وإذا كان وصول البرتغال ورونالدو إلى نصف النهائى البطولة القارية أمراً "روتينياً" نظراً إلى تاريخ الفريق فى النهائيات، فإن تواجد بيل ورفاقه فى هذه المرحلة يعتبر إنجازاً تاريخياً لأنه يتحقق فى أول مشاركة لويلز.
ومن المتوقع أن تكون المواجهة مثيرة بين منتخب برتغالى شق طريقه إلى دور الأربعة دون أن يلمع، ومنتخب ويلزى استحق مكانه بين الكبار بعدما قدم أداءاً ملفتاً إن كان فى دور المجموعات أو فى الدور ربع النهائى عندما أقصى بلجيكا وترسانتها بالفوز عليها 3-1.
وما يزيد من حدة الإثارة فى هذه المواجهة أنّ رونالدو وبيل اللذين اعتادا على اللعب إلى جانب بعضهما فى ريال مدريد، سيتنافسان على المجد الوطنى وكل لنفسه عوضاً عن تضافر جهودهما من أجل مجد فريقهما الملكى.
لكن بيل الذى كلف ريال مدريد 100.8 مليون يورو لضمه من توتنهام الإنجليزى عام 2013، يؤكد بأن مواجهة اليوم "لا تتعلق بلاعبين، الجميع يعرف ذلك، بل إنّها مرتطبة ببلدين فى دور نصف النهائى".
وتحدث بيل الذى لعب دوراً أساسياً فى المشوار التاريخى لويلز بتسجيله 3 أهداف فى الدور الأول وتسببه بهدف التأهل إلى الدور ربع النهائى على حساب أيرلندا الشمالية، عن زميله رونالدو الذى كلف ريال مدريد 94 مليون يورو لضمه من مانشستر يونايتد الإنجليزى عام 2009، قائلاً: إنه لاعب مذهل والجميع يعرف ما بإمكانه فعله. نحن نركز على بإمكاننا فعله كفريق ولا نركز على الأفراد".
ورغم فوزه بدورى أبطال أوروبا مرتين فى 3 أعوام مع ريال مدريد، وجد بيل نفسه فى ظل رونالدو منذ وصوله إلى "سانتياجو برنابيو" حيث يعتبر النجم البرتغالى أسطورة حية وليس من فراغ وذلك لأنه أفضل هداف فى تاريخ النادى الملكى.
رونالدو والمواقف المحرجة
لكن فى فرنسا 2016 كان الأمر مختلفاً لأنّ بيل فرض نفسه من أفضل نجوم البطولة القارية فى حين وجهت الانتقادات لرونالدو الذى اكتفى بهدفين فى الدور الأول (3-3 ضد المجر فى الجولة الأخيرة).
ولم توجه الانتقادات لرونالدو الذى بات أمام المجر أول لاعب فى تاريخ كأس أوروبا يسجل فى أربعة نهائيات متتالية رافعاً رصيده فى النهائيات إلى 8 ليصبح على بعد هدف من الرقم القياسى للفرنسى ميشال بلاتينى (9 عام 1984)، بسبب أدائه المتواضع فى البطولة وحسب بل بسبب "تعجرفه" وتهجمه غير المبرر على المنتخب الأيسلندى خلال المباراة الأولى (1-1).
واتهم رونالدو المنتخب الأيسلندى بأنه صاحب "عقلية ضيقة"، معتبراً بأنّ هذا المنتخب الذى يخوض مغامرته الأولى على الإطلاق أنّ كان على الصعيد القارى أو العالمي، "لم يحاول فعل أى شيء وكل ما فعله هو التكتل داخل المنطقة".
وأضاف رونالدو: "لقد وضعوا الحافلة فى الشباك"، أى أنهم تكتلوا داخل المنطقة وكأنّ حافلة واقفة بين الخشبات الثلاث، مضيفاً: "أيسلندا لم تحاول فعل أى شىء، كل ما فعلته هو الدفاع، الدفاع والدفاع، خلقوا فرصتين وسجّلوا منهما هدفاً. كانت ليلة حظهم. نشعر بالإحباط لأنهم لم يحاولوا حتى الفوز باللقاء".
وواصل: "لهذا السبب أعتقد بأنهم لن يحققوا شيئاً هنا (فى كأس أوروبا). برأيى إنهم يملكون عقلية ضيقة... اعتقدت أنهم فازوا بكأس أوروبا بالطريقة التى احتفلوا بها فى نهاية اللقاء".
ولم يكن رونالدو مصيباً فى توقعاته لأن المنتخب الأيسلندى كان نجم البطولة إلى جانب نظيره الويلزى كونه نجح فى الوصول إلى ربع النهائى فى مشاركته الأولى قبل أن تنتهى مغامرته على يد فرنسا المضيفة (2- 5).
ثم دخل رونالدو فى موقف حرج آخر يضيفه إلى إهانته الأيسلنديين وإضاعته ركلة جزاء فى المباراة الثانية لبلاده ضد النمسا (صفر-صفر)، إذ رمى ميكرفون احد القنوات البرتغالية حاول الحديث معه خلال النزهة التقليدية قبل مباراة المجر
وفى وقت كان لاعبو منتخب البرتغال يتنزهون فى ليون بالقرب من مجرى مائي، حاول صحفى برتغالى الاقتراب من هداف ريال مدريد وأخذ انطباعاته عن مباراة المجر، لكن رونالدو أبدى انزعاجه، تخلص من الميكروفون ورماه فى البحيرة المجاورة بحسب مشاهد تداولتها الصحف البرتغالية والإسبانية.
لكن لاعب وسط البرتغال أندرى جوميز دافع عن قائده، قائلاً: "لقد عمل بجهد كبير من أجل مصلحة المجموعة وهذا الأمر الأهم. لقد قدم كل ما لديه"، مضيفاً: "بيل يعتبر مرجعاً بالنسبة لويلز كما حال رونالدو بالنسبة لنا".
وستكون مباراة ويلز فرصة أمام رونالدو للظهور بشكل مغاير كما ستدخله التاريخ لأنه سيضيف رقماً قياسياً آخر إلى الإنجازين اللذين حققهما فى النهائيات الحالية، أى أول لاعب يسجل فى أربع نهائيات وصاحب أكبر عدد مباريات (19 مقابل 16 للحارس الفرنسى إدوين فان در سار والمدافع الفرنسى ليليان تورام).
وسيصبح رونالدو أول لاعب يخوض الدور نصف النهائى ثلاث مرات، كما يملك إمكانية أن يصبح ثالث لاعب يسجل أكثر من هدف فى دور الأربعة (سجل عام 2004 ضد هولندا) إلى جانب السوفياتيين فيكتور بونيديلنيك وفالنتين إيفانوف اللذين سجلا فى نسختى 1960 و1964
موضوعات متعلقة..
- يورو 2016.. شكوك حول إصابة رونالدو قبل مواجهة ويلز
- ميرور: ستوك يقترب من ضم رمضان صبحى مقابل 3.5 مليون جنيه إسترليني
- يورو 2016.. نظرة على منتخبات المربع الذهبى..ألمانيا المنتخب الأقوى والأقل أخطاءاً.. ويلز يعنى شيئا أكبر بكثير من بيل..فرنسا تعتمد على الأرض والجماهير والفوز من لمح البصر.. ورونالدو يقود أحلام البرتغال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة