يوسف أيوب

من أنشأ داعش؟

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 الخميس الماضى واصل المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، هجومه الشديد على الديمقراطيين والرئيس الأمريكى باراك أوباما، لكنه هذه المرة خطا خطوة كبيرة للأمام، حينما اتهم أوباما وهيلارى كلينتون بتأسيس تنظيم داعش الإرهابى، بقوله «إننى أعتبر الرئيس أوباما وهيلارى كلينتون مؤسسى تنظيم داعش».
 
ترامب خرج عن النسق الانتخابى، وقرر زيادة وتيرة الاتهامات لمنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون ولمجمل أعضاء الحزب ممثلين فى الإدارة الحالية برئاسة أوباما، وجاء هذا القرار بعدما وضعته هيلارى فى مأزق، حينما قللت ومعها أوباما من قدرات ترامب العقلية والإتزانية، وإمكانية أن يكون المسؤول عن الترسانة النووية الأمريكية، وهو ما أثار جدلاً كبيراً فى الأوساط السياسية والبحثية والإعلامية الأمريكية، مما شكل ضربة قوية لترامب.
 
ترامب فسر اتهامه بقوله أمام تجمع كهنة محافظين فى أورلاندو بولاية فلوريدا «إنهما - أوباما وهيلارى - مؤسسا تنظيم داعش، لأنهما أثبتا سوء تقدير.. أن تنظيم داعش سيمنحهما جائزة أفضل لاعب»، وهو الاتهام الذى استدعى تدخلاً من هيلارى وحملتها التى قال مستشارها جيك ساليفان: «إن كلام دونالد ترامب ملفت لأنه يردد مرة جديدة صدى الحجج التى يستخدمها، الرئيس الروسى فلاديمير، بوتين وخصومنا لمهاجمة القادة الأمريكيين والمصالح الأمريكية، فى وقت لا يقدم اقتراحات جدية لمكافحة الإرهاب».
اتهام ترامب ورد حملة هيلارى عليه، يشير إلى أن هذه القضية بدأت تأخذ حيزا مهما داخل الشارع الأمريكى، خاصة أن واشنطن تلقت فى الماضى اتهامات مماثلة من قوى دولية مثل روسيا التى اتهمت الولايات المتحدة بأنها تقاعست عن مواجهة داعش واعترضت على الضربات الجوية التى وجهتها روسيا لمعاقل التنظيم الإرهابى فى سوريا، بما يؤكد وجود مصلحة أمريكية فى بقاء داعش، وهو ما يغزى الشائعات التى ذهبت إلى أن داعش هو صنيعة أمريكية، على الأقل لأن التنظيم الإرهابى يتلقى دعماً مالياً ولوجستياً من أنظمة فى الإقليم وتتحرك بأوامر أمريكية، ومنها بالطبع قطر وتركيا، فالدولتان لهما علاقات وثيقة بداعش، وبقية التنظيمات الإرهابية بالمنطقة ومنها تنظيم «جبهة النصرة».
 
قد يكون من المبالغة القول بأن الولايات المتحدة هى من أسست داعش، حتى وإن قال بذلك مرشح للرئاسة الأمريكية، لكن المؤكد أن التصرفات الأمريكية بالمنطقة أعطت الشرعية لوجود داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وإطلاق واشنطن لسياسة الشرق الأوسط الجديد التى انتهت بفوضى الربيع العربى، وانهيار أنظمة سياسية عربية ومعها جيوش كانت فى عداد الجيوش الأقوى بالمنطقة، بما أحدث حالة من الفراغ حاولت التنظيمات الإرهابية التعامل معه من منطق القيادة والسيطرة، آخذاً فى الاعتبار الدعم الذى تلقته تيارات الإسلام السياسى من واشنطن بما دفعها لتولى السلطة فى مصر وتونس وليبيا، وهو ما أعطى رسالة لبقية الإسلاميين أو بمعنى أدق «المتأسلمين» بأنهم مقبولين أمريكياً فى سدة الحكم، وحينما حدث صراع على النفوذ بين التيارات الإسلامية المختلفة عاد كل تيار منهم إلى فكره التكفيرى والإرهابى، وزاد من ذلك موجه الغضب الشعبية فى المنطقة على حكم الإسلاميين، وتحديداً الإخوان المسلمين، التى تم طردها من الحكم فى مصر وتونس، فعادوا مرة أخرى إلى سياسة القتل .
 
المحصلة من وجهة نظرى أن واشنطن ليست مسؤولة بشكل مباشر عن ظهور التيارات الإرهابية فى المنطقة، لكنها أعطت لهم الضوء الأخضر للعمل.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

داعش

داعش هو مسمار جحا الامريكانى والدلائل علي ذلك كثيره أهمها نوع السلاح والبترول والتميل

عدد الردود 0

بواسطة:

أنهار

سرد مقنع لكن ..

المقال مقنع في السرد والمضمون - إنما هل بالإمكان تفسير متى عميت العيون عن نقل هذا الكم الرهيب من العتاد والسلاح والسيارات المصفحة والصواريخ وووو ومن المسئول عن عمليات التهريب والنقل والخدمات اللوجستية .. بل هذه الفواتير الباهظة من دفعها؟ ومن ناحية أخرى .. لماذا يتم معاقبة بعض الدول الأوروبية بعمليات يطلق عليها إرهابية بينما هي تمثيليات في منتهى الغباء .. هل هي معاقبة لهذه الدول على مواقف معينة أم أن زمام الأمور قد انفلت وتطايرت ألسنة النار لتحرق يميناً وشمالاً بدون وعي. مجرد تساؤلات - مع الشكر للكاتب وللجريدة.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة