الأطفال العالقون فى ست دول متأثرة بالصراعات غالبا ما يحتجزون دون تهم لأشهر أو حتى لسنوات لأنهم يعتبرون تهديدا للأمن الوطني، ويتعرض عدد كبير منهم للتعذيب ومنهم من يموت رهن الاعتقال، طبقا لتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش.
التقرير المكون من 36 صفحة والصادر اليوم الخميس يوثق اعتقال واحتجاز الأطفال لصلتهم المزعومة بالمعارضة أو الجماعات المتمردة أو تورطهم بجرائم متصلة ذات صلة بالصراعات فى أفغانستان والكونغو والعراق، والصراع الفلسطينى الإسرائيلي، ونيجيريا وسوريا.
وقالت المنظمة ان الحكومات، مخولة فى أغلب الأحيان بقوانين جديدة لمكافحة الإرهاب، تقوم باعتقال أطفال دون الثامنة عشرة بزعم انهم يشكلون تهديدا للأمن الوطني، فى انتهاك صريح للمعايير القانونية الدولية.
وجاء فى التقرير ان العديد من الأطفال يحتجزون "بشبهات لا أساس لها، أو إثباتات هشة، وأثناء حملات أمنية واسعة. يحتجز بعضهم أيضا بسبب مشاركة أحد أقاربهم فى أعمال إرهابية مزعومة. يمنع المحتجزون فى الغالب من الاتصال بمحام أو التواصل مع الأقارب، أو من فرصة الطعن فى أسباب اعتقالهم أمام قاض. كما خضع الكثير منهم للتحقيق القسرى والتعذيب، وتوفى عدد غير معروف قيد التوقيف، فى أماكن مثل سوريا."
أعرب بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، منذ عام 2011 عن قلقه بشكل متكرر من احتجاز الأطفال الذين ينظر إليهم على أنهم تهديد للأمن القومي، أو الذين يشتبه فى مشاركتهم فى أعمال عنف، أو يزعم انضمامهم لمجموعات مسلحة. أعلن بان كى مون فى 2014 أن هذا الشكل من الاحتجازات حصل فى 17 من أصل 23 حالة نزاع مسلح أو حالة تثير القلق يغطيها تقريره السنوى حول الاطفال والنزاعات المسلحة، وفقا للتقرير.
قالت جو بيكر، مديرة المرافعة فى قسم حقوق الطفل فى هيومن رايتس ووتش: "تدوس الحكومات على حقوق الطفل أثناء ردها الخاطئ والعكسى على العنف المرتبط بالنزاعات. يجب الكف عن احتجاز الأطفال لآجال غير محددة، وتعذيبهم".
ومنذ يناير كانون ثانى 2015، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ان قوات الأمن الأفغانية اعتقلت المئات من الأطفال بشبهة كونهم مقاتلين فى صفوف حركة طالبان، أو محاولتهم شن هجمات انتحارية، وصنع او زرع عبوات ناسفة أو مساعدتهم لجماعات المعارضة المسلحة.
وأشار إلى أن أفغانستان تبقى على أكثر من مائتى مركز اعتقال وتحتجز عددا من صغار السن "وربما يكون (الرقم) أعلى بكثير".
ونقلت المنظمة عن تقرير للأمم المتحدة قولها إن القوات المسلحة الكونغولية اعتقلت واحتجزت 257 طفلا على الأقل خلال عامى 2013 و2014.
وأفاد التقرير بأن 29 طفلا على الأقل أجرت هيومان رايتس ووتش مقابلات معهم فى ديسمبر/كانون أول احتجزوا فى ظروف مروعة بسجن عسكري.
اتهمت السلطات جميعهم بالقتال لصالح جماعة متمردة، لكن اثنين فقط من الأطفال اعترفا بأنهما "مقاتلان نشطان".
فى السياق ذاته، قال التقرير إن قوات الأمن العراقية احتجزت أطفالا للاشتباه بأنهم يقومون بأنشطة مسلحة، لاسيما بالتعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار إلى تقارير للأمم المتحدة تفيد بأن 314 طفلا، بينهم 58 فتاة، إما اتهموا أو أدينوا فى جرائم تتعلق بالإرهاب ويحتجزون فى مراكز اعتقال منذ ديسمبر 2015.
وقالت هيومان رايتس ووتش إن إسرائيل تحاكم بين 500 و700 طفل فلسطينى فى المحاكم العسكرية سنويا، وتتهم أغلبهم بإلقاء الحجارة على الجنود أو المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية.
وفى معظم الحالات التى حققت فيها، قالت المنظمة الحقوقية إن الأطفال تعرضوا للضرب والركل فى مراكز الاحتجاز من قبل الشرطة وأجبروا على قضاء ساعات فى البرد فضلا عن تكبيلهم بالقيود بكراسى فى مقرات الشرطة.
وفى نيجيريا، قالت هيومان رايتس ووتش إنه منذ أن بدأت جماعة بوكو حرام المتطرفة هجماتها عام 2009، جندت مئات وربما آلاف الأطفال واستخدمت العشرات، ومعظمهم من الفتيات، كانتحاريين.
منظمة حقوقية: الأطفال يعتقلون ويعذبون فى مناطق الصراع فى 6 دول
الخميس، 28 يوليو 2016 08:42 ص
بان كى مون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة