه، ففي كلا الخطابين كشف بوش التهديد الذي يتعرض له أسلوب الحياة الأمريكية والحاجة إلى اتخاذ الإجراءات السريعة والحاسمة للتعامل مع الخطر ومواجهته، وفى كلا الخطابين دعا إلى التعليق الجزئى للقيم الأمريكية".          
 
بعد ذلك يستشهد سلافوى بما كتبه "ماركس" فى كتابه "برومر الثامن عشر" عندما قام بتصحيح فكرة هيجل عن أن التاريخ يكرر نفسه بشكل ضروري، فقد لاحظ هيجل في سياق ما بأن كل الأحداث العظيمة والخصائص المميزة لتاريخ العالم تحدث مرتين، ولكنه نسي أن يضيف: بأن تحدث فى المرة الأولى بوصفها تراجيدية ومأساة وفى المرة الثانية بوصفها أحداثا هزلية".
 
ومن الأشياء الجيدة التى  يشملها كتاب "جيجيك" ثبت المصطلحات التى تأتي فى نهاية الكتاب، ولست أدرى هل هى من عمل المؤلف أم أنها من إضافات المترجم، لكنها مهمة جدا حيث يبدأ بتنظيم القاعدة منتهيا بوكيل المصارف، مرورا بالفاشستية، الرأسمالية، الشيوعية، الكلبية، الليبرالية، الخصخصة، كذلك هناك فهرس للأعلام الواردة ذكرهم فى الكتاب يبدأ بهتلر وينتهى بعازف الكمان والأوركسترا الأمريكى  يهودى مينوهين.
 
وسلافوى فيلسوف سلوفينى، وباحث فى علم الاجتماع له العديد من الكتب التى ناقشت موضوعات متعددة منها الرأسمالية والعنصرية والحروب والتسامح والتعددية.  






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة