تدور أحداث رواية "الطابور" فى أجواء كابوسية حول سيطرة السلطة الممثلة فى "البوابة" على تفاصيل حياة المواطنين، حيث تضطرهم الظروف للوقوف أمامها فى طابور طويل بانتظار أن يُفتح لهم كى يتمكنوا من الحصول على التصاريح اللازمة لممارسة حياتهم، حتى أن البطل الذى أطلقت قوات الأمن عليه النيران لم يتمكن من الخضوع لجراحة لاستخراج الرصاصة التى استقرت فى جسده إلا بموافقة البوابة.
ويرى الكثيرون أن رواية الطابور للدكتورة بسمة عبد العزيز تعبر بشكل كبير عن أحوال المجتمع المصرى، حيث المواطنون لا حول لهم ولا قوة ويقفون فى طابور طويل أمام بوابة لا تكاد تفتح أبدا.
"طابور البوابة" هو البطل فى الرواية، الذى بدا الوقوف فيه، أول الأمر، مظهراً عادياً من مظاهر الحياة، لكنه تحول بعد فترة إلى حياة قائمة بذاتها، انضم إلى الطابور الكثير من الأشخاص الذين لا يجمع بينهم أى رابط، سوى أنهم مضطرون إلى الوقوف هناك، وقد أخذ كل منهم يعيد تشكيل عالمه الخاص، بما يتوافق والمواظبة على الوجود فى الطابور، الأهداف المتباينة لكل من إيناس وأم مبروك وذى الجلباب وغيرهم من الواقفين لا تتحقق، والبوابة لا تنفتح، مع ذلك فإن الجميع – بمن فيهم يحيى الذى تتجوّل فى جسده رصاصة وينتظر استخراجها- يفضلون الاستمرار فى أماكنهم، برغم عدم صدور أى قرارات رسمية بمعاقبة المغادرين.
وفى تصريحات صحفية قالت "بسمة"، إنها أرادت تفسير واستكشاف التغييرات التى أصابت الشخصيات، فبعض الناس انجذبوا بدرجة كبيرة للاستبداد ودعموا وجوده عبر الاستسلام أو التخلى عن الأمر.
والرواية صادرة عن دار التنوير، صدرت طبعتها الإنجليزية عن دار النشر الأمريكية "ملفيل هاوس"، فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الباحثة والروائية الدكتورة بسمة عبد العزيز، وقعت عقدًا مع إحدى شركات الإنتاج الأمريكية لتحويل روايتها "الطابور" لفيلم سينمائى.
وقال "بسمة" على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "طيب أنا وقعت مع شركة الإنتاج الأمريكية Mulberry عقد تمهيدى لشراء رواية الطابور وتحويلها إلى فيلم سينمائي. العقد معناه إن الشركة حجزت حق شراء الرواية، لم تشترها حتى اللحظة لكن على كل حال أظنها خطوة جيدة".
بسمة عبد العزيز طبيبة وفنانة تشكيلية وأديبة، صدرت لها مجموعتان قصصيتان ورواية، وثلاث دراسات نفسية واجتماعية، آخرها "ذاكرة القهر: دراسة حول منظومة التعذيب"، وفاز كتابها "إغراء السلطة المطلقة" بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب عام 2009.