شهد مسجد أنصار السنة بطور سيناء، جلسة عرفية بحضور المحاسب فوزى همام رئيس مدينة الطور، وجمع غفير من المواطنين، وذلك لعقد جلسة الصلح بين عائلة الطفل القتيل "عبد الرحمن على الجندى" 11 سنة من عائلة الجندى، وعائلة قاتله وهى عائلة القرارشة.
وكان الطفل لقى حتفه على الطريق الدولى أمام جامع الفيروز بحى مبارك الجديد بمدينة طور سيناء، منذ أسبوعين بعد صدم سيارة له، ولم تتوصل الشرطة إلى الجانى حتى اتصل أهل القاتل بخال الطفل وطلبوا الامتثال لحكم مجلس القضاء العرفى، وتم الإفصاح عن هوية القاتل، وهو "محمد ع س" 17 سنة يقود السيارة بدون رخصة قيادة، وهو من عائلة القرارشة.
مجلس القضاء العرفى
واستمعت لجنة مجلس القضاء العرفى إلى أقوال القاتل وأهله، كما استمعت إلى أهل القتيل، ثم حكمت اللجنة بأن يقدم أهل القاتل دية القتيل وقدرها 100 ناقة، وقٌدر ثمن الناقة بـ 15 ألف جنيه بما يعادل 1.5 مليون جنيه، ثم منح المحكمون، أهل القاتل مهلة ربع ساعة للمشاورة لقبول الدية أو رفضها.
وشارك فى الجلسة عقب صلاة العشاء ، بمسجد " أنصار السنة " بمدينة طور سيناء أمس الأربعاء كلاً من الشيخ عبد الحليم الجمال ، النائب السابق بمجلس الشورى رئيسا للجلسة ، مع حضور كل من :النائب غريب حسان ، عضو مجلس النواب عن دائرة طور سيناء ، والنائب عبد الحكيم مسعود نائب دائرة مركز ناصر بمحافظة بنى سويف وعدد من مشايخ وعواقل البدو والمواطنين .
فيما عفي أهل القتيل عن الديه فيما عدا ربعها الذي قدر بمبلغ 375 ألف جنيه حيث قالوا أنهم سيتبرعون بالمبلغ لأحد المساجد تحت الانشاء.
وأكد الشيخ عبد الحليم الجمال، قاضى الجلسة العرفية أن مجلس القضاء العرفي ، ليس بدولة داخل دولة ولا يتعارض مع سلطات القاضى الجنائى ، مشيرا إلى أن المجلس يلتزم بإظهار الحق وليس المبتغى منه الصلح او التراضى ولايجوز لطرفى النزاع اتخاذ طريق آخر طالما ارتضوا بالمجلس.
وقال سالم مسلم أحد المشاركين في جلسة الصلح،أن الجلسة بدأت مباشرة عقب صلاة العشاء بقراءة سورة الفاتحة وعدد من آيات القرآن الكريم التى تحث المسلمين على الصلح وتدعو لنبذ الخلافات والعنف بين المسلمين، وعقب ذلك تلى عدد من المشاركين عدد من الأدعية التى تحث على ضرورة التسامح والتآخى والعفو عند المقدرة.
وخلال الجلسة قام عدد من أبناء العائلتين بتوزيع المشروبات على الحاضرين والجلوس جميعا معا داخل ساحة المسجد رافعين شعار الصلح خير، وعقب انتهاء جلسة الصلح وقبول الطرفين شروط التراضى والتصالح ردد الحاضرون: "الله وأكبر ..الله وأكبر".
وعقب انتهاء الجلسة حرص الجميع على مصافحة كل واحد منهم الآخر بحب ومودة وتسامح .
العرف القبلي يحكم المجتمع القبلى
يذكر أن العرف القبلي ، هو مجموعة من العادات والتقاليد والأحكام والتي تحكم المجتمع القبلي، وتعتبر إلزاما بين أفراد القبائل وبذلك يكون قانونا اجتماعيا يهدف إلي إقامة العدل وإقرار السلام الاجتماعي بين القبائل والعائلات .
وقال سليمان سالم أحد المشاركين فى جلسة الصلح،أن مجالس الصلح واجب ديني يحتمه الشرع ، لأن مجالس الصلح تجتث الخصومات ، وتمسح آثار الغضب ، وتحول العداء و الخصومة الي حب ووفاق .
وقال عودة فريج ، أحد المشاركين فى جلسة الصلح ،أن السعي في الإصلاح بين طرفين في أي مشكلة ، له أجر وثواب عظيم عند الله ، حيث ينال الوسيط أجرا عظيما على عمله ، وذلك لأنة يؤلف بين قلوب متنافرة.
وقال أحمد حسين ،أحد المشاركين فى جلسة الصلح ، قال الله تعالي في كتابة "والصلح خير" وبه يزول الخلاف بين الأفراد والأسر ، ويحل التصافي بينهم ، و الصلح يغلق منافذ الشر ، ويطهر النفوس من وساوس الشيطان .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة