الأديب زين العابدين الشريف: التراث السيناوى ملىء بحكايات لم تأخذ حقها فى المعرفة

الجمعة، 22 يوليو 2016 04:21 م
الأديب زين العابدين الشريف: التراث السيناوى ملىء بحكايات لم تأخذ حقها فى المعرفة الأديب السيناوى زين العابدين الشريف
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأديب السيناوى "زين العابدين الشريف" ابن مدينة العريش، احد رواد الحركة الإبداعية فى مجال كتابة الرواية والقصة القصيرة والمقال، برزت هويته الإبداعية بشكل ملموس عند تفرغه للكتابة بعد عودته من رحلات عمل فى مجال الصحافة بدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الإردنية، لم يتوقف عند الإنتاج الإبداعى وأصبح مشرفا على نادى أدب الطفل بالعريش.

ملامح كثيرة من مسيرة الأديب زين العابدين الشريف ورؤيته لمسار الحركة الثقافيه فى ظل أحداث سيناء كشف عنها فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"..

ـ عرفنا بهويتك الإبداعية وإلى أى مرحلة وصلت؟


هويتى الإبداعية تفرعت من المقالة إلى القصة القصيرة والرواية، وكنت باشرت الكتابة الأدبية مبكرا جدا، لكنى لم أتعرف على تصنيف لها إلا فى سن متأخرة، فقد كتبت مواضيع تعبير فى المراحل الأولى للتعليم كان يستحسنها ويتناوب فى التعليق عليها كثير من معلمى البلدة ومثقفيها، ثم أتت مرحلة كتابة الرسائل الاجتماعية عن الغربة والأعياد الحزينة حين يرحل الأحباب.. إلخ.. ثم وجدتنى أكتب مقالات اجتماعية دون أن ادرى أنها فى قالب قصصى وذلك فى بعض الصحف كالدستور الأردنية والبيان ومجلة كل الناس فى الإمارات إلى أن عدت إلى العريش فى شمال سيناء وانضممت إلى نادى الأدب هناك لأكتب فى مجال القصة القصيرة، أما لأى مرحلة وصلت فأنا لا اعترف بالمراحل ولكنى سأظل أمارس الكتاب والقراءة إلى الرمق الأخير.

ـ اين زين العابدين الشريف من ساحة الحاضر الأدبية


انشغلت فى الآونة الأخيرة بالإشراف على صفحة الأدب بصحيفة "سيناء المستقبل المحلية، حيث عمودى المفضل "وجهة نظر" الذى أتناول فيه بعض الصور السلبية أو الإيجابية فى المجتمع بأسلوب لا يخلو من القص الأدبى، بالإضافة إلى الإشراف على نادى أدب الطفل بقصر ثقافة الضاحية بالعريش، وكنت استمتع وأنا أنشر لجيل الشباب إعمالهم الإبداعية، وكذلك الإشراف مع لجنة الحكام على الدورى الثقافى والفنى، الذى يستمر لمدة عام دراسى كامل طوال الخمسة عشر سنة الماضية، وأيضا التواصل مع الأدباء من خلال حضور الأمسيات والصالونات الأدبية فى المحافظة وبعض المؤتمرات الأدبية خارج المحافظة.

وصدر لى ثلاث مجموعات قصصية وكتاب مقالات بعنوان "اسمحولى"، وشاركت فى بعض المؤتمرات الأدبية داخل مصر.

ـ ذكرت أنك تشرف على نادى أدب الطفل بالعريش، ماذا يمكن أن تقول عن التجربة؟


ـ أقول انها تجربة ثرية وتستحق الاستمرار، فحب مصر والخوف عليها من الفتنة ومن الأعداء، والاستعداد للتضحية من اجلها ومساندة الثورة هو القاسم المشترك بين افكارهم، وحينما تجلس معهم تشعر انك فى حديقة غنية بالأزهار المتفتحة الجميلة،إنهم أعضاء نادى أدب الطفل فى العريش، التعامل معهم يثرى أى مثقف ويفتح آفاق جديدة فى الإبداع والتفكير، إنهم الثروة الأكيدة للوطن.

ـ هل لجغرافية سيناء إثر فى كتاباتك.. أو لنقل جاذب وملهم؟


جغرافية سيناء أكبر جاذب للكتابة، فمفردات البيئة السيناوية مغرية جدا للكتابة عن البحر والصحراء والنخيل والطيور والعادات والتقاليد لمجتمع القبائل، فضلا عن التراث الملىء بحكاوى لم تأخذ حقها فى المعرفة.

ـ برأيك..كيف هى العلاقة بين الكاتب والقارئ الآن فى ظل صراع الاستحواذ على عقل القارئ؟


ـ لم يعد الكاتب طرفا وحيدا للاستحواذ على عقل القارئ، وإنما تكاثرت الأطراف عليه بعدما أصبح عقله مستباح لكل ما هو سيء وجيد، فمن الفضائيات إلى وسائل التواصل الاجتماعى إلى السينما والمسرح، هذا فضلا عن تناقص أعداد القراء بشكل ملفت، لذلك اكتب بجهد مضنى وبعناية شديدة، بغض النظر عمن سيقرأ وفى اعتقادى أنه يمكن أن تنال كتاباتى إعجاب شخص واحد لا اعلمه على الطرف الآخر للمجرة، وهذا يرضينى ويسعدنى.

ـ سؤال يتردد..أين هم أدباء سيناء لا حراك لهم مسموع


سيناء من مناطق الأطراف، وتلك المناطق مظلومة فى كل المجالات بما فيها المجالات الثقافية والأدبية، افتح أى جريدة مصرية تجد عشرات الأماكن للمؤتمرات والصالونات الثقافية والأمسيات الأدبية فى كل المحافظات فضلا عن دور السينما والمسرح، وهذا التنوع يثرى الحركة الأدبية،وهذا غير موجود فى سيناء، فضلا عن الدم الثقافى والأدبى الذى يصلها متكاسلا من العاصمة، فيصاب رأسها بالخمول والكسل، ومع ذلك أدباء سيناء لهم حراك مسموع، ومساحة واضحة فى الساحة الأدبية المصرية،وبعض المحيط الإقليمى، فهم يشاركون فى الفعاليات القليلة سواء التى توفرها مديرية الثقافة أو على حسابهم الخاص.. أما إذا كنت تقصد إبداعاتهم وأعمالهم فهى موجودة وكثيرة فى مختلف المجالات الأدبية.

ـ من المسئول عن غيابهم ومن الجانى فى تغييبهم؟


لا أدرى لماذا تحاول أن تحشر أدباء سيناء فى زاوية الاتهام؟ فتدفعنى للدفاع عنهم، وهم ليسوا متهمين وليسوا بحاجة للدفاع عنهم من أحد.. أدباء سيناء ليسوا غائبين عن الساحة أبدا.. وإذا كنت سمعت فى الآونة الأخيرة اتهامات كثير من الأدباء لمؤسسات الثقافة..اقصد مديرية أو قصور الثقافة بالتقصير والانكفاء، فأقول أن "الثقافة الحكومية" لا تصنع أديب، الأديب يصنعه إبداعه وإيمانه بمسؤولية الكلمة والفكرة أما الثقافة الحكومية فإنها توفر له بعض الإمكانات البسيطة التى تساعده على الاحتكاك بأدباء آخرين من محافظات أخرى، من خلال المؤتمرات وطباعة الأعمال لمن تتوفر لإبداعاته شروط الطباعة، اما الباقى فيعتمد على الأديب نفسه فى تطوير نفسه.

ـ هل نجح أدباء سيناء فى التعبير عن هويتها المصرية العربية أدبيا؟


فى اعتقادى أنه ليس من مهمة الأدب التعبير عن الهوية أو الانتماء، فالأدب مشاع للإنسان ايا كانت عقيدته أو انتمائه أو موطنه، لكنى استطيع القول أن كثير من شعراء سيناء عبروا فى بعض المناسبات الوطنية عن روح الإنسان السيناوى التى تعتز بمصريتها وعروبتها والأمثلة كثيرة، فقد ألقى الشاعر الكبير الشيخ محمد عايش عبيد – رحمه الله – قصيدة رائعة فى قاعة مجلس الشعب أمام الرئيس السادات تعبر عن تلك المعانى.. ولا تتسع المساحة للتدليل بكتابات بعينها للأدباء عن الهوية المصرية والعربية لسيناء فى الأدب السيناوى بداية من قصائد د. درويش الفار ثم الشعراء المحدثين كحاتم عبد الهادى وعبد الكريم الشعراوى وحسونة فتحى وعبد القادر عياد وسمير محسن ومحمد عابد وغادة سبته وزكريا الرطيل واحمد ابو حج وايمان معاذ ومن شعراء البادية أيضا رضوان المنيعى وسلمى الجميعان وعطا الله الجداوى.. وآخرين كثر..

وقد أطلت فى مجال القصة والرواية تلك المعانى أيضا بقوة من خلال إبداعات عبد الله السلايمة ومحمود طبل وحسن غريب وصابر جمعه. وأيضا بعض من أعمالى المنشورة والتى لم تنشر عبرت عن بعض تلك المعانى، ومثال على ذلك قصص "موسم السمان"و"صفقة ابو عرب" و"عواطف" إضافة إلى كتاب "اسمحولى” الذى يؤكد من خلال مقالاته الهوية المصرية العربية لسيناء، ويتحدث بإسهاب عن الهم المصرى العربى الذى يشعر به المواطن السيناوى. وكذلك الحال بالنسبة للمسرح فى سيناء فقد عبر عن تلك المعانى بقوة الكاتبان والمخرجان المسرحيان محمد عايش الشريف ومجدى الشريف من خلال مسرحياتهما الكثيرة التى تخوننى الذاكرة فى تذكر اسمائها.

ـ لماذا اختفت الصالونات الثقافية من مدينة العريش بعد أن ظهرت لفترة من الوقت؟


هى لم تختف.. لكنها تراجعت بسبب الأحداث التى أثرت بشكل سلبى مباشر على نشاطات الصالونات الثقافية والأدبية كما أثرت على جميع مناحى الحياة.. فقانون منع التجول الذى بدأ لمدة ثلاث شهور تبدأ فى الخامسة مساء كان بمثابة القشة التى كسرت ظهر الصالونات والأمسيات الأدبية، ثم تدرج المنع إلى السابعة مساء..وهكذا، إضافة إلى أحداث الإرهاب التى جعلت الناس بما فيهم الأدباء يخشون على حياتهم من الحرب على الإرهاب أكثر من الإرهاب نفسه، وما تبع ذلك من نكوص أدباء المحافظات الأخرى الذين يثرون ندواتنا وأمسياتنا عن الحضور بسبب التخوف من تلك الأوضاع. وكذلك المسئولين عن الثقافة فى الإقليم والعاصمة الذين لم نر أحد منهم منذ سنوات عديدة.. وأيضا من أهم تلك الأسباب تأخر الترميمات لمديرية الثقافة وقصر ثقافة العريش – بيت العائلة الأدبية السيناوية – الذى لم ينتهى بعد منذ أكثر من سبع سنوات.

ـ إشكالية أحداث سيناء مست كل جوانب يوميات المواطن العادى كيف يعايشها الأديب؟


الأديب كالمواطن العادى فى استقباله للأحداث لكنه يختلف عنه فى ردة الفعل.. فالأديب يعبر عما تتلقفه مشاعره وأحاسيسه وحواسه بالكلمة.. إما شعر أو نثرا.. لكن فى ظل الانقسامات التى يشهدها المجتمع فقد أحجم كثير من الأدباء عن الكتابة..أو كتب بعضهم على استحياء حتى لا يقع فى خصومات أو عداوات مع الآخرين، أضف إلى ذلك أن ردة فعل الأديب السريعة على الأحداث ربما توقعه فى السطحية والتقريرية نظرا لعدم اختمار الفكرة وتبين صورها وخيالاتها. لذلك فان ترجمة الأحداث التى تتعرض لها سيناء إلى أعمال أدبية ليس بالعمل الهين السهل, وإنما طريق مليء بالشوك حتى يُستخلص من الأحداث معانى لتشريح الحالى واستشراف المستقبل. وهى مهمة صعبة وعظيمة وتحتاج إلى وقت.

ـ بين فترة وأخرى نسمع عن خلافات وتراشقات بين الأدباء بسيناء ماذا تقول؟


هذا صحيح، وشريحة الأدباء تماما كمختلف الشرائح التى يحدث بينها بعض التشاحن كالأطباء والصيادلة والمهندسين والمدرسين، لكن فى مجتمع الأدباء فان روائحها تفوح بسرعة اكبر لأنهم أصحاب الكلمة وأهل العبارة التى يسهل تطويعها للنقد اللاذع والهجاء.

ـ ماذا تقول للأدباء فى سيناء؟


أقول للأدباء وللكثير من الأدباتية، سنوات طويلة قضيناها بين العبث والأمراض الذاتية، أما أن الأوان ـ والعمر يجرى والعالم يتحرك بسرعة ـ أن نصحو من غفوتنا وننفض الغبار عن ذواتنا، دعونا نتلمس طريقا للخروج من المحنة، دعونا نتشافى، دعونا نكبر ونكبر حتى نصبح رجال،دعونا نشارك مجتمعنا همومه وأحزانه الكبيرة بأفكارنا ورؤيانا، دعونا نتحمل المسؤولية ونحلم بمستقبل جديد، ودعوا الأدب وأدواته وسيلة لتحقيق هذا الأمل وذاك الحلم، ولو بالاستعانة بخيالاته وصوره الجميلة لنحصن بيتنا ـ نادى الأدب ـ من أمراض الأنانية والمصلحة الذاتية، ولنبحر سويا فى إبداعاتنا حتى الموجة الأخيرة.


الأديب السيناوى زين العابدين الشريف (1)
الأديب السيناوى زين العابدين الشريف


الأديب السيناوى زين العابدين الشريف (2)
مشاركة فى إحدى الندوات


الأديب السيناوى زين العابدين الشريف (3)
أحد مؤلفاته




موضوعات متعلقة...


بالفيديو.. ثقافة شمال سيناء تتوسع فى نشر المنشآت الثقافية بالمحافظة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة