عيد بلا وطن.. سوريون وليبيون ويمنيون يفتقدون ذويهم فى الأعياد.. موفق السورى يقضى يومه فى انتظار مكالمة بناته بحمص.. يوسف اليمنى: العيد يوم عمل شاق.. ورمضان الليبى: نخفف مصروفاتنا خوفاً من طول الإقامة

الثلاثاء، 05 يوليو 2016 03:37 م
عيد بلا وطن.. سوريون وليبيون ويمنيون يفتقدون ذويهم فى الأعياد.. موفق السورى يقضى يومه فى انتظار مكالمة بناته بحمص.. يوسف اليمنى: العيد يوم عمل شاق.. ورمضان الليبى: نخفف مصروفاتنا خوفاً من طول الإقامة جانب من العنف فى سوريا
كتب أحمد أبو حجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعيداً عن أوطانهم وديارهم يقضى الآلاف من اللاجئين العرب عيدهم فى مصر كلاجئين ينتظرون الفرج للعودة من حيث أتوا، فأطفال سوريا نسوا مشاهد صلاة العيد فى ساحات دمشق أو حمص بسبب الحرب المستمرة منذ ستة سنوات تقريباً، فيما فقد أبناء ليبيا متعة اجتماع العائلة فى "الهدرز"، و أبناء "تعز" اليمنية مشتتون فى ظل حصار مليشيات الحوثى لمدينتهم.

ينتظر اللاجئون فى مصر نداء العودة إلى أوطانهم، ومجئ اليوم الذى يحتفلون فيه بالعيد بين ذويهم، فلا فرحة للعيد بعيداً عن الوطن.

"موفق المصرى" سورى الجنسية ترك بيته بمدينة حمص السورية قبل نحو 4 أعوام قادماً إلى مصر ليستقر بمدينة السادس من أكتوبر التى قضى بها نحو 7 أعياد قبل أن يحل العيد الثامن عليه هنا، "كيف احتفل بالعيد وبناتى الثلاثة وأزواجهن وأولدهن محاصرون فى حمص؟"، هكذا يتسأل "المصرى" فاتحاً الباب أمام العشرات من الأسئلة التى لا يجد لها إجابة.

بحسب تصريحات مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولى، السفير هشام بدر فى نهاية عام 2015 فإن عدد اللاجئين السوريين بمصر، وصل إلى 350 ألف سورى، مسجل منهم نحو 140 ألفاً بمفوضية اللاجئين.

"المصرى" صاحب الـ57 عاماً، والذى عمل محاسباً بأحد البنوك السورية يكمل: العيد يعنى فرحة اللقاء بالأهل والأصدقاء والجيران، وهو ما لم يحدث منذ 2011، قائلاً "أسرتى انفرط عقدها ما بين حمص السورية المحاصر والتى تعيش فيها بناتى الثلاثة، والولايات المتحدة التى يتواجد بها نجلى الأكبر، والمدن التركية التى يتواجد بها أخواتى الثلاثة وأبنائهم .. فكيف يمكن أن تتحقق الفرحة فى ظل هذه الظروف وهذا البعد عن الأحباب؟".

لا يتخلى موفق المصرى عن هاتفه المحمول حتى أثناء صلاة العيد، فبحسب ما يرويه "المصرى" فإنه من بعد الانتهاء من الصلاة تبدأ معاناة الاتصال الهاتفى بين الأب وبناته الثلاثة بحمص للاطمئنان عليهن، مضيفاً "لا انتظرهن حتى يتمكن من الاتصال الهاتفى بى، ولكنى أحاول عشرات المرات خلال هذا اليوم للوصول اليهن بسبب ضعف الشبكة تارة أو قطع الخدمة عنهم تارة أخرى أو بسبب انقطاع التيار الكهربائى عنهم بالشكل الذى يبقى بطاريات هواتفهم فارغة لوقت طويل".

لا يدور الحوار بين الأب وابنته عن العيد ومظاهر الاحتفال به، ولكنه يبدأ بالسؤال عن أحوال المدينة، ومن مازال على قيد الحياة ومن توفى نتيجة الحرب أو الحصار المفروض على المدينة منذ سنوات ثلاث.

فى سوريا كان لموفق المصرى عادات يحرص عليها مع عائلته فى كل عيد من بعد الانتهاء من صلاة العيد، حيث يتجمع أفراد العائلات متوجهين إلى الجبانات، ومن بعدها الذهاب إلى منزل كبير العائلة لتناول "الظفر" المكون من ورق دوالى "العنب"، واللحم الضأن، والاستقرار مع العائلة حتى منتصف اليوم أو نهايته.

العيد فى مصر كما يقول بدوى عبد الباسط صاحب الـ 62 عاما المواطن السورى الذى يقضى عامه السابع فيها ، "زى أى يوم تانى بس أسمه عيد"، مضيفاً "فقر الحال وتفتت العائلات لا يشعرنا بالفرحة، ففى كل عيد انتظر هاتفا من نجلى وزوج ابنتى فى سوريا".

يعتمد "بدوى" الذى يعول نحو 7 أحفاد فى كسائهم بملابس العيد على تلك المساعدات القادمة من الجمعيات الخيرية، ومساعدات أهل الخير من المصريين أو السوريين قائلاً "لا نشترى سوى الضروريات ولا علاقة لأطفالنا بالرفاهية" .

تعتمد أسرة بدوى فى دخلها المادى على ما يتقاضه نجليه من أعمالهم، حيث يعمل نجله "حمزة" سائق سيارة أجرة والأخر يعمل بأحد المطاعم، بالإضافة إلى المساعدات التى تخصصها المفوضية والتى لا تتجاوز 800 جنيه للأسرة، وهو الوضع الذى يحرم الأطفال السبعة من الخروج للتنزه أو الفسحة أو الذهاب إلى مدينة الملاهى كباقى الأطفال فى يوم العيد، قائلاً "لازم تعمل حساب الجنيه رايح فين وهيتصرف فى أيه"، متابعاً "أقل خروجه فى العيد لن تقل عن 300 جنيه، وهو ما يمكن إدخاره لتجنب الأزمات المالية المتوقعة قبل نهاية الشهر".

وعلى الرغم من المجتمع شبه المتكامل الذى نجح السوريون اللاجئون فى مصر من إقامته فى مدينة 6 أكتوبر إلا أن ذلك لا يخفف من وطأة الحنين إلى الوطن، فبحسب يحيى عبد الغنى صاحب الـ٦٣ عام، "أنتظر فى كل يوم نداء العودة إلى ديارى بسوريا، قائلاً "قضيتنا ليست كالقضية الفلسطينية، لكنها صراع سينتهى يوماً ما وسأعود إلى وطنى، متابعاً "تجمعاتنا قد تخفف عنها، لكنها لا تغنى عن الوطن الأم" .

ويكمل "لا وقت للاحتفال بالعيد، فيوم العيد هو يوم البكاء للمحروم من الاطمئنان على أبنائه المبعثرين فى عدة دول، بالإضافة إلى ما يعانيه الأهل فى سوريا من الضربات المتتالية، فلا وقت للتفكير فى ملابس العيد أو الخروج، فلا لذة فى البعد عن أختى وابنتى"، قائلاً "تحقيق لم شمل الأسرة لجميع اللاجئين السوريين فى مصر أمر سيحسب للسلطات المصرية اذا ما تم إقراره".

أما أبو أحمد نزار السورى فيخصص لنفسه ما يقارب الساعة بعد الانتهاء من صلاة العيد للدعاء والابتهال لله لينقذ بلاده ويعيد إليها الأمن والأمان والاطمئنان حتى يتسنى له العودة إلى منزله بحمص مرة أخرى بعد سنوات ستة قضاها فى مصر بعيداً عن دياره وأهله، مكتفياً بالقول "العيد هيكون حلو فى حمص قريباً".

يوسف محروم من تجمع العائلة فى العيد


داخل أحد المطاعم اليمنية بالقاهرة يعمل يوسف الشرعبى صاحب 27 ربيعاً، الذى وصل إلى مصر قبل نحو عام ونصف العام تقريباً، بعد أن ساءت الأمور فى مدينة تعز وبلغ حصار مليشيات الحوثى وأنصار الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح مداه.

"كل ما اعتدت عليه من عادات احتفالية بمدينة تعز اليمنية لا يتكرر فى القاهرة أو فى أى مدينة أخرى"، هكذا يقول الشرعبى، مضيفاً "صباح يوم العيد تتجمع كل العائلة لدى الجد – والد الأب – ومع قدوم كل أسرة إلى منزل الجد يتولى أحد الأعمام إطلاق الرصاص والألعاب النارية احتفالاً بوصولهم، ثم تناول وجبة الغداء، ويبقى التجمع إلى منتصف الليل ثلاثة أيام متواصلة، وبحسب الشرعبى لا يقل عدد أفراد العائلة عن 60 – 80 فرداً" .

أما فى مصر فهو يضطر إلى أن يعمل بعد صلاة العيد وحتى التاسعة مساء، ويكمل فى الغربة لا أبحث إلا عن مصدر الدخل الذى سيتم تحويله إلى الأسرة فى تعز، للمساعدة على أعباء الحياة.

يرسل يوسف لوالده نحو 90% من راتبه الذى وصل خلال شهر رمضان إلى نحو 2500 جنيها، مشيراً إلى أنه فى أشهر العيد أو المناسبات يقوم بإرسال راتب شهرين معاً، حيث يضطر إلى سحب راتب الشهر المقبل لإرساله إلى الأسرة فى اليمن .

ويضيف "الطقس الوحيد الذى اعتدت عليه منذ وجودى فى القاهرة قبل ثلاثة أعياد هو انتظار مكالمة هاتفيه من الوالد، حين يتوفر له تغطية جيدة للشبكة"، وباقى اليوم يقضيه يوسف فى عمله بالمطعم الذى يستقبل اليمنيين بالقاهرة، حتى فى الأيام العادية لا يفكر "يوسف" الحاصل على بكالوريس العلوم المالية والمصرفية من كلية التجارة بجامعة تعز، فى الخروج للتنزه أو زيارة الأماكن السياحية، فلا فائض مادى لديه يمكنه من ذلك، فحسب قوله "لازم تضرب حساب الجنيه الواحد لتوفير تكاليف البيت هنا والأسرة فى تعز".

ويقول يوسف إن "الحرب والحصار والظروف المادية ثلاثة عوامل تمنع أى يمنى من التفكير فى العودة إلى بلاده الآن، وربما لعدة أعوام مقبلة، طالما بقيت الحرب دائرة، وظل الحوثى يحاصر تعز".

وتشير التقديرات إلى أن عدد اليمنيون بالقاهرة قد يصل إلى نحو 50 ألف شخص، يتركز وجودهم بمنطقة الدقى والعجوزة بمحافظة الجيزة ومنطقة المنيل التابعة لمحافظة القاهرة.

رمضان يفتقد "الكسكسى و مشروب الشاهى :


يتواجد رمضان عبد الله بالقاهرة منذ نحو عامين ونصف العام بسبب ما تشهده بلده ليبيا من حرب وفوضى مدمرة منذ فبراير 2011، يحاول الشاب الليبى أن يتجاوز أحزانه والاحتفال مع أسرته بيوم العيد، لكن الوحدة والغربة والبعد عن الوطن لا يشعرونه بطعم مميز لهذا اليوم الذى لا يختلف عن باقى الأيام.

على الرغم من وجود زوجة الشاب الليبى وأطفاله معه بالقاهرة، إلا أن ذلك لا يعوضه الاحساس بطعم العيد، فبحسب ما يقوله رمضان "الغرض من العيد هو صلة الرحم وزيارة الأقارب والأصدقاء، حرصاً على الروابط الاجتماعية والأسرية لكن ذلك لا يتحقق هنا".

لا طقوس معينة اعتادت عليها أسرة رمضان للاحتفال بعيد الفطر الخامس لهم فى القاهرة، موضحاً أن العادات والتقاليد كانت فى ليبيا من خلال شراء ملابس العيد للأطفال والخروج إلى الصلاة ومن بعدها الاجتماع بالأهل فى "هدرز" العائلة - تشبه دار المناسبات لكنها مملوكة للعائلة ويجتمع بها العائلة فى أفراحهم ويقيموا مأتمهم فيها.

ويتابع "لا يخلو يوم العيد من أكلاتنا المفضلة مثل الكسكسى بالإضافة إلى مشروب الشاهى".

الليبيين فى مصر لا توجد احصائية بعددهم و لكن جميعهم حسبما يقول رمضان بدأوا فى تخفيف نفقاتهم المالية خوفاً من استمرارهم خارج ليبيا لفترات طويلة أخرى.


موضوعات متعلقة..


أخبار سوريا..المرصد السورى:13 ألف مدنى فروا من منبج خلال شهر من المعارك

أخبار ليبيا.. مقتل وإصابة 25 شخصا جراء الاشتباكات بين مسلحين بالعاصمة طرابلس

أخبار اليمن..مقتل 6 يمنيين وإصابة 14 فى قصف المليشيات الحوثية لمدينة تعز








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة