من يحاسب نواب البرلمان.. الحصانة ليست شيكاً على بياض.. الانشغال بـ"الشو الإعلامى" والمعارك الجانبية يزيد العزلة بين المواطن والجالسين تحت القبة.. والبرلمان القادم لن يتسع لغير المخلصين للشعب

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 05:02 م
من يحاسب نواب البرلمان.. الحصانة ليست شيكاً على بياض.. الانشغال بـ"الشو الإعلامى" والمعارك الجانبية يزيد العزلة بين المواطن والجالسين تحت القبة.. والبرلمان القادم لن يتسع لغير المخلصين للشعب البرلمان
تحليل يكتبه: السيد شحتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عدد كبير من نواب البرلمان انقطعت صلتهم بدوائرهم فور إعلان النتيجة، وتصور البعض منهم أن الحصانة تعتبر شيكاً على بياض يسمح له بأن يفعل كل ما يحلو له دون أى اعتبار لصاحب الحق الأول والأخير فى هذا الصدد وهو الناخب الذى منح السيد النائب تفويضاً على بياض لكى يعبر به إلى مجلس النواب.

فى ظل مشهد كهذا أصبح شعار "ابحث عن النائب" مرفوعا بقوة فى عدد كبير من قرى ونجوع مصر، وصارت رؤية الممثل الشرعى لأبناء الدائرة أو الوصول إليه عبر سماعة الهاتف حلماً بعيد المنال، وفيما تتراكم تلال المشاكل على رؤس العباد، يبدو عضو البرلمان الموقر مشغولاً، وبشدة، بالحديث فى الشأن العام لعدد من وسائل الإعلام، ولا يمنعه هذا بالطبع عن إدارة شئونه الخاصة، والتى يتم إنجازها سريعاً، بوصفه عضواً فى البرلمان، وفى ظل هذا كله فإنه لا يجد من الوقت كى يغرق فى عدد من المشاكل الهامشية على شاكلة البطالة التى يشكو منها كثير من أبناء دائرته فى الصباح والمساء، وارتفاع الأسعار، أو ازدياد معدل الجرائم.

عدم الرضا لدى شرائح واسعة من المواطنين عن أداء نواب البرلمان الحالى كشف عنها أكثر من تقرير لحملة راقب، التى سجلت تراجع معدلات رضا المواطنين عن أداء نواب البرلمان، بشكل وصفته الحملة بـ"المفزع" فى أكثر من تقرير، متوقعةً أن يكون المجلس "بلا شعبية"، مؤكدة أنه لا تزال معدلات الرضاء العام للمواطنين عن أداء مجلس النواب فى حالة تراجع مستمر.

التلاعب بأصوات الناس والإحساس بغياب الرقابة والحساب الشعبى دفع أحد النواب بالبحيرة لإغلاق عيادته الخيرية بمجرد إعلان فوزه فى الانتخابات، فى واقعة تثير عشرات التساؤلات حول الطريقة التى يتسلل فيها بعض المتاجرين بأوجاع الناس، فى غفلة من الزمن، إلى أهم مؤسسة تشريعية فى مصر.

اللافت للنظر فى هذا الصدد أن النواب لا يغيبون فقط عن دوائرهم إنما امتد الأمر إلى حد العزوف الجماعى لدى البعض عن حضور جلسات البرلمان ذاتها، وهو ما يفرغ كلمة النائب من أى معنى لها، فماذا يعنى كونك عضواً بالبرلمان وأنت لا تشارك فى نقاشاته ولا تتواصل فى الوقت نفسه مع من منحوك أصواتهم.

المعاناة من غياب نواب البرلمان دفعت مؤخراً عدداً من أهالى المنوفية إلى تدشين حملات شعبية للبحث عن النواب الذين أغلقوا مكاتبهم وسحبوا ممثليهم منذ وقت طويل، تاركين المواطنين يصارعون طواحين الهواء وحدهم.

الحل للمشكلة من جذورها يبدأ عبر إعادة البث التليفزيونى للجلسات، حيث تسبب توقفه فى تغيب كثير من النواب عن حضورها، كما يجب تدشين عدد من الحملات الشعبية فى الدوائر يتم فيها توظيف مواقع التواصل الاجتماعى لإبراز الدور الإيجابى لعدد من النواب الناجحين والتشهير بالمقصرين.

ما يتناساه بعض أعضاء البرلمان الحالى، الذين لن يكون لهم بلاشك مكان فى مجلس النواب القادم، هو أن الناس قادرون جيداً اليوم أكثر من أى وقت مضى على التمييز بين الغث والثمين.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة