للكاتب الكبير مجدى صابر مدرسة مختلفة فى كتابة السيناريو، ساهم من خلالها فى رفع شأن الدراما المصرية عبر سنوات طويلة، فهو صاحب روائع مسلسلات "أين قلبى" ليسرا، و"الرجل الآخر" لنور الشريف، و"للعدالة وجوه كثيرة" ليحيى الفخرانى، وغيرها من عشرات الأعمال التى جعلت "المسلسلات المصرية" صاحبة الريادة فى الوطن العربى، "صابر" يواصل حاليًا كتابة أحداث الجزء الرابع لمسلسل "سلسال الدم" عن طبيعة العمل، وأبرز تفاصيله، ورأيه فى الدراما المصرية الآن أجرينا معه هذا الحوار.
قال مجدى صابر عن "سلسال الدم 4": "كنا مخططين أن يكون هناك جزء رابع للمسلسل وسيكون بالفعل الأخير، وبناء عليه كتبته أثناء عرض الجزء الثالث"، موضحًا أن الجزء الجديد بالنسبة له عمل شديد الخصوصية، فإلى جانب الصراع المستمر بين "نصرة" وتجسدها عبلة كامل، وبين "هارون"، ويجسده رياض الخولى، سيكون هناك سرد بالوقائع للأحداث السياسية والاجتماعية التى مرت بها مصر خلال عام حكم الإخوان، والتطرق للأوضاع بالصعيد خلال هذه الفترة، وظهور أناس يتاجرون بالدين لينصبون على البسطاء، ومدى تأثير هذا العام على مصر عامة، حتى تنتهى أحداث حلقات الجزء الرابع بقيام ثورة 30 يونيو، مضيفًا أن هناك شخصيات متواجدة بالمسلسل بمجرد مشاهدتها ستذهب عقول المشاهدين للشخصيات الحقيقة المشابهة لها فى الواقع، موضحًا أن شخصيتى "نصرة" و"هارون"، واللتان ترمزان للخير والشر، ستشهدان أيضًا تحولات كثيرة فيما يتعلق بأحداثهما.
وأضاف "صابر": الجزء الرابع من "سلسال الدم" نتعامل معه، كأنه مسلسل قائم بذاته، بسبب التطورات الكثيرة والمتشعبة التى يشهدها، فضلاً عن انضمام العديد من الفنانين له مثل رانيا فريد شوقى فى شخصية "زينة"، ابنة شيخ الغفر "مصيلحى"، والتى سيشهد دورها تغييرا جذريا فى الأحداث، إضافة للفنان أحمد بدير، رجل الأعمال الإخوانى الانتهازى، وأوشكت بالفعل على الانتهاء تمامًا من كتابته وتبلغ حلقاته 60 حلقة، وعقب انتهائى منه سأحصل على إجازة طويلة بسبب المجهود الضخم الذى بذلته فيه على مدار شهور طويلة.
وأكد "صابر" أن الجزء الثالث من المسلسل حقق نجاحًا أكبر من الجزأين الأول والثانى، وتم تكريمهم فى العديد من الجامعات المصرية والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى، وهو ما يؤكد أن المسلسل وصلت أهدافه لمختلف فئات المجتمع المصرى على حد قوله.
وفيما يتعلق بتغيير بعض الفنانين مثل الفنان أحمد سلامة، الذى جاء فى شخصية "حمدان"، بديلاً لأحمد سعيد عبد الغنى، قال الكاتب مجدى صابر: كل المسلسلات السابقة التى قدمت على أجزاء، حدث فيها هذا الأمر، فمسلسل ليالى الحلمية مثلاً قدمت شخصية "زهرة" بها الفنانة آثار الحكيم، ومن بعدها استكملتها الفنانة إلهام شاهين، ونحن هنا فى الجزء الرابع، نقدم صورة مختلفة، وهو ما يحرص عليه أيضا المخرج المتميز مصطفى الشال، ويعد هذا الجزء هو الأكثر إجهادا لكل العاملين به، فحوالى 80% من أحداثه مشاهد خارجية وتصوير فى مناطق مفتوحة، وجزء آخر بمحافظتى أسوان وقنا، فضلا عن مشاهد أخرى بمحافظة الإسكندرية، وأود أن أوجه الشكر للشركة المنتجة لحرصها الشديد على تنفيذ كل ما هو مكتوب فى السيناريو بالضبط، حتى ولو كانت الأماكن المطلوب التصوير فيها مكلفة للغاية، وربما هذا سر تميز المسلسل.
وبخصوص إمكانية عرض الجزء الرابع خارج شهر رمضان، قال "صابر": المسلسل سيعرض مطلع شهر أكتوبر، وأنا متمسك بعرضه خارج السباق الرمضانى وبعيدًا عن الزحام، وهو ما نحرص عليه أنا والمنتج وائل عبد الله والمخرج مصطفى الشال منذ الجزء الأول، والعمل الحمد لله حقق نجاح كبير للغاية، على مدار أجزائه السابقة، وشجع مسلسلات أخرى أن تخوض المغامرة، وبالفعل تواجدت مواسم درامية قوية أخرى بعيدة عن شهر رمضان.
وعن رأيه فى ظاهرة ورش الكتابة والتى انتشرت على مدار السنوات الأخيرة: قال مجدى صابر ظاهرة صحية للغاية، وساهمت فى ظهور شباب موهوب فى مجال كتابة السيناريو، ولكن كل هذه التجارب لم تحقق النجاح، فبعضها فشل، ولكن بشكل عام هناك موهوبين جدد فى مختلف المجالات أضافوا للساحة الدرامية سواء فى مجال الإخراج أو الكتابة أو التصوير والديكور وغيرهم.
وبشأن إمكانية استعانته ببعض شباب ورش الكتابة ليساعدوه فى كتابة بعض أعماله مثلما يفعل بعض كتاب الدراما، قال "صابر":أنا شخصيا لا أقبل هذا الأمر على الإطلاق، وأحب أن أكون الأب الشرعى للعمل من "الألف" إلى "الياء"، مضيفًا أنه يحرص دائمًا فى كتاباته على تجنب أعمال البطل المطلق، والدراما الأحادية، ويود أن تكون كل أعماله بها العديد من الشخصيات الرئيسية.
وبخصوص رأيه فى دراما رمضان الماضى: قال الكاتب: "كانت هناك بالفعل أعمال كثيرة على قدر كبير من التميز سواء فى شكل الإخراج أو الصورة والكتابة أيضًا، لكن ما أدهشنى، أن حوالى 10 مسلسلات كانت تتحدث عن الجريمة والقتل، وعندما يزيد الشىء عن حده ينقلب لضده، فلم أرى مسلسلاً واحدًا اجتماعى يناقش قضايا البسطاء والمهمشين أو يقدم المجتمع بشكل حقيقى، فكثير من هذه الأعمال ترى أحداثها وكأنها تتحدث عن دولة أخرى غير مصر، وهذه كارثة كبرى، لأن الدراما التليفزيونية فى الأساس دورها الفعلى أن تقدم قضايا المجتمع، وأتمنى عودة قطاعات الدولة المتخصصة فى إنتاج الدراما التليفزيونية لأنها تقدم نوعا من التوازن، وتنتج أعمالاً يصعب على القطاع الخاص أن يقدمها لتكلفتها المرتفعة.