كشفت وثيقة سرية ألمانية دور تركيا فى دعم جماعات التطرف فى المنطقة لتحقيق مصالح شخصية على حساب الأمن القومى لدول الإقليم، وأدى تسريب الوثيقة السرية التى تتناول العلاقات بين السلطات التركية ومجموعات إسلامية متطرفة إلى تجدد التوتر بين برلين وأنقرة.
بدوره قال المحلل السياسى التركى فائق بولوت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من تركيا،اليوم الأربعاء، أن الوثائق التى سربتها ألمانيا صفعة لتركيا ولحكومتها من قبل ألمانيا، مؤكدا أن الدول الغربية جميعها ستنتقد تركيا فى مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان وحرية الصحافة وما قامت به الحكومة التركية من التدخل بشكل علنى أو غير علنى فى شئون دول إقليمية بعينها.
فيما قال رئيس تحرير صحيفة "زمان" التركية، إسحاق إنجى، أن ألمانيا تمتلك جهاز مخابرات قويا ويعمل فى المنطقة وفق اتفاقية بين أنقرة وبرلين إذ سمحت تركيا لبرلين بإقامة شبكة تنصت على الهواتف فى الشرق الأوسط، مؤكدا أن الاتفاقية تقضى بتنصت برلين على هواتف الشرق الأوسط، بما فيها تركيا، وهو ما مكن برلين من الاستماع لمكالمات النظام التركى مع عناصر تنظيم داعش.
وأكد رئيس تحرير "زمان" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مساء الأربعاء، أن ألمانيا تضغط على نظام أردوغان من خلال الأدلة التى تثبت تورط النظام التركى فى دعم الجماعات المسلحة، مشيرا لوقوع صراع كبير بين أنقرة وبرلين عقب تسريب الوثيقة الأخيرة من قبل ألمانيا، موضحا أن الوثيقة ستؤثر على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى فى المستقبل، مؤكدا أن الدول الأوروبية تمتلك مصالح مع تركيا فى عدة مجالات ولا تريد أن تخسرها فى الوقت الراهن.
كانت قناة "إيه آر دى" التلفزيونية الألمانية العامة بثت الثلاثاء مقاطع من رد صُنف "سريا" على سؤال طرحه نواب.
ووصفت وزارة الداخلية الألمانية فى الرد، تركيا بأنها "منصة لمجموعات إسلامية فى الشرقين الأدنى والأوسط" بسبب دعمها "للإخوان فى مصر و(حركة) حماس ومجموعات مسلحة إسلامية فى سوريا" من دون كشف أسمائها، وطالبت وزارة الخارجية التركية فى بيان الأربعاء "السلطات الألمانية بتفسيرات"، منددة بسياسة تعتمد "الكيل بمكيالين مصدرها بعض الأوساط السياسية" فى ألمانيا.
ونأى المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية يوهانس ديمروث فى مؤتمره الصحافى الدورى الأربعاء بنفسه عن موضوع الوثيقة، مؤكدا أن وزارته لا معلومات لديها عن الموضوع وأن الرد تم صوغه "عن طريق الخطأ" دون مشاركة وزارة الخارجية، وقال "نحن مقتنعون بشدة بأن تركيا هى الشريك الأهم فيما يتصل بمكافحة ما يسمى تنظيم داعش"، من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية سوسن شبلى أن الخارجية "لا توافق" على ما بثته القناة التلفزيونية.
كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان استقبل فى يونيو خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس التى يصنفها الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة منظمة "إرهابية".
وأعلن أردوغان مرارا وتكرارا دعمه لجماعة الإخوان التى تمارس أبشع الجرائم ضد أبناء الشعب المصرى، وسبق أن اتهمت تركيا بإقامة علاقات مع داعش وبأنها أبدت تضامنا مع حركات متطرفة بهدف إسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد واحتواء طموحات الأكراد.
وتشهد العلاقات الألمانية التركية توترا بسبب تبنى البرلمان الألمانى قرارا اعترف فيه بإبادة الأرمن فضلا عن توعد تركيا بوقف تنفيذ اتفاق الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وقالت الحكومة الألمانية فى وثيقة سرية، حصلت عليها أسوشيتد برس أمس الثلاثاء، إن تركيا أصبحت "المنصة الرئيسية لتحرك الجماعات الإسلامية" فى الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الداخلية الألمانية فى الوثيقة إن "بيانات التضامن والتحركات الداعمة المتعددة" لجماعة الإخوان فى مصر ولحماس و"لجماعات إسلامية فى المعارضة المسلحة فى سوريا" من قبل الحزب الحاكم التركى والرئيس رجب طيب أردوغان "توضح الصلة الأيديولوجية بالإخوان".
وأضافت الوثيقة الصادرة فى العاشر من أغسطس الجارى أنه "نتيجة سياسة أنقرة الداخلية والخارجية فى أسلمة كل شىء خطوة بخطوة منذ عام 2011، تطورت تركيا لتصبح المنصة الرئيسية لعمل الجماعات الإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط".
وأصدرت وزارة الداخلية الألمانية بيانا يقول إن الوثيقة "مصنفة على أنها سرية، وبالتالى لا يمكننا التعقيب علنا على محتواها".
وحاولت ألمانيا التراجع فى أحدث خلاف لها مع تركيا شريكها الحيوى فى مساعى وقف تدفق المهاجرين بعدما انتقدت أنقرة برلين بسبب تقرير حكومى مسرب يكشف دور تركيا التى باتت مركزا للجماعات الإسلامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة