بالصور.. الأرض عطشانة فى محافظات مصر.. النواب يشنون حرب بيانات على الحكومة.. آلاف الأفدنة بقرى المحلة مهددة بالبوار بسبب جفاف الترع.. والفلاحون يلجأون لمياه المصارف بالغربية

ضربت أزمة مياه الرى عددا كبيرا من المحافظات خلال الأيام الماضية، نتيجة للنقص الشديد فى مياه الرى الذى لا يكفى لسد احتياجات الرى للأراضى الزراعية، وهو ما دعا عدد كبير من نواب البرلمان لشن حرب بيانات على الحكومة اعتراضًا على تعاملها مع الأزمة.

جفاف المساقى بالغربية

وفى محافظة الغربية، تقدم الأهالى بعدة شكاوى للواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، ولعدد من أعضاء مجلس النواب تضرروا فيها من جفاف الترع والمساقى الخاصة بالأراضى الزراعية وتعرض محصول الصيف للجفاف وأراضيهم للبوار.

وقال محمد عبد العظيم " فلاح" كنا معتادون على وجود المياه بشكل "دورى" وتوجد 4 أيام ويتم قطعها 6 أيام، وكان الفلاح ينتظر الدور ويستعد للرى خلال الأيام المعروفة له ولكن منذ بداية موسم الصيف انقطعت المياه بلا عودة وبلا رجعة، ولم نعد نعرف متى تأتى ومتى تغيب، ومتى تأتى تكون ضعيفة للغاية لا تكفى لرى 10 أفدنة لتبدأ رحلة الجفاف من جديد.

وقال حسن شلبى من أهالى قرية كفر مسعود التابعة لدائرة مركز طنطا، إن الجفاف أصابهم باليأس والمحاصيل الصيفية معرضة للجفاف، خاصة أنهم معتادون على زراعة البطاطس والخضراوات، مشيرًا إلى أن المياه الجوفية قلت فى الأرض بسبب الاعتماد على الآبار الارتوازية.

وأكد عبد الغنى سعيد من قرية صناديد، أن الترعة لم تصلها المياه منذ شهرين، كما أنها انسدت بسبب رمى المخلفات، وعدم العناية والتطهير، وقلت جودة المحاصيل بسبب قلة المياه، والفلاحون تائهون بين الرى والزارعة دون جدوى، ولم يسأل فيهم أحد من النواب .

وأضاف محمد السعدى، أن الفلاحين لجأوا لمياه المصارف وبها كيماويات المصانع والشركات ومياه الصرف الصحى، وبالتالى أصبحت موبوءة بالأمراض الكيماوية، خاصةً أن جميع محطات الصرف الصحى مخالفة وترمى بمياهها الموبوءة فى المصارف .


وتضرر إسماعيل شاهين من أهالى مركز بسيون من انتشار ورد النيل بكثافة فى نهر النيل فرع رشيد، مشيرًا إلى أن رى الغربية لا يقوم بتطهير النهر من هذه الحشائش والورود الضارة، ما تسبب فى هلاك مياه النيل وضياعها دون وصولها للمستفيدين.

الفلاحون يستخدمون مياه المصارف

واتجه الفلاحون لاستخدام مياه المصارف، خاصة مصارف عمر بك وزفتى وكوتشنر المحملة بالمواد الصلبة والأصباغ والكيماويات والصرف الصناعى غير المعالج والصرف الصحى فى رى أراضيهم خشية بوارها مما تسبب فى إصابة عدد كبير من المواطنين بأمراض الكبد والفشل الكلوى دون تدخل من المسئولين بوزارة الرى لوضع حل لأزمة مياه الرى بنهايات الترع وعدم قيامها بتوفير المياه حسب الدورة المعمول بها فى العديد من النوبات وغلق مآخذ المياه من الترع الرئيسية.

من جانبه أكد محمد كمال مرعى، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز المحلة، أنه عرض المشكلة على المسئولين بمديرية الرى بالغربية بهدف إيجاد حل وأنه تحدد نهاية الأسبوع القادم لعقد لقاء مع وزير الرى لبحث أزمة المياه وتطهير الترع والعمل على توصيل المياه لنهايات الترع حتى يتمكن الفلاح من رى الأراضى.

وأشار إلى أن هناك عشرات الآلاف من الأفدنة مهددة بالبوار والتصحر بقرى شبرابابل والسجاعية والعامرية ونمرة البصل ودنوشر وألابشيط والمعتمدية وسندسيس، الأمر الذى دفع المزارعين إلى استخدام مياه المصارف المحملة بالأصباغ والكيماويات لرى أراضيهم مما يتسبب فى انتشار الأمراض بين المواطنين.

وأكد المهندس على عز عضو مجلس النواب عن دائرة مركز طنطا، أن هناك أزمة حقيقية وصلت لمكتب الوزير وخاصة فى قطاع الرى التابع لرى تلا بالمنوفية، ويقع عليه 10 قرى وهم قرى صناديد وكفر الشيخ سليم، وفيشا سليم وكفر الساحل، وكفر خضر، وكفر مسعود، وكفر الشرفا، والكرسا، وشونى، مشيرًا إلى أن جميعهم يعانون من نقص حاد فى مياه الرى، وتم إخطار رى الغربية، وبدوره ألقى بالمسئولية على رى المنوفية لكون القطاع كله تابع لرى تلا، ورى تلا على علم تام بالأزمة ويتجاهل معاناة الفلاحين .

وأكد النائب على عز أنه تم مخاطبة وزير الرى بالأزمة كاملة ووضع الحلول والمقترحات لإنقاذ هذه القرى، مشيرًا إلى أن الفلاحين لهم كامل الحق وزراعاتهم مهددة بالانهيار .

وأضاف النائب سمير الخولى عضو مجلس النواب عن دائرة مركز طنطا، أنه تقدم بطلب إحاطة وتم تحديد يوم الأحد القادم لمناقشته بشأن أزمة مياه الرى بمركز طنطا، مشيرًا إلى أنه تم عقد محضر انضامى بين رى المنوفية والغربية لدراسة مشاكل الرى التابعة إداريًا لرى المنوفية وعرضت حلا كاملا للأزمة والحلول والمقترحات وخاصة القرى الواقعة على ترع البتانونية وترعة أبو حديد، وبحر مسعود، وترعة أم غميق وترعة الحياة، وبحر يوسف وترعة النعناعية، ووضع المحضر الحلول الكاملة وجار دراستها للقضاء على أزمة مياه الرى بهذا القطاع.

أزمة مياه الرى والشرب فى المنوفية

وقال النائب صابر عبد القوى عضو مجلس النواب، عن دائرة أشمون بمحافظة المنوفية، إن مياه الشرب الموجودة فى أشمون مياه جوفية، تحمل تلوثا وبها نسبة حديد وأملاح كبيرة تؤثر صحة المواطنين.

وأضاف "عبد القوى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه تقدم منذ ما يقرب من شهر بطلب لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، لإنشاء محطة مياه ضخمة لخدمة مركز منوف ومركز أشمون، لأن المياه الموجودة لا تصلح للاستخدام الآدمى نظرا لارتفاع نسبة الحديد والأملاح بها.


وتابع عضو مجلس النواب، أن الوزارة تقوم بدراسة حاليًا عن هذه المحطة، للبدء فى إنشاء هذه المحطة الكبيرة، التى ستخدم عددا كبيرا من القرى، وتساعد فى وصول مياه صحية ونظيفة للمواطنين.

وفى سياق متصل، قال النائب أيمن معاذ، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز محافظة المنوفية، إن أهالى دائرتى بمركز منوف، يعانون من نقص فى مياه الرى فى الترع خلال الفترة الراهنة، على خلاف ما كان متوقّعًا من زيادتها نظرًا لأن موسم الذرة يحتاج للمياه بكثرة، مؤكدًا أنه تحدث مع محافظ المنوفية، ووكيل وزارة الرى بالمحافظة، وجارٍ العمل على توفير احتياجات الفلاحين لمياه الرى الآن.

وأضاف معاذ، بالتأكيد هناك مشكلة أخرى فى الدائرة تتعلق بمياه الشرب وهى المحطات الارتوازية، لافتًا إلى أنها تعد مشكلة عامة فى معظم محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن الوزارات المعنية تعمل الآن على وضع حلول جذرية لهذه المشكلة بالفعل، بإنشاء محطات مياه جديدة لحل الأزمة ولكن التنفيذ على أرض الواقع يتم ببطء شديد، ويجب الإسراع فى التنفيذ لأنه لم يمكن للمواطن الاستغناء عن مياه الشرب.

مزارعو سوهاج:غياب مياه الرى تسبب فى تلف 150 فدانا بالمحافظة

وقال مراد رشاد "مزارع"، من قرية بنى هلال مدينة المراغة بسوهاج، "إن مياه الرى تغيب عنا بالشهرين، كما أن المشروع لا يوجد به مياه تمكننا من رى أراضينا، والترعة كلها يابسة والمياه لم تأت منذ أكثر من 25 يوما وزراعاتنا باظت، وكلمنا كل المسئولين ومحدش سأل فينا"، مضيفا "المياه كانت بتيجى فى الترعة 10 أيام أو5 وحاليًا تأتى 5 أيام فقط وتغيب بعدها لمدة 50 يومًا، والكارثة أن حوالى 150 فدانًا بالقرية اتحرق من العطش، والرى ولا هو هنا، كما أن الترعة ممتلئة بالنخيل والقمامة والشجر، الأمر الذى أدى إلى سد الترعة أمام المياه إذا أتت من الأساس".



وطالب مراد رشاد المسئولين بأن ينقذوهم ويوفروا لهم مياه الرى، مؤكدا "أن الفلاحين يشكون، لا محصلين زرع ولا أكل وشقانا وتعبنا كله راح لله فى لله". وأوضح السيد مهاود، صاحب أرض "أن الزرع كله نشف وألقيناه على جانب الطريق منها محصول البطيخ قلعناه والترعة ناشفة ولو وصلت شوية ميه بننزل الترعة كل واحد أمام أرضه وبنضف زى فيلم "الأرض" علشان توصله الميه وبرضو ما بتوصلش، دا حرام والله نعمل إيه طب نعيش منين إحنا بنعيش على المحاصيل اللى بنزرعها، ياريت يوفروا لنا الميه علشان بيوتنا ما تتخربش.

عدم توافر مياه الرى بالشرقية

وفى محافظة الشرقية شكا أهالى مدينة صان الحجر عدم توافر مياه الرى أو الشرب، الأمر الذى يهدد الأراضى الزراعية بالبوار وتلف المحاصيل.

وأكد محمد حسن حمودة محام أحد الأهالى، أن أزمة الرى والشرب بالمدينة، أحد أسبابها هو إهمال المسئولين فى عملهم، فنجد مصرف "بحر صفط" المار بوسط المدينة يعانى من الإهمال الشديد، والذى بدوره يساهم فى تفاقم الأزمة بسبب انخفاض منسوب المياه، وإعاقة وصولها للأراضى الزراعية بسبب القمامة وورد النيل الذى يغطى سطح المياه بشكل تام.


ويكمل محمد نوفل أن المصرف يقسم المدينة نصفين ويمر من أمام مجلس المدينة والمنطقة الأثرية، والتى يمر عليها السائحون، مما يعد مظهرا غير حضارى، لذلك لابد من تغطيته والاستفادة من تلك المساحة فى إنشاء حدائق ومتنزهات، وطالب الأهالى بضرورة تطهير الترع والمصارف على مستوى المحافظة، بالأخص ترعة بحر صفط لتسهيل وصول المياه للمناطق المحرومة.

نائب إدفو: تلف المحاصيل لعدم وجود مصارف مفتوحة

وفى أسوان، أكد النائب حسن سيد خليل عضو مجلس النواب عن دائرة مركز إدفو بأسوان، وعضو لجنة الإسكان بالمجلس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه لأول مرة يتم تخصيص مبلغ مالى بالموازنة العامة للدولة، سيوجه لصيانة شبكات مياه الشرب بمحافظة أسوان.

وأضاف أن شبكات مياه الشرب بمحافظة أسوان تحتاج أيضًا لإحلال وتجديد نظرًا للزيادة السكانية والتوسعات.

وأكد النائب حسن سيد خليل، أنه تم الاتفاق مع الحكومة على الانتهاء مع تنفيذ مشروعات الصرف الصحى القائمة كافة بمحافظة أسوان خلال عام 2016.

ولفت النائب حسن خليل، إلى أن مشكلات مياه الرى بأسوان، تنحصر فى منطقة زراعات وادى الصعايدة بإدفو، لعدم وجود مصارف زراعية مما أدى لتلف الكثير من الزراعات، مؤكدا على أنه جار إعداد خرائط تفصيلية لإنشاء شبكة مصارف بوادى الصعايدة.

وأشار النائب حسن خليل إلى أن بعض الأراضى الزراعية داخل الزمام ينقصها الصرف المغطى فى بعض الأحواض، وكذلك افتقارها لمصارف مفتوحة ما أدى لتلف الكثير من الزراعات أيضا.



وأضاف النائب حسن خليل، أن هناك بعض الأراضى الزراعية بأسوان تعانى من نقص مياه الرى، نتيجة ضعف التيار الكهربائى بمحطات الرى.

نائب بنى سويف: الترع تحتاج إلى مغذيات

وفى بنى سويف، قال على بدر عضو مجلس النواب عن دائرة بندر ومركز إهناسيا ببنى سويف أن معظم قرى المركز تعانى من ضعف مياه الرى وعدم وصولها إلى الحقول الزراعية، بالإضافة إلى عدم انتظام مناوبات الرى واحتياج الترع إلى مغذيات.

وأضاف "بدر" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" سوف أتقدم بطلب إحاطة لمطالبة وزير الرى والحكومة بحل مشكلات ضعف مياه الرى بقرى مركز إهناسيا والموافقة على مغذ جديد لتركيبه بإحدى الترع لخدمة 7 قرى متضررة من ضعف المياه المستخدمة فى رى أراضيها الزراعية .

موضوعات متعلقة..

آلاف الأفدنة بـ56 قرية فى المحلة مهددة بالبوار بسبب جفاف الترع

نائبا منوف وأشمون: لدينا نقص فى مياه الرى والشرب بالمحافظة

النائب على بدر: قرى إهناسيا تعانى ضعف مياه الرى والترع تحتاج لمغذيات

مزارعو سوهاج:غياب مياه الرى تسبب فى تلف 150 فدانا بالمحافظة