يرى كتاب "السويس مدينة التاريخ" تأليف الدكتور راضى محمد جودة، أن فكرة حفر القناة متواجدة منذ العصر الفرعونى، وأن تأميمها حق مصرى.
والكتاب دراسة لمدينة السويس خاصة فى عصر محمد على، وأن الوثائق التى تتناول مدينة السويس فى هذه الفترة نادرة جدا، لذلك يقول الكاتب إن البحث فى ذلك الأمر كان شاقًا، إذ استلزم الأمر بالبحث فى جميع مكتبات الوثاق القومية ودار المحفوظات.
ويتكون كتاب "السويس مدينة التاريخ" من 4 فصول، فالفصل الأول يتحدث عن موقع محافظة السويس، والفصل الثانى يدور حول العمران والاقتصاديات، أما الفصل الثالث فيتحدث عن المشروعات الاستراتيجية، والفصل الأخير عن إدارة السويس.
وفى بداية الكتاب استعرض المؤلف مجموعة من العناصر حول معرفة اسم "السويس" فاكتشف أن السويس متواجدة منذ فجر التاريخ منذ العصر الفرعونى فى بداية الأسرة الخامسة والسادسة .
أما عن فكرة قناة السويس فيذهب "جودة" إلى أنها أيضا كانت متواجدة منذ أيام العصر الفرعونى، وكان كل من يفكر فى حفر قناة السويس يستبعدها نظرا للتكاليف الباهضة، مضيفا أنه عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر فكر نابليون بونابرت فربط البحر الأحمر بالمتوسط، وتمكن بالفعل من الإقامة لمدة 10 أيام واصطحب الكثير من العلماء للبدء فى تخطيط لحفر قناة السويس لكن المشرع لم يكتمل بعدما فشلت الحملة الفرنسية على مصر.
أما فى عصر محمد باشا فكانت فرنسا تريد أن تقود مشروع حفر قناة السويس، وإنجلترا تريد إتمام مشروع خط السكة الحديد، وهذا الأمر جعل محمد على يفكر فى مشروع آخر وفضل مشروع قناطر الخيرية، مضيفا أن محمد على لم يرفض حفر قناة السويس لكنه لم يتمكن من الإلمام بالآراء قائلا:لن أنفذ مشروع قناة السويس حتى لو تركت حكم البلاد".
كما أن هناك فصلا فى الكتاب يتحدث عن الجوانب الاقتصادية فى مدينة السويس، حيث كانت تتواجد أغنى أرض فى العالم لما تحتويه من بترول وذهب وجير وملح الطعام والكبرتيك.
خلاصة الكتاب أنه يركز كثيرا على مدينة السويس فى حقبة حكم محمد على لمصر، وما شاهده هذا العصر من تطور وازدهار، وما مثلته من أهمية كبوابة مصر الشرقية آنذاك فكانت مدينة مكتملة الأركان من الناحية الاقتصادية، والاستراتيجية والتى رآها محمد على بنظرة ثاقبة لها.
كما يشير إلى أن هناك حكايات تاريخية مختلفة حول حفر هذه القناة حيث ترجع بعض المصادر الإغريقية حفر تلك القناة إلى عصر الدولة الوسطى وعلى وجه التحديد إلى عصر سونسرت المعروف لدى الإغريق باسم سيزوستريس حيث يقول أرسطو طاليس نحن نعتبر أقدم البشر هؤلاء المصريين الذين تظهر كل بلادهم قاطبة من عمل النيل، ولا تعيش إلا به، وهذه الحقيقة تفرض نفسها على أى فرد يجوب هذه البلاد، ولدينا شاهد ظاهر نجده فى إقليم البحر الأحمر، والواقع أن أحد الملوك شرع فى القيام بحفر البرزخ بأن جعل هذا الممر صالحا للملاحة كان له فائدة عظيمة، والظاهر أن سيزوستريس هو أول الملوك القدامى الذين تبنوا هذا العمل ولكنه قد لاحظ أن مستوى الأراضى كان أكثر انخفاضا عن مستوى البحر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة