قال دكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، إنه لابد من وجود إصلاح لضمان نجاح قرض صندوق النقد الدولى الذى تتجه مصر للحصول عليه، موضحا أن خطر إنفاق أموال القرض دون تنفيذ إصلاح اقتصادى حقيقى يمثل "قلقا كبيرا".
وشدد بهاء الدين، فى تصريحات لشبكة بلومبرج، نشرتها الأحد، على ضرورة أن يراقب البرلمان والإعلام والمجتمع تنفيذ برنامج الإصلاح المتعلق بالقرض لضمان تأثير إيجابى. وأضاف أن من المهم للغاية البدء فى حوار مفتوح بشأن من سيتحمل التكلفة لأنه كل شخص يعلم أن سيكون هناك بعض المتاعب المتعلقة بتحقيق الإصلاح.
ويرى محللون غربيون أن صندوق النقد الدولى يخوض معركة صعبة فى المنطقة لتقديم القروض للدول التى لم يستطع الإصلاحيون الاقتصاديون فيها تحقيق أقصى نجاح.
وتقول شبكة بلومبرج، إنه فى سعيها لاستعادة ثقة المستثمرين الأجانب، أعلنت مصر عن اتفاق مبدئى لاقتراض 12 مليار دولار على مدار السنوات الثلاث من صندوق النقد، لتنضم إلى تونس والأردن والعراق، الدول العربية التى تلقت قروضا من المنظمة الدولية فى واشنطن.
ومن المرجح أن ينطوى البرنامج المتعلق بالقرض، على معدل سعر صرف أكثر مرونة وإعادة بناء الإحتياطى النقدى الأجنبى وخفض الإنفاق. وترى الشبكة الإخبارية الأمريكية أن تدفق أموال النقد الدولى لدول المنطقة فرصة لإستعادة الإستقرار الإقتصادى.
وتضيف بلومبرج أن صندوق النقد الدولى يواجه العديد من التحديات لإقراض مصر وغيرها من الدول منذ عقود، بسبب سوء الإدارة والمقاومة العامة للإجراءات الاقتصادية الصارمة المتعلقة بالإنفاق.
وقال جون ألترمان، المسئول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية ومدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، إن صندوق النقد يخوض معركة صعبة، وإن الأحداث التى شهدتها المنطقة على مدار السنوات الخمس الماضية جعلت قادة الشرق الأوسط يرون أن شروط القروض التى تفرضها المؤسسات الدولية لم تكن على حق، بل عمقت شكوكهم بشأن الإصلاحات الواسعة التى ربما تؤدى إلى الاضطرابات السياسية.
وتتضمن شروط صندوق النقد الدولى والبنك الدولى لمنح القروض للبلدان التى تعانى أزمات اقتصادية، تقليص الميزانية والانفتاح التجارى وغيرها من الشروط المتعلقة بالعملة والدعم. وتقول بلومبرج إن صندوق النقد تحت قيادة مديرته الحالية كريستين لاجارد، خفف من شروطه المتعلقة بخفض الميزانية، وأقر بأن ضوابط رأس المال يمكن أن تكون مفيدة فى بعض الأوضاع.
وقالت كريس جارفز، مسئولة بعثة صندوق النقد لمصر، إن مصر بلد قوى، ولديها فرصة عظيمة لكنها تعانى بعض المشكلات التى تحتاج للمعالجة سريعا.