كل الشواهد تشير إلى أن العرب والمسلمين هم من يدفع ثمن الإرهاب مزدوجا، فى بلادهم يدفعون ثمن التخلف وزراعة الكراهية المذهبية والطائفية، وفى أوربا تطاردهم لعنات الإرهاب والجهل والتخلف، ومع هذا لا يبدى العالم نفس القدر من رد الفعل تجاه ضحايا الإرهاب، ولا يشغل عشرات القتلى ولو نسبة من التعاطف الأوروبى، وفى النهاية الثمن يدفعه أبرياء لإرهاب طائفى تمت صناعته على مهل، واقتنع السنة والشيعة بأن المذهب الآخر أكثر خطرا من كل الأعداء بالخارج والداخل، وخلال 13 عاما بعد غزو العراق وقبلها أفغانستان تمت تغذية الكراهية بكل الصور بالسياسة والتفرقة والدعاية، وداعش.
قبل أن تنتهى الأبحاث والتحقيقات فى التوصل إلى معلومات بشأن الهجوم بالرصاص الذى أودى بحياة 10 وجرح نفس العدد فى مركز للتسوق بمدينة ميونيخ بألمانيا، وقع تفجير انتحارى فى أفغانستان، أسقط 100 قتيل أفغانى وأعلن داعش مسؤوليته، والمفارقة أن القاتل فى ميونيخ ألمانى من أصل إيرانى، بينما المهاجم فى محطة القطار الألمانية قبل أسبوع لاجئ أفغانى، وترجح التحقيقات أن اختلالا عقليا وراء جريمتى ألمانيا، وهناك اتجاه لاعتباره ضمن جرائم الكراهية للأجانب.
فى أفغانستان سقط حوالى 100 قتيل ومئات الجرحى فى العاصمة كابول فى تفجير انتحارى تبناه تنظيم «داعش»، استهدف السبت مظاهرة سلمية لمجموعة الهزارة الشيعية، كانوا يتظاهرون اعتراضا على عدم وصول الكهرباء لمنطقتهم فى محافظة «باميان» وسط أفغانستان.
لم يبد العالم اهتماما كبيرا بتفجير داعش لمظاهرة الشيعة وقتل العشرات، مثلما لم يلتفت كثيرا إلى تفجير إرهابى طائفى جرى قبل أسابيع فى الثالث من يوليو عندما نفذ انتحارى داعشى تفجيرا بسيارة مفخخة بحى الكرادة ببغداد قتل حوالى 200 وأصاب حوالى 300 أغلبهم نساء وأطفال. التفجير حدث وقت السحور، وأعلن داعش مسؤوليته وقال إنه استهدف الشيعة.
ويصعب على العقل الطبيعى أن يتعرف على السبب فى أن يفجر داعشى نفسه ليقتل مسلمين يتسحرون فى بغداد، أو يتظاهرون من أجل تحسين الخدمات فى أفغانستان، فقراء يعانون نفس المعاناة، لكن داعش والقاعدة وطالبان تفرغوا منذ ما بعد الحرب الباردة لقتل مواطنيهم، وتفجير المدارس والمساجد، استنادا لأفكار كبار منظرى الإرهاب ممن يبثون الكراهية، ويبررون القتل باسم الدين، ويقنعون أنصارهم بأن المسلم المختلف فى المذهب أكثر خطرا من الفقر والمرض.
ربما لهذا يقف العالم متفرجا على كائنات متطرفة تكره المختلفين معها فى المذهب وفى الدين بنفس القدر، وفى كل الأحوال يدفع الأبرياء الثمن مضاعفا، الكراهية والتخلف المتطرف، ليتساوى الخلل العقلى لقتلة ألمانيا، مع الخلل العقلى والمذهبى لمسلمين مختلين دينيا، ولهذا يبدو ملحا مواجهة دواعش الطائفية لدينا ممن يساهمون فى تفكيك الدول بالكراهية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهند أوغلو العريان (شيزوفرنيا الديمقراطيه الأنتقائيه بين شرعيه أردوغان و شرعيه الأسد)
أعطنى مختل أو يائس مسلما + 15 جرعه من الكبتاجون .. أعطيك زومبى أرهابيا داعشى