اشترك فى مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، وكان خلال دراسته بكلية الطب حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التى لاقت شهرة كبيرة بين زملائه، وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر، وعمل كطبيب بالقصر العينى، وحاول ممارسة الطب النفسى، ثم صحفى محرر بالجمهورية، ثم كاتب بجريدة الأهرام.
وانضم إلى المناضلين الجزائريين فى الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وساماً إعراباً عن تقديرهم لجهوده فى سبيلهم وعاد إلى مصر، وصار صحفياً معترفاً به حيث نشر روايات قصصية، وقصصاً قصيرة، ومسرحيات.
وكانت بداية مشواره الأدبى عام 1950 بنشر قصصه القصيرة، وأصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالى" عام 1954، لتتجلى موهبته فى مجموعته القصصية الثانية "جمهورية فرحات" عام 1956، الأمر الذى دعا عميد الأدب العربى "طه حسين" لأن يقول:"أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت فى كتابه الأول "أرخص ليالى"، على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها".
وللكاتب الراحل مجموعة من القصص القصيرة منها "أرخص ليالى، جمهورية فرحات، حادثة شرف" كما أصدر إدريس عدد كبير من الروايات منها "الحرام، العيب، رجال وثيران".
وعاش الكاتب الراحل فى مرحلة حيوية من تاريخ مصر من الجوانب الثقافية والسياسية والاجتماعية، حيث الانتقال من الملكية بكل ما فيها من متناقضات، إلى الثورة بكل ما حملته من أمال ثم النكسة وما خلفته من هزائم نفسية وآلام، ثم النصر فى 73 بكل ما كان ينطوى عليه من استرداد لعزة وكرامة الشخصية المصرية، ثم الانفتاح وما تبع ذلك من آثار على المجتمع المصرى من تخبط وتغير فى بنيته الثقافية والنفسية والاجتماعية.
وكان "إدريس" غزير الثقافة واسع الاطلاع بالشكل الذى يصعب تحديد مصادر ثقافته أن تقول إنه تأثر بأحد الروافد الثقافية بشكل أكبر من الآخر، حيث اطلع على الأدب العالمى وخاصة الروسى وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كان له قراءاته فى الأدب الآسيوى وقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين.
موضوعات متعلقة:
أحمد الغرباوى يكتب: يوسف إدريس.. عبقرى الإبداع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة