أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

اسمه يحيى بيهاكى حسين

الأحد، 03 يوليو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحيان كثيرة، تأتى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى إلينا بما يسر القلب، ويبهج الروح، ويشع فى الوجدان بنور على نور يأنس الواحد به، ويبتهج وينعم ويطمئن، ويعرف ما لم يكن يعرف، ومن أطيب هذه المرات ما حدث لى منذ أيام، حينما ألقت المصادفة أمامى بصوت أفريقى نادر، ينطق بلسان عربى مبين، ويجمع فى حنايا صوته تاريخا جماليا مبهرا، ليثبت أن قوة مصر الناعمة ما زالت على قيد الحياة بقلب أفريقيا، وأنها ما زالت تتنفس رغما عن سنوات الجهل والتجهيل، وما علينا الآن إلا أن نثبت أننا حقا نستحق شرف الانتساب إلى هذا البلد، الذى فرض سطوته الجمالية على العالم العربى والإسلامى، فظلت تلك السطوة حاضرة برغم غياب صاحبها المخجل.

اسمه يحيى بيهاكى حسين، ملامحه الرجولية الحادة والبسيطة فى آن توحى بما يتمتع به هذا الشاب المبهر من صفاء نفس وحسن طوية، وصوته المنطلق عبر موقع اليوتيوب أو صفحات الفيس بوك، يؤكد لك أن لقراء مصر العظماء أبناء وأحفادا فى كل بقاع العالم، فالشيخ يحيى بحسب ما هو مدون على صفحته على الفيس بوك، تنزانى الأصل، ومن خريجى جامعة «دار السلام» بتنزانيا، ولا يوجد على مواقع الإنترنت معلومات كافية عن نشأته وتعليمه الدينى، لكنه يحمل فى صوته جينات عظماء قراءة القرآن فى مصر، تجده مرة متأثرا بمدرسة الطرب الربانى التى أجاد فيها الشيخ محمد عمران، وتجده مرة متلبسا روح الجسور القوى «عبدالباسط عبدالصمد»، وتجده مرة متلبسا بروح إمام الموشحين «نصر الدين طوبار»، وتجده مرة متبعا طريقة «النقشبندى»، وفى كل مرة تشعر وأنت تسمعه بأن داخل هذا الشاب اليافع مشروع إبداعى ضخم.

هذه من المرات القليلة التى يحتار الواحد فيها: هل يحزن أم يفرح؟ هل الحزن هو الشعور المناسب الآن، وأن ترى شابا يافعا متقصما الروح المصرية فى الإنشاد والتلاوة؟ أم أن الفرح هو المناسب الآن ومصر بعيدة كل البعد عن أبناء ثقافتها الشرعيين، الذين ربما لا يعرفون أنهم كذلك؟ فأنا على يقين تام بأن هناك عشرات، بل مئات، بل آلاف من أمثال هذا الشاب العبقرى صاحب الموهبة المتفجرة، التى تنتمى بجذورها إلى مصر، لكننا لم نسمع عنهم فى إعلامنا، ولم نر وجوههم إلا عبر وسائل إعلام شعبية «هى مواقع التواصل الاجتماعى»، ولم نحتضنهم كما ينبغى لأم أن تحتضن أولادها الأبرار الذين يمثلونها أروع تمثيل.

لدولة تنزانيا أن تفرح وتفتخر بمثل هذه الموهبة العبقرية، ولمصر أن تنتبه لمثل هؤلاء الشباب المبهر الذين يتقمصون مدرسة التلاوة والإنشاد المصريتين، وعلى وزارة الثقافة المصرية أن تنتبه لمثل هؤلاء الشباب، وأن توفر لهم كل الإمكانيات اللازمة من أجل تنمية مواهبهم وإصقالها وتقديمها إلى المجتمع الإسلامى بما يليق بهم وبنا، وعلى القارئ الشاب صاحب الصوت الربانى أن يتسلح بما يصون صوته، ويصقل خبرته، فنادرا ما يجد الواحد مثل هذا البهاء الصارخ.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة