السطور المقبلة ليس الهدف منها أبدًا أن تنال من رحلات المصريين إلى شرم الشيخ أو الغردقة، كما أن ليس الهدف منها الهجوم على موائد المصريين المكتظة بما يفيض عن حاجاتهم من أطعمة، وغيرها من السلوكيات التى يرتكبها السائح الأجنبى كما يرتكبها المواطن المصرى، وهو ما يجعل من الظلم والافتراء أن نكتفى بانتقاد المواطنين المصريين وأطفالهم لمجرد أنهم يرتكبون هذه السلوكيات، ونصمت عما يرتكبه السائحون الأجانب، من تجاوزات يعلمها كاتب السطور، بحكم
خبرات سابقة فى العمل بالقطاع السياحى، ويعلمها العاملون فى قطاع السياحة أنفسهم، ويغضون المصرى إذا « الزبون » الطرف عنها، ويكتفون بلوم ملأ طبقًا ولم يأكله بالكامل.
هذا بالطبع فعل مذموم، لكن يؤدى بالعاملين فى قطاع السياحة إلى تدشين صفحات لوضع صور المصريين الذين يخالفون المعهود عليه من ملابس الاستحمام، أو يرتدون ملابس غير مناسبة فى قاعة والفنادق، أو المنتجعات ،«restaurant» الطعام الزبائن بهذه الصور على « تجريس » السياحية، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فى الوقت الذى تحل وفود المصريين الراغبين فى قضاء إجازاتهم فى فنادق شرم الشيخ والغردقة أزمات، وترفع وتؤدى بالطبع لزيادة ،« اللوكاندات » نسبة إشغالات نسبة 12 % خدمة التى يتقاضها العاملون فى قطاع الفنادق، بالإضافة لرواتبهم الثابتة.
ولكن كل ما سبق لا يعنى أن السياحة الداخلية هى حل أزمة قطاع السياحة، لأن قطاع السياحة ينهض فى الأساس على العملة الصعبة، وزيادة الاحتياط من النقد الأجنبى الذى تجلبه السياحة الوافدة من الخارج.
وحسب تقرير عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، صدر نهاية العام الماضى، انخفض عدد السائحين خلال شهر ديسمبر الماضى بنسبة بلغت. %43.7 ، مقارنة بالشهر نفسه فى عام 2014 ولم يكتف التراجع السياحى البشع بتأثيره الهائل والمروع على احتياطى النقد، إذ اعترف وزير المالية، عمرو الجارحى، مؤخرًا بحجم الكارثة، بقوله إن خسائر السياحة فى الشهور العشرة الأخيرة هى الأسوأ منذ 15 عامًا، وهو التصريح الذى أدلى به الوزير مطلع أغسطس الجارى فى مؤتمر صحفى له.
وعليه فإن الجهود المنتظر بذلها تمضى فى طريق الترويج للآثار الهائلة التى تحتضنها مصر، بمبادرات تشبه تلك المبادرات التى تدشنها بعض للترويج لزيارة البلدان التى ،« الفيس بوك » صفحات وبعضها ،« شنجن » لا تشترط الحصول على فيزا فى أوروبا الشرقية، ومنها مبادرة أطلقتها صفحة للسفر إلى جورجيا الواقعة فى « فيس بوك » على ملتقى غرب آسيا وأوروبا الشرقية مقابل 460 دولارًا، بالاعتماد على خط الطيران الرابط بين الغردقة وجورجيا، فلماذا لا تتخذ جهة ما فى مصر، أو فى وزارة السياحة مبادرات لتنفيذ أفكار من هذا القبيل، تطلقها بالتعاون مع محبى الأقصر ومعابدها، أو أبوسمبل، لتنفيذ رحلات لزيارة هاتين البقعتين بمقابل مماثل، وليكن مثلًا 500 دولار، نظير زيارة الدير الغربى ليوم واحد، أو معبد فيلة، أو حتى تنظيم الرحلات للصحراء الشرقية، وهى كلها مقاصد بحاجة لتسليط الضوء عليها، حتى إذا مبادرات » تم العمل على هذه المبادرات بشكل التى تخاطب الناس فى الولايات « السوشيال ميديا المتحدة الأمريكية وألمانيا وروسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة