قال الكاتب الأمريكى دويل مكمانوس أن "المرشح الجمهورى دونالد ترامب قد سهّل جانبا من مهمة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، وذلك عندما أدعى مساء الخميس الماضى فى مؤتمر ترشيحه بأنه الشخص الوحيد القادر على علاج أدواء الأمة الأمريكية، فيما بدا وعدًا بحُكْم رجل واحد أكثر من أى شىء."
ورأى مكمانوس –فى مقاله بصحيفة (لوس انجلوس تايمز)- أن "كلينتون تواجه ثلاثة تحديات كبرى أخرى فى مؤتمر ترشيحها من الحزب فى فيلادلفيا الأسبوع الجارى، ولن تكون تلك التحديات سهلة كتصوير ترامب كمُدّع متعجرف خطير."
أول التحديات، بحسب مكمانوس، هو تحدٍ قديم يتعلق بما إذا كانت كلينتون تستطيع أن تدخل قلوب الأمريكيين بحيث يرتاحون لها؟ "الناس يرونها كفؤة ولكنهم لا يحبونها، ولكى تفوز بالانتخابات العامة، فهى تحتاج إلى إظهار جوانب إنسانية تقربها من نفوس الناس"، حسبما يقول خبير استطلاعات الرأى بيتر هارت.
ويرى مكمانوس أن "الأمر ليس صعبا كما يبدو؛ فقد استطاع بيل كلينتون تغيير منظور الناس له عام 1992 عبر فيديو "رجل من هوب (مدينة تقع فى مقاطعة هيمبستيد بولاية أركنساس فى الولايات المتحدة)" والذى يتحدث عن فتى فقير استطاع بلوغ القمة عبر الكفاح... وفى حالة زوجته (هيلاري)، يمكن للقليل من الحكايات الدافئة والنوادر يسردها أصدقاء، إلى جانب بضعة فيديوهات حلوة تعرض الجدة هيلارى بينما تدلل حفيدها (هذا النوع من الفيديوهات الذى ستخلو منه مجموعة ترامب)- يمكن لتلك الأشياء أن تساعد هيلارى كثيرا."
ثانى التحديات التى تنتظر هيلارى كلينتون، بحسب الكاتب، هو تحدٍ يميل أكثر إلى السياسة والصعوبة معا؛ ففى عامنا الذى يتزايد فيه سخط الناخبين على الاتجاه الذى تسير إليه البلاد، تحتاج كلينتون إلى تصدير نفسها كمرشحة للتغيير... ويرى مكمانوس أن "اللقب الذى لا ترغب فيه كلينتون هو ذلك الذى حاول مايك بنس، نائب المرشح الجمهورى، أن يلصقه بها الأسبوع الماضى كـ "وزيرة الوضع الراهن."
ونقل مكمانوس عن ديفيد أكسلرود، مستشار أوباما عام 2008، قوله "لا أظنها قادرة على المنافسة باعتبارها مرشحة تغيير لأنها كانت مكونا أساسيا من مكونات السياسة الأمريكية لفترة طويلة."
وكان جواب هيلارى، بحسب الكاتب، أنها تقدم نفسها كمرشحة للاستمرار والتغيير فى أن واحد: الاستمرار فيما يتعلق بالأجزاء الناجحة من إرث أوباما (الانتعاش الاقتصادى، وبعض جوانب برنامج الرعاية الصحية أوباماكير)، ومرشحة تغيير فيما يتعلق بالأجزاء التى أخفق فيها أوباما (دخول الطبقة المتوسطة، وجوانب أخرى من برنامج أوباماكير، إضافة إلى جمود الكونجرس).
ويرى صاحب المقال أنه "حتى ذلك قد يكون صعبا.. فهى تعوّل على الملايين من ناخبى أوباما ليحولوا ولاءهم إليها.. ولا ينبغى أن تبدو كما لو كانت رافضة لأى شيء فعله الرئيس أوباما الذى يدين له هؤلاء الناخبون بالولاء."
التحدى الثالث والأخير الذى تواجهه هيلارى، بحسب مكمانوس، يتعلق بمدى ما تتمتع به من مصداقية لدى الجماهير... وقد أظهر استطلاع للرأى أجرته "سى بى إس نيوز" الشهر الماضى أن معظم الناخبين لا يعتقدون كلينتون أمينة ولا محل ثقة – على أن نفس النسبة المئوية تقريبا تعتقد نفس الشيء فى ترامب (62% لـكلينتون، 63% لـترامب).
لكن فى تناقض معبّر، أظهر نفس الاستطلاع أن معظم الناخبين يعتقدون أن ترامب "يقول ما يعتقد"، فيما رأت نسبة 33% فقط أن كلينتون لا تتسم بالصراحة فيما تقول. . هذا إلى جانب ما راج عنها من أنها مراوغة فيما يتعلق بموضوع رسائل بريدها الإلكترونى.
ونقل مكمانوس عن هيلارى قولها الشهر الماضى فى شيكاغو "كثير من الناس يقولون إنهم لا يثقون بى.. . لا أحب سماع ذلك، وقد فكرت طويلا فيما وراء ذلك... أن الخصوم السياسيين والمؤمنين بنظريات المؤامرة قد اتهمونى بكل جريمة فى كتاب الجرائم... ليس أى من ذلك صحيحا، ولم يكن كذلك أبدا."
ويرى مكمانوس أن هذا الاتجاه الرافض لن يجدى نفعا، ناقلا عن ديفيد بلوفى، مدير حملة أوباما فى 2008، القول إن "لكل مرشح نقاط قوة ونقاط ضعف، ولا يمكن أن يكون إيجابيا على كافة الأصعدة" وهو رأى يتفق معه أيضا ديفيد أكسلرود، مستشار أوباما عام 2008 قائلا "لا أعتقد أن بإمكان المرشح أن يحوز على استراتيجية يستطيع أن يثبت من خلالها للمتشككين أنه جدير بالثقة".
يقول مكمانوس "لكى تفوز، قد يتعين على كلينتون أن تسأل الناخبين أن ينسوا أكبر عيوبها.. كما أنها قد تحتاج إلى الاعتماد على أشخاص أمثال ريد بينيت، رجل الأعمال الجمهورى من ميشيغان، الذى يقول إنه ليس سعيدا بـترامب وأنه قد يصوّت لصالح المرشحة الديمقراطية."
واختتم الكاتب بقول ديفيد أكسلرود "خلصتُ إلى نتيجة مفادها أن كون المرء كذابا لا يجعله غير مؤهل لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة... وأشعر بالأسى لقولى ذلك."
كاتب أمريكى: أكبر ثلاثة تحديات تواجه هيلارى كلينتون
الإثنين، 25 يوليو 2016 07:12 ص
مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بالعقل
امريكا القادمة لن تكون داعمة لاسرائيل