تستعد جمهورية الصين الشعبية، بكامل طاقتها لوضع الترتيبات النهائية لقمة مجموعة العشرين التى من المتوقع أن يحضرها قادة دول المجموعة ومعهم الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى كضيف شرف للقمة، وذلك بعد اختيار الرئيس الصينى لمصر لتكون ضيف شرف القمة، كما تبدأ غدا اجتماعات على مدار يومين فى مدينة تشينجداو الصينية لأعضاء من المجتمع المدنى من الدول المشاركة فى القمة.
وتعتبر مشاركة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى الاجتماع المقبل بقمة مجموعة العشرين حدثا مهما للغاية، حيث إن هذه القمة مهمة للغاية ومشاركة مصر فيها ستعود بالفائدة الكبيرة عليها سياسيا واقتصاديا، وإن الدعوة موجهة شخصيا من الرئيس الصينى شى جين بينغ لمصر لحضور القمة ضمن دولتين فقط للمشاركة من خارج المجموعة تعكس خصوصية العلاقات بين البلدين.
كما ستكون مشاركة السيسى، فى هذه القمة مناسبة جيدة لطرح البرنامج المصرى، والمشروع الاقتصادى التنموى الذى تقوم به مصر حاليا وتوضيح الاحتياجات التى تتطلبها هذه المشاركة وهذه العملية التنموية الكبيرة، وفرص الاستثمار المتاحة فى مصر، وكذلك التحديات التى تواجهها.
وكانت شاركت مصر ضمن دول مجموعة العشرين فى الإعداد لاجتماع القمة المرتقبة للمجموعة والتى تستضيفها مدينة هانجو الصينية أوائل سبتمبر القادم، وذلك بناء على دعوة من الصين التى تتولى رئاسة المجموعة هذا العام، حيث شارك الوزير المفوض راجى الإتربى، الممثل الشخصى للرئيس لدى مجموعة العشرين، على رأس وفد مصرى فى الاجتماع رفيع المستوى الذى عقدته المجموعة بجزيرة "شيامن" جنوب الصين لوضع الترتيبات النهائية للقمة التى من المتوقع أن يحضرها قادة دول المجموعة.
وقدم الممثل الشخصى لرئيس الجمهورية خلال اجتماع الممثلين الشخصيين لقادة دول المجموعة الرؤية المصرية تجاه الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة على جدول أعمال المجموعة، وأهمها تباطؤ أداء الاقتصاد العالمى وسبل تحفيزه تجارياً واستثمارياً وتشغيلياً لتجنب الانزلاق مجدداً الى أزمة كساد، وكيفية الاستفادة من الفرص التى تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادى العالمى، والتحديات التى تواجه قطاع الطاقة العالمى، كما استعرض "الأتربى" خلال الاجتماع رفيع المستوى المقترحات والأوراق المصرية التى قُدمت للمجموعة حول مختلف تلك الموضوعات، والتى لقيت ترحيب وتقدير دول مجموعة العشرين.
وشدد رئيس الوفد المصرى فى الاجتماع على أن الأولويات التنموية للدول العربية والأفريقية بوجه خاص والنامية بوجه عام يجب أن تتصدر حزمة النتائج المأمولة من قمة المجموعة فى "هانجو"، خاصةً فيما يتعلق بتقديم المساندة الفعالة لهذه الدول فى مسيراتها لتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة 2030، بما فى ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى إليها، وتسهيل نفاذ منتجاتها وخدماتها لأسواق الدول المتقدمة، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بكافة واجباتها فى إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ لتقليل الآثار السلبية للانبعاثات الضارة على الدول النامية وتمكينها من تأسيس قاعدة تكنولوجية حديثة وصديقة للبيئة.
وأكد المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن دعوة الصين لمصر للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين فى هانغتشو مهمة للغاية بالنسبة إلى مصر، وتعكس آفاق استراتيجية لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر والصين.
وقال أبو زيد: إن مصر والصين تشهدان تاريخا طويلا من علاقات الصداقة، وتتمسك الدولتان بالتعاون، وتحقيقى المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وتأملان فى مواصلة تعزيز الاتصالات والتنسيق فى القضايا الإقليمية والدولية فى المسقبل.
ووافق كل من الصين ومصر على رفع العلاقات الثنائية بينهما إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة فى عام 2014، ويصادف عام 2016 الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر.
وقال أبو زيد إن تنمية الاقتصاد العالمى لا تزال تواجه العديد من الصعوبات حاليا، ويجب على الدول أن تتعاون لحل المشاكل والتحديات العالمية. وستوفر هذه القمة منصة لمصر لشرح سياساتها الوطنية وأفكارها التنموية، لذلك لديها أهمية كبيرة لتنمية الاقتصاد المصرى فى المستقبل.
موضوعات متعلقة
لأول مرة.. مصر تشارك فى الإعداد لقمة مجموعة العشرين بممثل شخصى للسيسي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة