سعيد الشحات يكتب : ذات يوم .. جرائم الإحتلال الإنجليزى فى الشوبك

الخميس، 18 أغسطس 2016 11:00 ص
سعيد الشحات يكتب : ذات يوم .. جرائم الإحتلال الإنجليزى فى الشوبك سعد زغلول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمسك عضو مجلس الشيوخ الأمريكى «بوراه» بورقة، وقرأ منها حوادث وقعت فى «الشوبك» و«الشبانات» و«العزيزية» و«البدرشين» و«شبرا الشرقية».
كان «بوراه» يلقى خطابه أمام مجلس الشيوخ الأمريكى فى مثل هذا اليوم «18 أغسطس 1919» حول ما يحدث فى مصر من ثورة ضد الاحتلال الإنجليزى منذ شهر مارس، ووفقاً لنص الخطاب كما هو منشور فى الجزء الثانى من مذكرات عبدالرحمن فهمى «يوميات مصر السياسية» الصادر عن «دار الكتب والوثائق القومية  -  القاهرة»، سنجد تأييداً قاطعاً لمصر فى ثورتها من أجل الاستقلال، وسنجد هجوماً على بريطانيا، وسنجد وقائع من الممارسات القمعية للاحتلال ضد المصريين فى الريف والمدن، فكيف تولدت قصة إثارة المسألة المصرية فى مجلس الشيوخ الأمريكى؟
 
تبدأ القصة من عقد «مؤتمر الصلح» فى باريس فى شهر يناير عام 1919، حسبما يؤكد عبدالرحمن فهمى: «فبالرغم من أن هذا المؤتمر مثل فيه من شعوب العالم أكثر مما مثل فى أى مؤتمر آخر، إلا أن الذين وقعوا معاهدة الصلح هم مندوبو الدول الثلاث الكبرى، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ولم تسمع فيه الدول المغلوبة إلا حينما دعيت لتسمع الحكم عليها».
 
ذهل الوفد المصرى برئاسة سعد زغلول إلى باريس ليكون قريباً من فعاليات المؤتمر، ولم تمض عدة أيام على وصول الوفد حتى فوجئوا باعتراف معظم أعضاء المؤتمر بالحماية الإنجليزية على مصر، أى إضفاء الشرعية على الاحتلال، وكانت أمريكا ضمن الدول التى اعترفت بالحماية من خلال مشاركة رئيسها «ولسون» فى المؤتمر، ووفقاً لمذكرات فهمى: «صدمت مصر صدمة كبيرة لموقف أمريكا من قضيتها، واعترافها بالحماية البريطانية على مصر، ولكن هذا الاعتراف لم يثبط همة أعضاء الوفد المصرى، فأرسل مندوبه «محمد محمود باشا» إلى أمريكا الذى وفق فى اختيار محامٍ قدير، يدعى مستر جوزيف فولك، وكان حاكما لولاية ميسورى ومستشارا قانونيا لوزارة الخارجية الأمريكية، وله شهرة واسعة رشحته للرئاسة سنة 1908، وقدم «فولك» مذكرة قيمة بوصفه المستشار القانونى للوفد المصرى الممثل للجمعية التشريعية عدد فيها وعود إنجلترا بالجلاء، وذكر الأدلة القانونية والشرعية والأخلاقية على بطلان الحماية، وختمها بأن «حق تقرير مصيرها يجب أن يكون من اختصاص مجلس عصبة الأمم».
 
بدأ «فولك» نشاطه المدافع عن القضية المصرية بالنشر عنها فى الصحف الأمريكية، وضمن نشاطه تمكن من خلال الاتصال بالمحامى الأمريكى «بوراه» وأقنعه بعرض المسألة المصرية على لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس الأمريكى، وأن يطالب بعرض القضية على عصبة الأمم.
 
فى جلسة مجلس الشيوخ الأمريكى نفذ «بوراه» ما تم الاتفاق عليه معه، وتحدث عن مصر، وهاجم بضراوة بريطانيا، ومما يلفت النظر فى كلمته كشفه أنه بالرغم من اشتعال الثورة فى مصر منذ شهر ونصف إلا أن الصحف الأمريكية لم تنشر إلا أمس «17 أغسطس» خبراً، بأن أمة من الأمم الخاضعة لإنجلترا توجد الآن فى حالة احتجاج عنيف، إن لم تكن فى حالة ثورة علنية ضد سلطة الحكومة البريطانية.
 
واستعرض «بوراه» تاريخ الاحتلال الإنجليزى لمصر: «دخلت إنجلترا مصر من تلقاء نفسها فى سنة 1882، بدعوى ضمان دفع بعض الديون وأعلنت للعالم مرات عدة على لسان رجال حكومتها الذين كانوا فى الوزارة أنها لم تذهب إلى مصر إلا لتسوية بعض أشياء، وأنها متى سويت أى دفعت الديون تنسحب من مصر، وكان هذا التصريح يجدد بين وقت وآخر منذ سنة 1882 بعبارة أخرى مدة أربعين عاماً»، وأضاف «بوراه» أن احتجاج الشعب المصرى الآن تحول إلى حالة حرب دامت منذ الساعة التى علم فيها أن الحماية تزمع أن تكون دائمة، ولا تزال مستمرة حتى الآن، وفى الساعة التى أتكلم فيها، يكبح جماح شعب مصر هذا بالقوة وبسنان الحراب، فالدم والخراب يسودان جميع البلاد». دعم «بوراه» خطابه بوقائع قمع ارتكبها الاحتلال الإنجليزى فى، القاهرة، والشوبك، والشبانات، والعزيزية، والبدرشين، وشبرا الشرقية، وقال عن حوادث نزلة الشوبك: «إن لديه صورة منها موقعة من ابن عمدة نزلة الشوبك»، ثم طلب من رئيس مجلس الشيوخ أن يسمح له بإثبات وقائع أخرى فى المحضر دون تلاوتها، فسمح له الرئيس «المستر أدج» بما طلب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة